البرمجة: تجارب نساء تركنَ عملهن في مجالات أخرى واتجهنَ لهذه المهنة

  • شيونا ماكالام
  • مراسلة الشؤون التكنولوجية

صدر الصورة، Getty Images

"لم أعتبر نفسي أبداً شخصاً يمكنه العمل في مجال البرمجة" هذا ما تقوله المعلمة جيسيكا غيلبرت التي تحولت إلى مبرمجة.

هذه المشاعر التي تتشارك فيها العديد من النساء، و أمر تدعمه الإحصائيات كذلك. حيث هناك فجوة كبيرة في المهارات في قطاع البرمجة، إذ ستكون هناك امرأة واحدة فقط مؤهلة لكل 115 منصباً تقنياً بحلول عام 2025.

وتظهر الدراسات أن النساء أقل إقبالاً على العمل في مجالات العلوم والبرمجة والهندسة والرياضيات مقارنةً بالرجال.

ومع ذلك، بدأت بعض النساء في عكس هذا الاتجاه، وبدء مسار وظيفي جديد في هذه المجالات.

إذ وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني، فإن عام 2021 شهد دخول 15000 امرأة العمل في مجال البرمجة وتطوير البرامج في المملكة المتحدة مقارنةً بالعام الذي سبقه، كذلك ارتفع عدد النساء اللاتي يعملن كمصممات للمواقع الإلكترونية بحوالي 10000.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • حماس تعدّ هجوم تل أبيب "رداً على اعتداءات الأقصى" ونتنياهو يؤكد أن "أعداء إسرائيل يختبرونها مرة أخرى"
  • روسيا وأوكرانيا: علاقات موسكو وبكين "لا تأخذ طابع التكتل وليست موجهة ضد أي دولة أخرى"
  • تجارة الجنس: كيف دخلت فتاتان صوماليتان إلى هذه المهنة المحفوفة بالخطر؟
  • أندرو تيت: الإفراج عن الأخوين تيت المتهمين باستغلال نساء جنسيا ووضعهما قيد الإقامة الجبرية

قصص مقترحة نهاية

ولكن حتى مع هذه الأرقام، لا تشكل النساء حالياً سوى 25٪ من الوظائف الخاصة بالبرمجة، وذلك حسب منظمة شي كود (SheCode).

أمرٌ صعب، لكنه يستحق العناء!

كانت جيسيكا التي تعيش في مدينة غلاسكو، معلمةً في مدرسة ابتدائية في منطقة رينفروشاير، قد وصلت إلى نقطة الإرهاق بعد أن بقيت معلمةً لخمس سنوات.

التعليق على الصورة،

تحولت جيسيكا غيلبرت من معلمة إلى مبرمجة

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

تقول إنها كانت تقضي الليالي وعطلات نهاية الأسبوع في التحضير للدروس، أو في إنفاق أموالها الخاصة على شراء المواد المساعدة في تدريس الأطفال، أو في إستعارة بعض الأدوات التي يمكن استخدامها في التدريس من العائلة والأصدقاء. إذ تقول: "لا يمكنني أن أتوقف عن ذلك".

تقول الفتاة البالغة من العمر 28 عاماً إنه "لم تكن لديها أي فكرة" عن الوظائف في مجال البرمجة حتى شاهدت إعلاناً على منصة إنستغرام (Instagram) لمؤسسة "الفتيات أولاً في البرمجة - Code First Girls" ويقدم دورة مجانية لمدة ثمانية أسابيع في البرمجيات.

لم تدرس جيسكيا العلوم أو الرياضيات في المدرسة، لذلك لم تكن تعتقد أنه سيمكنها تعلّم البرمجة، واعتقدت أن الأبواب في مجالات العلوم والبرمجة والهندسة والرياضيات كانت مغلقة أمامها، وتقول: " لأكون صادقة، لم أكن أعرف ما هو مهندس البرمجيات، لقد افترضت أنها وظيفة شخص عبقري وغريب الأطوار، وبالتأكيد لم أكن أعرف أي امرأة تقوم بهذا الدور يمكن الاقتداء بها أو اعتبارها مصدر إلهام".

بعد الدورة التدريبية الأولية، واصلت جيسيكا إجراء المزيد من الدراسات في مجالات البرمجة خلال أوقات المساء بينما كانت لا تزال تدرّس الصفوف الابتدائية في المدرسة، والتي تقول إنه " كان أمراً صعباً ولكنه يستحق العناء".

تعمل جيسكا الآن كمهندسة برمجيات مبتدئة في سكاي بيتنغ آند غيمنينغ (Sky Betting & Gaming)، وتقول إنها أكثر سعادة في هذا المجال، على الرغم من أنها لا تكسب الكثير من المال كما كان الحال في التدريس.

  • لماذا تُرحل السويد مهاجرين موهوبين في قطاع التكنولوجيا؟
  • عندما تصبح التكنولوجيا سلاحا ذا حدين للمظاهرات

كانت جيسيكا ضمن مجموعة على موقع فيسبوك (Facebook) تسمى "الحياة بعد التدريس"، وبعد مشاركة قصتها هناك، قالت إن صندوق الرسائل الواردة الخاص بها امتلأ برسائل معلمين آخرين قائلين إنهم يتطلعون أيضاً إلى تغيير وظائفهم.

بعد ذلك، قررت جيسكا إنشاء حساب على منصة إنستغرام تحت عنوان "من معلمة إلى مبرمجة "teacher2coder" وذلك لإخبار النساء الأخريات بما تتضمنه هذه الوظيفة التقنية.

"لقد ابتعدت سابقاً عن البرمجة، باعتبارها مجال خاص بعلماء الكمبيوتر أو العباقرة. ولكن في حال كان لدى الشخص مهارات جيدة في التواصل وقدرة على حل المشكلات، يمكن أن تكون هذه الوظيفة في مجال التكنولوجيا مناسبة له".

موهبة غير مستغلة

تسليمة فردوس، 25 عاماً، درست العلوم الطبية الحيوية في الجامعة وكانت تنوي أن تصبح طبيبة يوماً ما، لذلك كانت تعمل في مجال الرعاية الصحية في "خدمة الصحة الوطنية NHS" في لندن.

التعليق على الصورة،

تسليمة فردوس تركت عملها في الرعاية الصحية لتصبح مهندسة بيانات

وتقول: "كانت هناك معاناة في عملي مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية، كنت أشعرُ بعدم التقدير".

بعد أن قرأت قصة عن امرأة شابة أصبحت مبرمجة، بدأت تسليمة تتساءل عما إذا كان بإمكانها تغيير مهنتها، ولكن كانت تتملكها الشكوك حول قدرتها على العمل في مجال البرمجة لعدم وجود خلفية علمية لديها في هذا المجال.

وتقول تسليمة: "بدأتُ أفكر ماذا سأخسر؟ وقررتُ المشاركة في معسكر تدريبي حول البرمجة امتد لـ14 أسبوعاً، تعلمتُ خلاله أسس لغة برمجة الـ Python و SQL "، مضيفة أن الفريق الذي كان معها كان من الرجال بالكامل، لكن "هذه كانت البداية فقط".

بعد هذا التدريب، أصبحت تسليمة أكثر قناعة بتغيير وظيفتها، قائلة:" لا أعتقد أن تغيير المهنة أمر شاق كما كان من قبل. إذا كنت على استعداد للعمل الجاد وقضاء ساعات طويلة، فلا يوجد سبب يجعل الوظيفة التقنية غير مناسبة لك".

تظهر بيانات القوى العاملة الصادر عن مكتب الإحصاء الوطني في المملكة المتحدة، في يونيو/ حزيران 2022، أنه بينما كان هناك نحو 513 ألف رجل يعملون كمبرمجين ومتخصصين في تطوير البرمجيات ومتخصصين في تصميم المواقع الإلكترونية ومحللين للبيانات، كانت هناك نحو 114 امرأة فقط يعملن في هذه الوظائف هو ما يمثل 18% فقط.

توفر مؤسسة " الفتيات أولاً في البرمجة - Code First Girls" التي أسستها امرأة، دورات مجانية في البرمجة للنساء، ما يساعد الشركات على التوظيف من خلال ربطهم مع فتيات مبرمجات مدربات حديثاً.

تقول آنا برايلسفورد، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الاجتماعية، إن النساء بحاجة إلى منحهن الفرصة لتغيير رأيهن بشأن الصور النمطية المحيطة بالمهن في مجالات العلوم والبرمجة والهندسة والرياضيات. مضيفةً أن هناك مجموعة كاملة من المواهب غير المستغلة بين أولئك النساء اللواتي بدأن في مجالات دراسية مختلفة وفي وظائف متعددة.

تضيف برايلسفورد "إن هؤلاء النساء هنّ المرشحات لهذه المهن، ولم يكنّ قد فكرنّ مسبقاً في العمل بها، أو أنهن كنّ مقتنعات بأنها مهنة للرجال فقط، أو لم يمتلكنّ المهارات المناسبة. لكنهن الآن يتمتعنّ بخبرة كبيرة لتغيير الأشياء في التكنولوجيا للأفضل".