يجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الثلاثاء)، مع مجموعة واسعة من الخبراء في مجلس العلوم والتكنولوجيا (PCAST)، لدراسة المخاطر والفرص التي تشكلها التطورات السريعة في تطوير الذكاء الاصطناعي، واستخدام الأفراد لهذه التقنية، ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي الأميركي.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الديمقراطي سيستغل اجتماع الذكاء الاصطناعي «لمناقشة أهمية حماية الحقوق والسلامة لضمان الابتكار المسؤول والضمانات المناسبة»، ولتكرار دعوته للكونغرس لإصدار تشريع لحماية الأطفال والحد من جمع البيانات من شركات التكنولوجيا.
برز الذكاء الاصطناعي في طليعة المحادثات الوطنية بعد إطلاق «ChatGPT AI chatbot» الشهير، والذي ساعد في إثارة سباق بين عمالقة التكنولوجيا للكشف عن أدوات مماثلة، مع إثارة المخاوف الأخلاقية والمجتمعية من التكنولوجيا القوية.
وقد طالب القطاع الخاص الأميركي بما في ذلك إيلون ماسك، رئيس شركة «تسلا» والمؤسس المشارك لشركة «Open AI»، وستيف وزنياك المؤسس المشارك لشركة «أبل»، بوقف بعض أنواع تطوير الذكاء الاصطناعي بسبب مخاوف من أن تصبح أداة قوية للغاية. وكتب ماسك ووزنياك وآخرون رسالة قالوا فيها: «ندعو جميع مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى التوقف فوراً لمدة 6 أشهر على الأقل، عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، ويجب أن يكون التوقف علنياً ويمكن التحقق منه وأن يشمل جميع الجهات الفاعلة الرئيسية».
ودعم معهد «FUTURE OF LIFE»، وهو مؤسسة غير ربحية في ولاية ماساتشوستس، الدعوة من رواد القطاع الخاص التكنولوجي، وأشار إلى ضرورة تقليل المخاطر الكارثية والوجودية من هذه التقنيات القوية. فيما قال آخرون، منهم بيل غيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت»، إن التوقف المؤقت عن تطوير بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي لن يحل المشكلة.
ووضعت غرفة التجارة الأميركية تقريراً الشهر الماضي دعت فيه إلى تنظيم قواعد استخدام الذكاء الاصطناعي، محذرةً من أن الفشل في تنظيم الذكاء الاصطناعي سيضر بالاقتصاد، ومن المحتمل أن يقلص الحقوق الفردية ويقيّد تطوير وإدخال تقنيات مفيدة. وأضاف تقرير الغرفة التجارية أنه على مدار الأعوام العشرين القادمة ستستخدم كل وكالة تجارية وحكومة تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما سيكون له تأثير عميق على المجتمع والاقتصاد والأمن القومي. وشدد التقرير على ضرورة تشكيل الاستجابات المناسبة بما يسمح باستغلال إمكانات هذه التقنيات مع حماية الحقوق الأساسية للمواطنين.
وطالب الكثير من المشرعين بوضع حدود وقواعد للتقنيات الجديدة، وأصدرت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية أمراً بإيقاف «OPEN AI» من إصدار تراخيص تجارية جديدة من «GPT – 4» وهو البرنامج الذي أذهل المستخدمين بقدراته الشبيهة بالقدرات البشرية والتي تسبقها في بعض الأحيان. وحثّ السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، الإدارة الأميركية على مراجعة تداعيات الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق المستخدمين.