كان عليها أن توفر الأموال المطلوبة لإجراء عملية جراحية لنجلها، فقررت أن تستدين المبلغ بأى طريقة، وحصلت على المبلغ المطلوب، ووقعت لصاحبة الدين على إيصال أمانة، وانتهى الحال بدخولها السجن لتنفيذ حكم حبس لمدة 3 سنوات، وبعد أن مضى 5 شهور على حبسها.. فوجئت هند حلمى بمن يبلغها بأنه تقرر الإفراج عنها بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى.. ضمن مجموعة من الغارمات بمناسبة عيد الأم وشهر رمضان المبارك، وبلغ عدد المفرج عنهم 85 غارماً وغارمة بمختلف المحافظات.

قالت هند حلمى جمعة، إحدى الغارمات المفرج عنهن بمحافظة المنيا، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنها تشعر بالسعادة، مؤكدة أنها لم تكن تتخيل أن تخرج من محبسها قبل مرور المدة القانونية، التى تبلغ ثلاث سنوات ونصف السنة، موضحة أنها منذ معرفتها بقرار رئيس الجمهورية بالعفو عن الغارمين والغارمات وأنها ستكون ضمنهم، شعرت بسعادة غامرة لأنها ستغادر السجن، مشددة على أنها تحمد الله وتشكر فضله كل يوم لأنه استجاب لدعائها.

الرئيس السيسي والد لكل المصريين

ووجهت الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على قراره بالعفو عنها، مؤكدة أنها بعد خروجها ولدت من جديد، وقالت: «الرئيس السيسى والد كل المصريين، وربنا يحميه ويحفظه، وقراره بالعفو عننا مش جديد على أخلاقه وحبه للناس وتقديره لظروفهم»، واستكملت: «بادعى له كل يوم فى صلاتى، ربنا يحفظه لمصر، وقراره بالنسبة لى خلانى أحس إنى اتولدت من جديد».

هند حلمي: دخلت السجن منذ 5 أشهر بسبب فلوس عملية جراحية لابني

لم تقف فرحة هند حلمى عند معرفتها بقرار العفو عنها، وكان ينتظرها موعد تتمناه منذ أن وطئت قدماها سجن المنيا، فكان حلمها أن يجمعها الله بأولادها وأسرتها فى القريب، وهو ما تحقق بعد أشهر قليلة.

أسرتى لم تكن تصدق قرار العفو وفوجئوا بدخولي عليهم في المنزل

أوضحت أن أسرتها لم تكن تصدق الإفراج عنها بعد إبلاغهم، وتفاجأوا بدخولها عليهم فى المنزل، ولفتت إلى أن تلك اللحظات لن تنساها أبداً طوال حياتها، حيث سجدت لله شكراً فور وصولها منزلها.

أهالي قريتي استقبلوني بالزغاريد

واستقبلتها أسرتها بالزغاريد فرحاً بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعفو عنها، وعودتها إلى منزلها من جديد، مؤكدة أن أسرتها وأهالى قريتها معصرة بنى حجاج بمركز بنى مزار استقبلوها بحفاوة كبيرة.

وأكدت أنها كانت قد حصلت على مبلغ 10 آلاف جنيه من سيدة فى قرية مجاورة لها، ووقعت على إيصالات أمانة، موضحة أن سبب حصولها على هذا المبلغ كان لإجراء عملية جراحية عاجلة لابنها الصغير، وقالت: «ماقدرتش أدفع الفلوس، ورغم دفع أهل الخير المبلغ مضاعف، رفضت التنازل عن المحضر وقررت المحكمة حبسى».

وتابعت هند حلمى: «كنت فاتحة مشروع تربية فراخ بس المشروع كمان خسر وماقدرتش أدفع الفلوس خالص»، مؤكدة أنها دخلت الحبس لمدة 5 أشهر، ولكن مرت عليها هذه المدة بصعوبة جداً، خاصة أنها هى العائل الوحيد لأولادها البالغ عددهم 7 أبناء، وتتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و19 سنة، لافتة إلى أن «لا همّا ولا أنا تخيلنا إنى ممكن أخرج قبل مدة حبسى اللى كان باقى فيها فترة طويلة».

وأوضحت أنها طوال الفترة التى سبقت قرار حبسها لم تدخر جهداً فى محاولة سداد الدين الذى فى رقبتها، ولكنها لم تستطع سداده نظراً للأعباء المالية الكبيرة التى تتحملها فى سبيل تربية أولادها، فضلاً عن مساعدة والدتها، موضحة أنها ليس لها مسكن خاص بها وأسرتها، وقالت: «نفسى فى مكان أعيش فيه أنا وولادى حتى لو غرفتين وحمام بس».

وأضافت «هند» أنها لن تعود إلى الاستدانة بإيصالات أمانة مرة أخرى، موضحة أنها تعلمت الكثير من هذه التجربة القاسية، وأن البقاء بين أفراد الأسرة أهم من شىء آخر.

وأشارت إلى أنها برغم ظروفها الصعبة، فإنها ستسعى لطرق أبواب رزق جديدة تمنعها من اللجوء إلى طريق الاستدانة مرة أخرى، وتابعت: «أنصح أى أم أو أب، لا تكتبوا إيصالات أمانة ولا تستدينوا من أحد مقابل الإمضاء على ورقة، الطريق ده نهايته وحشة». ووجهت نداء إلى كل أصحاب الخير لمساعدة المحتاجين والأولى بالرعاية حتى لا يلجأوا إلى هذا الطريق مرة أخرى، موضحة أن أفضل مساعدة يمكن تقديمها لأحد هى «توفير فرصة عمل مناسب وبأجرة كويس علشان يعيش حياة كريمة وآمنة».

كما وجّهت الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى لتوجيهه بفك كرب كل الغارمين والغارمين، مؤكدة أن هذا القرار يحافظ على تماسك الأسرة ومستقبل الأبناء.

ووجهت هند نصيحة إلى كل أم مصرية، حتى لا تقدم على ما أقدمت عليه، وحتى لا يفرق السجن بينها وبين أبنائها، وقالت: «إوعوا تكتبوا إيصال أمانة على نفسكم، إوعوا تخلوا روحكم فى إيد تاجر جشع أو واحد لا يتقى ربنا»، وأكدت أهمية أن تحاول كل أسرة أن تكفى احتياجاتها من دخلها، ولا تضطر للاستدانة من شخص غريب، تطبيقاً للمثل القائل «على قد لحافك مد رجليك» بحسب قولها.

وشددت هند على أنها تعلمت من تلك التجربة الكثير، وتتمنى ألا تلقى سيدة أخرى نفس ما لقيت.