مع إدراج وزارة الخارجية الأميركية اسم قياديّ بارز في تنظيم "حرّاس الدين" المتشدد إلى قوائم الإرهاب عاد هذا التنظيم المتطرّف الذي يتواجد في محافظة إدلب السورية إلى الواجهة مرةً أخرى.

لاسيما أن واشنطن رصدت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات تقضي إلى الكشف عن هوية سامي محمود محمد العريدي القيادي في التنظيم، فمن يكون؟

يُعرف العريدي باسم "أبو محمود الشامي" وهو أردني الأصل ويشغل منصب "القائد الشرعي" لتنظيم "حرّاس الدين" وكان في السابق قيادياً في تنظيم "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا والمعروف في الوقت الحالي باسم "هيئة تحرير الشام" وكان قد سُجِن في بلده الأم عام 2006.

في هذا الشأن، قال محمد أبو رمان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية والمستشار الأكاديمي لمعهد السياسة والمجتمع في عمّان إن "العريدي حاصل على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية وهو محسوب تقليدياً على التيار السلفي الجهادي".

وأضاف أنه "كان يعمل في الأردن كإمام مسجد وقد سجنته السلطات وأجرت تحقيقات معه عدّة مرات بسبب مواقفه وآرائه قبل أن يذهب إلى سوريا وينضم إلى جبهة النصرة".

كذلك أشار في تصريحات لـ "العربية.نت" أن "العريدي بقي في صفوف جبهة النصرة مع العديد من الأردنيين الذين يشغلون قيادات الصف الأول، لكن أغلبهم قُتِلوا في حين اشتد الخلاف بين العريدي والنصرة عند إعادة هيكلة العلاقة بين الأخيرة وتنظيم القاعدة، ولهذا ترك النصرة وبدأ

الوجه الأخير للقاعدة

في العام 2018 بتأسيس تنظيم حرّاس الدين وهو يمثّل الوجه الأخير لتنظيم القاعدة في المنطقة".

وتابع أن "تنظيم حرّاس الدين الذي يستمّد مرجعيته الفكرية والإيديولوجية من الشيخ الأردني أبو محمد المقدّسي، ضعيف اليوم وهو محاصر من قبل تنظيم هيئة تحرير الشام التي يتهمها حرّاس الدين باغتيال العدد من قادته".

كما لفت إلى أن "هيئة تحرير الشام توظف حرّاس الدين بالشكل الذي تريده وهو يخضع لرقابتها على الأرض وكذلك لرقابة مشددة من قبل الولايات المتحدة".

وبحسب الأكاديمي الأردني، "لا يمكن لتنظيم حرّاس الدين أن يصعد أو ينمو بعد قتل العديد من قادته، فهو ضعيف ومحصور في محافظة إدلب فقط رغم محاولاته التمدد في جنوب سوريا وهو مرفوض إقليمياً ومحلياً، وبالتالي لا توجد فرص أمام استمرار تنظيم حرّاس الدين في الفترة القادمة".

إلى ذلك، اعتبر الخبير الأمني الأردني عامر السبايلة أن "إدراج وزارة الخارجية الأميركية اسم العريدي على لائحة الإرهاب يعني أن واشنطن بدأت فعلياً باتخاذ خطوّات تجاه العناصر الإرهابية المتواجدة في سوريا وهناك عمليات كثيرة تقوم بها، وهذا يعني كذلك أنها تستهدف كل من يشكل ارتباطا إرهابيا أو يحاول إعادة إنتاج تنظيم القاعدة".

مصدر قلق للأجهزة الأمنية

وقال السبايلة لـ "العربية.نت" إن "تنظيم حرّاس الدين استهدف بشكلٍ مباشر المدنيين والقوات الأميركية، ولهذا يعني إدراج مؤسسه على لائحة الإرهاب، واشنطن منخرطة عن قرب في اتخاذ خطوات إجرائية للحدّ من أنشطة التنظيم".

وأضاف أن "العريدي معروف بانحيازه للقاعدة وظهر في الأوساط الجهادية بصورة قوية نتيجة مواقفه التي تبدو مستقلة، وقد برز كثيراً بعد سقوط تنظيم داعش لاسيما وأن بقايا التنظيم كانت تبحث عن شخصياتٍ شبيهة له".

إلى ذلك، كشف الخبير الأمني أن "العريدي يبلغ من العمر حوالي 50 عاماً والتنظيم الذي يقوده لا يعد كبيراً، لكنه يلفت الانتباه خاصة أنه يتكيف مع ظروفه ويستمر في عملياته، ونتيجة ذلك هو يمثّل نموذجا مقلقا بالنسبة للأجهزة الأمنية".

مناوشات وخلافات مع "تحرير الشام"

يشار إلى أن معارك قد نشبت بين تنظيم "حرّاس الدين" و"هيئة تحرير الشام" قبل نحو ثلاث سنوات وعلى إثرها تمكنت الهيئة من تقييد المزيد من حركة "حرّاس الدين" ومناطق تواجده وانتشاره بعدما سيطرت على كامل المنطقة التي كان يسيطر عليها في السابق تنظيم "حرّاس الدين" بمفرده.

وتشترط "الهيئة" على تنظيم "حرّاس الدين" الحصول على موافقتها قبل البدء بأي عمل عسكري في المنطقة، إذ يمنع هذا التنظيم من التحرّك دون موافقة مسبقة من "هيئة تحرير الشام".

كما سبق لحرّاس الدين أن اتهم "الهيئة" بتقديم معلوماتٍ استخباراتية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، حيث استهدف العديد من قادته في وقتٍ سابق وهو السبب الأبرز لعدم خروج قادته في تجمّعاتٍ بشكلٍ علني.

ويتواجد تنظيم"حرّاس الدين" بشكلٍ أساسي في الريف الغربي لمحافظة إدلب وصولاً لجبال اللاذقية الملاصقة للحدود التركية، علاوة على تواجده على شكل مجموعات ضمن بعض المخيمات في الأماكن القريبة من الحدود السورية ـ التركية غربي البلاد.