صاحب موهبة استثنائية نضجت على نار هادئة، استطاع أن يضع اسمه على الخريطة الفنية بأداء مميز وقسمات وجه طيعة يستطيع صاحبها التحكم فيها ببراعة، ما بين الإرهابى أبوأسامة المصرى فى «الكتيبة 101» وبين المطلب بن عبدالله والى مصر فى «رسالة الإمام»، تجلت موهبة الفنان وليد فواز فى موسم الدراما الرمضانية 2023، وحصد عدداً من الإشادات النقدية وردود الفعل الإيجابية لدى الجمهور والنقاد.

وفى حواره مع «الوطن» يكشف وليد فواز تفاصيل مشاركته فى المسلسلين، والاستعدادات التى قام بها لأداء شخصية أبوأسامة، بالإضافة إلى أصعب المشاهد التى قدمها فى المسلسل، ومشروعاته السينمائية المقبلة.

كيف جاءت مشاركتك فى مسلسل «الكتيبة 101»؟

- منذ فترة طويلة كنت أرغب فى المشاركة فى عمل يسلط الضوء على بطولات قواتنا المسلحة، وفى مسلسل «الكتيبة 101» تجمعت عناصر مشجعة للغاية، بداية من مخرج ممتاز كنت أرغب فى العمل معه، وهو المخرج محمد سلامة، بالإضافة إلى المؤلف إياد صالح وهو صديق قديم، ومع فريق تمثيل مميز وشركة إنتاج كبيرة عملت معها من قبل.

ألم تخف من تقديم شخصية إرهابى فى المسلسل؟

- أبوأسامة شخصية مكروهة، وقد تزايد كره الجمهور لها مع عرض الحلقات الأخيرة، ولكن أنا أحب اكتشاف مناطق جديدة وتقديم شخصيات مختلفة، وأعتبر تلك الشخصية بمثابة تحدٍ بالنسبة لى، لم أشعر بالخوف من تقديمها، فى السابق بسبب قلة الخبرة لم يكن حكمى على الأشياء صحيحاً فكنت أرفض تقديم أدوار الشر خوفاً من أن يكرهنى الجمهور، ولكن مع متابعة أدوار زملائى وأدوار اعتذرت عنها قدمها ممثلون آخرون وجدت أن دور الشرير قد ينجح بصورة غير متوقعة، ومن هنا بدأت وجهة نظرى وتقييمى لقبول دور من عدمه تختلف تماماً.

هل تطلب أداء شخصية أبوأسامة استعدادات خاصة منك؟

- اطلعت على مجموعة من المواد التسجيلية المصورة الخاصة بشخصية أبوأسامة، خاصة أنها شخصية حقيقية، وعلى الجانب الآخر كان برفقتى شخصان من أهالى سيناء مسئولان عن إتقان اللهجة، بجانب مساعد الإخراج محمود نبيل، فكانوا يراجعون اللهجة بدقة شديدة فى كل مشهد.

الأعمال الدرامية الوطنية تلعب دوراً مهماً في معركة الوعي.. وقدمت مشهداً صعباً في عملية الضباب

ما أصعب المشاهد التى قدمتها خلال المسلسل؟

- أجواء تصوير مشهد الكتيبة 101 كانت صعبة، وكان مشهد الأكشن فى عملية الضباب من المشاهد الصعبة بالنسبة لى، بالإضافة إلى مشهد تصوير نهاية الشخصية التى أقدمها، أعتبره من المشاهد الصعبة بسبب الأجواء المحيطة به، لكن بالرغم من ذلك أنا مستمتع بالعمل فى المسلسل وبالرسالة والقيمة التى يقدمها والتى تنسحق أمامها أى صعوبات.

كيف ترى الدور الذى تلعبه الدراما الوطنية فى معركة الوعى خلال السنوات الأخيرة؟

- هناك أجيال بحكم سنها الصغيرة تستقى المعلومات من الوسائل المرئية ووسائل التواصل الاجتماعى، وبالتالى من المهم تقديم هذا النوع من الأعمال الدرامية التى تجسد بطولات قواتنا المسلحة فى الوقت الراهن، أنا نفسى أعلم عن بطولات الجيش المصرى فى حروب الاستنزاف وانتصار أكتوبر 73، ولكن عندما شاركت فى المسلسل علمت حقائق عن البطولات التى قدمها رجال قواتنا المسلحة الباسلة فى سبيل الحفاظ على الوطن، وتلك الأعمال تضىء للجمهور مناطق لم يكونوا يعلموا عنها الكثير، الأفلام والمسلسلات تكشف للأجيال الجديدة ما الذى حدث وما يحدث وما سوف يحدث.

كيف جاءت مشاركتك فى مسلسل «رسالة الإمام»؟

- ترشيحى للدور كان من المخرج تامر محسن وهو له فضل كبير علىّ، خلال هذه الفترة من حياتى لدىّ رغبة فى أن يكون لدىّ كم كبير من الأعمال الدرامية، مسلسل رسالة الإمام عمل تاريخى مع المخرج العربى الكبير الليث حجو، وبالتالى اعتبرها فرصة لن تتكرر مرتين، دور مهم فى الأحداث وبه مساحات تمثيلية باللغة العربية، وكان لدىّ أصدقاء فى المسلسل كنت أحب التعاون معهم منذ أيام المسرح، بالإضافة إلى العمل مع النجم خالد النبوى، كلها عناصر تجعل منه عملاً مميزاً وتجعلنى لا أفكر مرتين فى القبول.

ألم تجد من الصعب العمل على مسلسلين فى نفس الوقت؟

- تعاقدت فى البداية على «رسالة الإمام» ثم ترشحت لـ«الكتيبة 101» وبالطبع كانت فرصة لا أستطيع تفويتها، وعُرض علىّ أعمال درامية أخرى خلال الموسم ولكن لم أستطع تقديمها بسبب ضيق الوقت.

بعد تميزك فى الدراما، هل تخطط للعودة إلى السينما قريباً؟

- بالفعل لدىّ مشروع سينمائى، حيث أوشكت على الانتهاء من تصوير مشاهدى فى فيلم «شقو» بطولة عمرو يوسف، محمد ممدوح، دينا الشربينى وأمينة خليل، تدور أحداثه فى إطار كوميدى اجتماعى أكشن، من إخراج كريم السبكى.

الاختلاف بين «أبوأسامة وطلحة»

قد يبدو لمن ينظر من الخارج أن هناك تشابهاً بينهما بسبب الشكل الخارجى، ولكن «طلحة» فى مسلسل «السهام المارقة» هو شخص تابع ليس صاحب قرار تعرض لغسيل مخ، شاب عادى تم استقطابه إلى التنظيم الإرهابى بسبب أحلامه بالثراء السريع وتعدد الزيجات، على عكس التكفيرى «أبوأسامة المصرى» مسئول الجناح العسكرى فى التنظيم الإرهابى، كان صاحب قرار وداهية على قدر كبير من الذكاء والمكر حتى إنه استغرق وقتاً حتى تمكنت القوات من إلقاء القبض عليه.