مارى يوحنا الباحثة الأثرية تكشف أصل "الفانوس" وموائد الرحمن فى الشارع المصرى

يحتل شهر رمضان مكانة خاصة في قلوب المصريين، ليس اليوم فقط، وإنما منذ العصور القديمة، فله بهجة خاصة في نفوس الحُكام والرجال، وكانت النساء تنتظر قدومه للخروج من المنزل، وحتى الأطفال يبتهجون بشراء الفوانيس، والتجار والأغنياء، لا يفوتون الشهر الكريم دون إقامة "موائد الرحمن" وهي عادات مصرية توارثتها الأجيال منذ القدم وحتى يومنا هذا.

وكشفت الباحثة الآثرية، ماري يوحنا، لـ"الدستور"، أصل هذه العادات والتقاليد وأسباب انتشارها، في شهر رمضان.

موائد الرحمن

تعبر موائد الرحمن على الترابط والكرم الموصوف بهما أهل مصر، وظهرت لأول مرة في عهد أحمد بن طولون، فكان يجمع الأعيان والتجار على مائدة الإفطار أول يوم رمضان ثم يلقى عليهم خطبة يحثهم فيها على الإحسان للفقراء والمساكين.

وتشير ماري، إلى أنه في عهد الفاطميين أيضًا كان الحكام يحرصون على هذه الموائد ويأمرون بتخزين الطعام والغلال، لحين قدوم شهر رمضان الكريم وتوزيعه على الفقراء والمساكين.

الفانوس

مصر هلى أول بلد عرفت الفانوس، فهو عبارة وسيلة إنارة، كان المصريون يستخدمونه لإنارة طريقهم عند عند الذهاب إلى المساجد ليلا ويسمونه "المشكاة"، أو للذهاب إلى الكنائس وكان يسمونه المصريون "القناديل".

وظهر "الفانوس" لأول مرة بهيئته المكون من الصفيح وبداخله شمعة في عهد الفاطميين، وتضيف ماري: أن المعز لدين الله الفاطمي حينما دخل مصر، الشعب المصري استقبله بالفوانيس وكان يوافق اليوم الخامس من رمضان.

وفي رواية أخرى، ارتبطت بالفاطميين أيضًا، في عصر الخليفة الفاطمي حاكم بأمر الله، والذي أمر بعدم السماح للنساء من الخروج من بيوتهن إلا في شهر رمضان ليلًا، فكانت على كل امرأة اصطحاب غلام صغير، ليكون ممسكًا بيده الفانوس عند الذهاب للمسجد، لإنارة الطريق، ولعلم الرجال أن هناك امرأة تمر في الطريق، فيفسحوا لها المجال للمرور.

الكنافة

تكشف لنا ماري يوحنا، أن مصر عرفت الكنافة قبل بلاد العرب، تحديدًا في العصر الفاطمي، ظهرت وقت دخول المعز لدين الله الفاطمي مصر، حيث استقبلوه بالكنافة والكثير من الحلويات.

وهناك رواية أخرى تقول، إن معاوية بن أبي سيفيان، الخليفة الأموي لبلاد الشام، كان برفقته طبيبه المسيحي، فاشتكى له بشعوره بالجوع الشديد وقت الصيام، فنصحه بتناول الكنافة وقت السحور، لتمحنه الشعور بالشبع طوال وقت الصيام.