تصوّب أنظار عشاق كرة القدم المغربية في اتجاه مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، مسرح ديربي الرجاء والوداد، المشتعل أصلا قبل بدايته الليلة على الساعة 22 مساء في أمسية رمضانية ساحرة. فالمواجهة تأتي في ظرفية حساسة ودقيقة من الموسم الرياضي، بين الفريق الأحمر الذي يسعى إلى تشديد الخناق على المتصدر الجيش الملكي، والنسر الأخضر الراغب في إعادة التحليق والحفاظ على أمله في المنافسة.
ديربي كازابلانكا الذي يحبس أنفاس المدينة ويوقف عدّاد الزمن بها إلى ما بعد انتهاء المباراة، يقع هذا العام في شباك الخلافات والأزمات و”حرب البلاغات” من منخرطي الطرفي بلغ حدّا غير مقبول بتبادل التهم والتراشق، بالإضافة إلى دعوات المقاطعة من الجانب “الودادي”، الذي أملته الأثمنة المخصصة للتذاكر، والتي حددت في 100 درهما للمدرجات المكشوفة و200 درهما للمدرجات المغطاة، والتي يراها مناصرو الفريق الأحمر “غير منطقية”.
وإذا كانت فئة من جماهير الوداد قررت مقاطع المباراة، فجماهير الرجاء ستكون حاضرة وبقوة خلف ناديها ولن تكون مضطرة لاقتناء التذكرة، على اعتبار أنها تتوفر على بطائق الاشتراك منذ بداية الموسم الرياضي، أي أنها ستستفيد من نصف التذاكرة الموضوعة للبيع والمقدرة بـ36 ألف مناصفة بين الفريقين.
في سياق الأمور التنظيمة للمباراة، تتأهب السلطات الأمنية للمدينة، بتأمين المباراة، التي من المرتقب أن يأمنها حوالي 4000 عنصر ما بين رجال الشرطو والقوات المساعدة.
تاريخ الديربي
لعب الفريقان 133 مباراة فيما بينهما في البطولة، منذ أول ديربي، الذي أجريت أطواره يوم العاشر من فبراير 1957، على أرضية ملعب العربي بن مبارك، أو ملعب فيليب، وآلت نتيجة اللقاء وقتها للرجاء بهدف نظيف، سجله محمد لعشير الملقب بـ “الوجدي”.
ويتفوق الرجاء الرياضي على غريمه التقليدي الوداد الرياضي في عدد الانتصارات، حيث حقق الفريق الأخضر 37 فوزا، مقابل 33 للأحمر، فيما احتكمت 63 مباراة للتعادل، من بينها 28 سلبية “صفر لمثله”، في الوقت الذي حافظ فيه حراس مرمى الخضر على نظافة شباكهم في 56 مناسبة، مقابل 51 للخصم.
وسجل الرجاء الرياضي 114 هدفا، فيما تمكن الوداد الرياضي من تسجيل 103 أهداف، علما أن الأول حقق 17 انتصارا عندما يكون غريمه مستقبلا، فيما الثاني انتصر في 14 مناسبة، علما أن الفوز ذهابا وإيابا كان لصالح الفريق الأخضر في 5 مناسبات، مقابل 4 للأحمر، بينما تشارك الفريقان في أكبر انتصار بنتيجة ثلاثة أهداف نظيفة.
الديربي تحت الأضواء
تعود آخر مرة لعب الفريقيان الديربي عن منافسات البطولة الاحترافية، كان موسم 2004/2005، حين تمكن الفريق “الأخضر” من تحقيق انتصار هام، في الدقيقة الأخيرة من المباراة، بواسطة اللاعب سفيان العلودي.
من بين أشهر مباريات “الديربي” المسائية، تعود الذاكرة إلى مواجهة إياب دور ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، في 23 نونبر 2019، والتي شهدت تأهل الرجاء، بعد التعادل بنتيجة أربع أهداف لمثلها وتحقيق “الريمونتادا” الشهيرة، بعد أن كان الفريق “الأخضر” متأخرا بفارق ثلاث أهداف.
الديربي الرمضاني
وسبق لفريقي الرجاء والوداد مباريات لعب الديربي في شهر رمضان، إذ يبقى أبرزها المواجهة التاريخية التي جمعتهما، حين تغلب الرجاء على غريمه الوداد بنتيجة خمس أهداف مقابل هدف واحد، لحساب منافسات كأس العرش، وهي أكبر حصة في تاريخ الموجهات المباشرة.
