وسط حالة من البهجة والسعادة؛ شهدت كنائس مصر صباح أمس احتفالات أحد السعف او أحد الشعانين، انطلقت ألحان الترانيم بالكنائس وانتشر بائعو السعف وسنابل القمح أمام أبوابها،ومع بدء القداس الالهى بجميع الكنائس ارتفعت اصوات الأجراس،هو يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استقبله أهلها بسعف النخيل وأغصان الزيتون وسنابل القمح مفترشين الطرق بقطع القماش البيضاء ومرددين إليه الهتافات.
ترأس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة قداس أحد الشعانين «أحد السعف» فى الكاتدرائية الكبرى بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، بمشاركة أسقف ورئيس الدير الأنبا أغابيوس ومجمع رهبان الدير، وعدد كبير من الشعب امتلأت بهم الكاتدرائية.
واستقبل خورس الشمامسة قداسة البابا بالسعف والصلبان وهم يرتلون لحن الشعانين «افلوجيمينوس»، وصلى قداسته دورة الشعانين، التى تتضمن ١٢ فصلًا من الإنجيل، بدأت بعدها صلوات القداس الإلهي، وألقى قداسة البابا عظة القداس، حيث أشار خلالها إلى أن «عيد أحد الشعانين» هو حدث فريد فى التاريخ وفى طقس الكنيسة.
وأن الله يحتاج إلى أساسيات خمسة ليدخل إلى قلوبنا وإلى حياتنا، وينبغى أن نستقبل بها ربنا يسوع المسيح فى كل أيام السنة وكل أيام العمر، من خلال سعف النخيل الذى يرمز إلى حياة الاستقامة، فالله يحتاج أن يكون قلبك مستقيمًا، وأغصان الزيتون التى ترمز إلى السلام، فالله يحتاج أن يكون قلبك صانعًا للسلام فى حياتك اليومية، وكذلك الأطفال والذين يرمزون إلى النقاء، فالله يحتاج أن يكون قلبك وحياتك فى نقاء الطفولة.
والبعد عن ملوثات العالم، والكبار الذين هتفوا وسبحوا، فالله يحتاج أن يكون قلبك ممتلئًا بالتسابيح التى تمجد الله، واخيرا حمار وجحش ابن أتان؛ الذى يرمز إلى البساطة، فالحكمة مع البساطة تُنشئ القلب الذى يريد أن يدخله الله، ويعد أحد الشعانين المعروف شعبيًّا ب «أحد السعف» ، أحد الأعياد السيدية السبعة الكبرى، ويبدأ بعده مباشرة أسبوع البصخة المقدسة الذى ينتهى بعيد القيامة المجيد.
اقرأ أيضًا| البابا تواضروس يترأس قداس أحد السعف من دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون
وعقب انتهاء القداس صلى قداسة البابا صلوات «الجناز العام» بحسب الترتيب الطقسى للكنيسة والذى يلى قداس الشعانين، وقبل الانخراط فى صلوات البصخة المقدسة، وكذلك هو حال كنائس الروم الأرثوذكس حيث حرص الاب بندلايمون بشرى بندلى راعى كنيسة القديسين جاورجيوس و نيقولاوس للروم الارثوذكس بدمياط على تهنئة الاطفال بالعيد مع أبناء الكنيسة بدمياط وسط فرحة عارمة من الصغار والكبار، وجرى الاحتفال بأحد الشعانين عبر القيام ببعض العادات العرفية.
حيث يتم تداول أغصان النخيل خارج الكنيسة، ويستخدم سعفه لصنع الصلبان الصغيرة، إلى جانب قراءة قصة دخول السيد المسيح إلى القدس، وغناء الترانيم القبطية، ويسود طقس الصلاة فى هذا اليوم نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التى تستخدم فى هذا اليوم وعيد الصليب، وذلك وسط تواجد أمنى مكثف لقوات الأمن أمام أبواب الكنائس لاستقبال الزوار وتأمينهم وشاركهم شباب الكشافة بالكنسية الذين تولوا تأمين الكنيسة من الداخل والتأكد من هويات الزوار.
وفى حين قام بائعو السعف بصنع أشكال الصليب السنبلة المزين بالورود والسعف الذى يحمل بداخله «قربان»، وكذلك سنابل القمح التى ترمز للسلام وتجلب الخير بوضعها على ابواب المنازل، ورصدت «الأخبار» انتشار بائعى السعف أمام معظم الكنائس وحالة البهجة بين الاقباط وقال بيشوى عادل «بائع» انه يجدل السعف ليصنع منه أشكالاً جميلة على هيئة صليب، وتيجان وغيرها من الاشكال المحببة للاطفال والذى يقبلون على شرائها، والتى يقوم الأقباط بوضعها فى منازلهم لانها ترمز إلى قدوم الخير إلى المنازل ومصدر للحياة حسب العادات والتقاليد المسيحية.
واحتفل ايضا بطريرك الأقباط الكاثوليك بأحد الشعانين بالإسكندرية حيث ترأس البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك القداس الالهى ، وذلك بكاتدرائية القيامة بمحطة الرمل، بالإسكندرية.
وشارك فى الاحتفال القمص أنطونيوس غطاس، وكيل عام البطريركية، والأب يوحنا جورج، راعى الكاتدرائية، والأخوات الراهبات، حيث تضمن الاحتفال مباركة أغصان السعف، والزيتون، وألقى عظة القداس.
ومن جانبها شاركت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج فى احتفالية كنيسة الأرمن الكاثوليك بمناسبة عيد القيامة المجيد، حيث أعربت عن تمنياتها القلبية بالخير والأمن لمصر والمصريين جميعًا بالداخل والخارج.
وجاء الاحتفال تلبية لدعوة المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، بحضور ممثل عن رئيس الجمهورية، وممثل عن وزراء: الداخلية والأوقاف، والدكتور محمد أبو زيد الأمير، منسق بيت العائلة المصرية ممثلا عن الأزهر الشريف، وبحضور اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، وقنصل أرمينيا، وعدد من رجال الدولة، ونخبة متميزة من الإعلاميين ورجال الأعمال، فى مشهد يعكس المحبة والأخوة الوطنية التى تمتاز بها مصر منذ فجر التاريخ.
