جلست شهرزاد بجوار زوجها الملك شهريار، وهى تفكر فى تأليف حكاية جديدة حتى لا يمل شهريار منها، ثم خطر ببالها حكاية مسلية من حكايات "سندق وبندق"، وقالت لزوجها :" بلغنى ايها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد، أن سندق وبندق، طلبا من والدتهما، أن تتركهما يلعبان الكرة مع أطفال الجيران فى الشارع، وسمحت لهما بذلك".

وأكملت شهرزاد حكايتها قائلة:" ذهبا الطفلان وشاركا أطفال الجيران لعب الكرة، وأثناء لعبهما، قذف سندق الكرة لأعلى حتى كسرت زجاج فاترينة محل عم أحمد الرجل الذى يعمل بالبقالة".

وشعر الأطفال بالخوف من رد فعل عم أحمد المعروف بعصبيته الشديدة، وعنفه وركضوا بعيداً تاركين سندق وبندق بمفردهما، ونظر سندق لشقيقه وهو يشعر بالخوف الشديد ويتصبب عرقاً، قائلاً :" بندق.. أنا خايف أوى من عم أحمد يلا بينا نمشى أرجوك".

ووضع بندق يده على شقيقه سندق ليسانده ويطمئنه قائلاً :" ماتخافش ياسندق ولازم تتعلم إنك تعترف بغلطك مهما كان حجمه".

وأعترض سندق على رد فعل شقيقه قائلاً :" لكن ده عم أحمد وأنت عارفه كويس وعارف قد إيه هو عصبى ولو رجع دلوقتى وشاف المحل مش بعيد يضرينا بعصايته الطويلة".

وحاول بندق طمأنة شقيقه سندق قائلا:" ياسندق، لازم تتعلم تواجه أخطاءك وتعترف بيها وتصلحها، أفتكر كده السنة اللى فاتت لما اعترفت لماما بأنك كسرت الزهرية، ماما سامحتك لأنك اعترفت بغلطك ويمكن عم أحمد كمان يسامحك زى ماما".

وأكمل بندق حديثه قائلاً :" تعاليم ديننا وأخلاقنا الجميلة اللى اتربينا عليها، بتقول إننا لازم نتحلى بالشجاعة ونعترف بأخطاءنا ونصلحها مش نهرب ونجرى".

وجاء عم أحمد، وعندما نظر لزجاج الفاترينا وشعر بالغضب ونظر حوله وجد سندق وبندق يقفان خلفه، وقال سندق له وهو يتصبب عرقا:" أنا أسف يا عم أحمد جيت أشوط الكرة كسرت الزجاج غصب عنى، أرجوك سامحنى".

وابتسم عم أحمد لسندق وقال له وهو يضع يده على كتف سندق محاولاً طمأنته، قائلأ:" ولا يهمك ياسندق، أنا مسامحك، المهم تكون اتعلمت من غلطك وماتلعبش تانى قدام المحلات عشان ماتأذيش حد سواء بكسر زجاج محل أو شباك أو حتى بخبط حد بالكرة وتعرف أن مكان لعب الكرة هو الملعب سواء فى المدرسة أو النادى".

وأكملت شهرزاد حكايتها قائلة:" شعر سندق بالسعادة وأعطى عم أحمد له قطعة من الحلوى هو وشقيقه وذهبا إلى منزلهما وهما يشعران بالسعادة، و.."، وصاح الديك ليعلن عن نهار جديد، ووعدت شهرزاد شهريار بحكاية جديدة غداً من حكايات سندق وبندق.