من الطبيعى أن يُختلف على من يُعدُ أفضل فى هذا المجال أو ذاك، ناهيك عن أن يكون الأفضل. لا يمكن موضوعيًا أن يكون هناك من يُعتبرُ الأفضل فى مختلف المراحل. لكل مرحلة محدداتُها وظروفُها المرتبطةُ بطابعها ومستوى التطور فيها. كما يصعبُ الاتفاقُ على من يعتبرُ الأفضل فى مجالٍ ما فى مرحلة محددة، نتيجة خلافات طبيعية على معايير التقييم.
غير أن هذه الخلافات تقلُ فى حالة اختيار الأفضل فى مجال ما فى منطقة محددة، وليس فى العالم كله. فالخلافُ قد يضيقُ بمقدار ما تقلُ المساحةُ التى تُجرى فيها مقارنةُ بين أشخاص متميزين، مثل لاعبى كرة القدم فى أمريكا الجنوبية مثلا، وليس فى العالم كله.
ونجدُ ما قد يدلُ على ذلك، وإن لا يلقى قبولا كاملا، فى اختيار اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) اللاعبين الأفضل فى منطقته. فلا يُختلفُ كثيرًا على أن الأرجنتينى ليونيل ميسى هو الأفضل فى المرحلة الراهنة. ولهذا لم يؤد وضع تمثالٍ له فى متحف هذا الاتحاد فى باراجواى قبل أيام إلى اعتراضٍ يُعتدُ به. وقد وُضع التمثالُ خلال حفلة أُقيمت بهذه المناسبة، وكُرم خلالها زملاؤه فى منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم لاعبين وفنيين.
أصبح ميسى اللاعب الثالث الذى يوضع تمثالُ له فى هذا المتحف بعد كل من بيليه ومارادونا. ثلاثةُ تماثيلٍ متجاورة. وحسب التسلسل التاريخى صار تمثالا ميسى ومارادونا متجاورين. وأهدت المغنيةُ الأرجنتينية العالمية سوليداد باسنوردتى إلى ميسى أغنية «برنيديس» التى غنتها لمارادونا عقب فوز منتخب الأرجنين بمونديال 1986.
أرجنتينيان وبرازيلى هم اللاعبون الثلاثة الأفضل فى أمريكا الجنوبية فى السنوات الخمسين الأخيرة. ربما يكون هذا منصفًا عندما نقارنُ بين كرة القدم فى البلدين فى الوقت الراهن. ولكنه قد لا يكونُ كذلك حين نُوَّسعُ النطاق الزمنى للمقارنة. فى هذه الحالة تتفوقُ الكرةُ البرازيلية. ولهذا فرغم عدم وجود خلافٍ كبير على أن اللاعبين الثلاثة يستحقون هذا التكريم، فليس من الإنصاف استبعاد برازيليين آخرين برزوا وبرعوا بعد بيليه، مثل جونيور، وزيكو، وسقراطيس، ورونالدو، وغيرهم.
* نقلا عن "الأهرام"
