تعيش اتفاقية الصيد البحري والزراعة المعلقة بين المغرب والاتحاد الأوربي على وقع لعبة ” الشد والجذب” بين الطرفين ففي الوقت الذي يخشى فيه الطرف الأوربي عدم تجديد الاتفاق، تشير الحكومة المغربية إلى غياب رؤية واضحة حول مصيرها.
وقد أشارت مصادر إعلامية إسبانية إلى “وجود مفاوضات سرية” بين الجانبين لا تشمل بالأساس الطرف الذي يعرقلها وهو ما يسمى بـ”جبهة البوليساريو”.
وسبق أن “نددت” بعض القوى البرلمانية بأوروبا الموالية للجبهة الانفصالية، من “إقصاء الأخيرة” من المفاوضات الجارية، وهو ما يشير إلى “رغبة بروكسيل في إيجاد صيغة مناسبة في الاتفاق تشمل السواحل المغربية بالصحراء”.
وأمام هذه المعطيات تبدو الرباط “واثقة” من قدرتها على فرض شروطها، إذ أكد وزير الفلاحة والصيد البحري، محمد الصديقي، اليوم الأربعاء، على أن ” الرباط مستعدة لأي احتمال وستتفاوض بقواعد وإمكانيات جديدة”.
أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد الغالي يقول إن ” المملكة المغربية لا يمكن أن تتراجع عن خطاب العاهل المغربي الذي أكد على أن الصحراء هي نظارة المغرب إلى العالم، وهو الأمر الذي ينطبق على هذه المفاوضات التي يجب أن تحقق الشرط الأساسي وهو ضمها للسواحل الأقاليم الجنوبية”.
وأورد الغالي في حديثه لـ”الأيام 24″، أن ” الرباط تراهن على مدريد من أجل التوصل إلى اتفاق مرضي في اتفاقية الصيد البحري والزراعة، فمواقف إسبانيا الإيجابية من قضية الصحراء والحكم الذاتي ستسهل إنجاز ذلك”.
واستطرد الغالي قائلا: ” أن لا أحد متأكد من وجود مفاوضات سرية بين الطرفين في هذا الوقت، لكن جل التقارير تشير إلى غياب الثقة في مكون جبهة البوليساريو، خاصة من خلال تورطها في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان، إضافة لكونها تلعب أوراق اللاعبين الأساسيين الذي يستهدفون المصالح المغربية في مقدمتهم الجزائر”.
وشدد أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش، على أن ” المغرب في صحراء، والصحراء في مغربها، وسير المفاوضات حول الاتفاقية سيمر عبر مصالح الرباط وبروكسيل، الأخيرة التي هي بحاجة كبيرة إلى تفعيل مضامين الاتفاق، على اعتبار الأزمات التي تمر منها جراء الحرب الأوكرانية”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن ” سير المفاوضات في ظل الواقع الحالي يذهب لصالح الرباط، لكن يبقى إشكال إقناع جميع الأطراف الأوروبية التي تبقى غير متوحدة، فإسبانيا ترى من خلال مصالحها ضرورة تجديد الاتفاق مع الشروط المغربية، في وقت تجد الدول الأخرى الأقل استفادة نفسها غير متحمسة بشكل كبير”.
