حصدت النجمة روجينا إشادات واسعة خلال الأيام الماضية عقب عرض مسلسلها الجديد «ستهم» بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم، حيث تقدم دور امرأة صعيدية تواجه أهلها دفاعًا عن حبها، ثم تواجههم مرة أخرى للمطالبة بميراثها الشرعى وتخوض رحلة آلام دامية للنجاة والإنفاق على رضيعتها.

وعلى النقيض من الموسمين الدراميين السابقين حين ظهرت بشخصية الزوجة المستبدة شديدة الاهتمام بملابسها وزينتها فى مسلسل «البرنس» ٢٠٢١ أو الطبيبة النفسية فى مسلسل «انحراف» ٢٠٢٢، فإنها تظهر فى رمضان ٢٠٢٣ متخلية عن قدر كبير من جمالها وأناقتها لدرجة أنها تحلق شعرها بالكامل فى أحد المشاهد بالفعل، ثم تضع على جسدها الجلباب الصعيدى أو القميص والبنطلون الواسعين أثناء تقلبها فى عدة أعمال شاقة من أجل تدبير المال للإنفاق على طفلتها الرضيعة.

يشارك فى بطولة العمل إياد نصار وجهاد سعد ونانسى صلاح وأحمد الرافعى ومحمد عبدالحافظ وإبراهيم السمان وبيومى فؤاد وسلوى عثمان وشيخ المنشدين ياسين التهامى، فى أولى تجاربه الدرامية، ومن تأليف ناصر عبدالرحمن، وإخراج رءوف عبدالعزيز.

وأشاد نقاد وحقوقيون بالعمل الذى يناقش قضايا اجتماعية مستوحاة من الواقع.

روجينا: المخرج رءوف عبدالعزيز حلم بالشخصية منذ عام وأقنعنى بالفكرة أثناء تصوير «انحراف»

عبّرت النجمة روجينا عن سعادتها الغامرة بالتجربة الجديدة فى مسلسل «ستهم»، وقالت إن مخرج العمل رءوف عبدالعزيز حلم بشخصية «ستهم»، وحكى لها عن الحلم أثناء تصوير مسلسل «انحراف» العام الماضى.

وأضافت: «فى البداية كنت مترددة لكن بعد عدة مناقشات مع المخرج الذى كان شديد الحماس للفكرة اقتنعت، خاصة أنه أخبرنى بأنه سيلجأ للكاتب والسيناريست الكبير ناصر عبدالرحمن ليكتب العمل، لأنه يتمتع بخبرة كبيرة فى كتابة الأعمال التى تدور أحداثها فى الصعيد».

وتابعت: «انقلب الخوف إلى طمأنينة وثقة فى النجاح، ورأيت أن التحدى الكبير الذى سأواجهه فى تقديم شخصية (ستهم) يزيد من عمرى الفنى ويتيح لى الفرصة للوصول إلى مساحات منسية وعميقة فى موهبتى وشخصيتى، لأننى اقتنعت بأن العمل يحمل رسالة مهمة وجادة عن المعاناة التى تواجه المرأة فى البيئات المنغلقة وحتى فى المجتمعات المتحضرة».

واستطردت: «استهوتنى شخصية المرأة صاحبة النفس الطويل التى ترفض الاستسلام للظلم وتحارب من أجل حبيبها وأطفالها وتقتحم مجالات عمل قاسية، يحتكرها الرجال، من خلال التخفى فى زيهم والتخلى عن شعرها وأى ملامح أنثوية فى مظهرها الخارجى».

وعن إتقانها اللهجة الصعيدية قالت: «سبق لى أن تعلمتها خلال أعمال فنية أخرى شاركت فيها كانت تدور فى عالم الصعيد، وفى هذه المرة كنت حريصة على إتقانها بشدة من خلال جلسات تلقين مكثفة مع مصحح اللهجات حسن القناوى حتى أصبحت متمكنة».

واختتمت: «العمل تحوّل فنى فى حياتى وأعتبره رهانًا على موهبتى وجدارتى الفنية ويخدم كل امرأة مصرية وعربية، لأنه يعبر عن معاناة جمعية، وتتشابه أحداثه مع قصص كثيرة موجودة داخل كل بيت مصرى أو عربى، وأتمنى أن أكون قد أديت دورى على أكمل وجه وأن أكون أمينة فى لعب دورى تجاه بنى جنسى».

مايا مرسى: أوصلت أحاسيس صعبة

من جهتها، أشادت الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، بالفنانة روجينا ومسلسلها، كما أشادت بأعمال درامية أخرى تسلط الضوء على قضايا المرأة وتنحاز لها وتسعى لتمكينها من حقوقها مثل مسلسل «عملة نادرة» للنجمة نيللى كريم و«تحت الوصاية» للفنانة منى زكى و«حضرة العمدة» للفنانة روبى. وكتبت فى منشور عبر حسابها الرسمى على موقع «فيسبوك»: «برافو.. تحية لروجينا.. فنانة قادرة وصّلت أحاسيس صعبة عن الأم والمرأة المصرية فى أصعب الأوقات، والمفاجأة مريم زكى شطورة.. قصة سيدة مثابرة لم تطلب غير حقها فى ميراثها.. يعتبر ده العار والفضيحة؟ عاشت فى ملابس الرجال للحماية.. وهل تحمى ملابس الرجال المرأة من فكر مجتمع ذكورى؟».

سمير الجمل: رؤية مختلفة لقصص الكفاح المستوحاة من الواقع

أشاد الناقد الفنى الكبير سمير الجمل بسيناريو المسلسل للكاتب ناصر عبدالرحمن، قائلًا: «العمل يستحق الإشادة على مستوى العناصر الفنية، ومنها الإخراج والتمثيل والفكرة والكتابة».

وأضاف «الجمل»: «اختيار روجينا لتجسيد شخصية البطولة، كان اختيارًا موفقًا، وأرى أن العمل يقدم للجمهور قصصًا مستوحاة من الواقع، فى دعم واضح للمرأة المصرية»، مشيرًا إلى أن العمل يقدم رؤية مختلفة للمرأة المكافحة.

وأكد أن المسلسل طرح فكرة مختلفة عن كل الأعمال التى تحكى قصصًا عن الصعيد، موضحًا: «عادة تناقش الأعمال الصعيدية الثأر وضرب النار، لكن هذا العمل أظهر الشاعر والنبيل وغيرهما».

وتابع: «كانت فكرة تقديم مديح الشيخ ياسين التهامى مميزة، وكذلك دور أحمد الرافعى، فتلك الأمور ساعدت فى نجاح العمل، بعدما أثبت صناعه أنهم يحترمون ويقدرون عقلية الجماهير». ورأى الناقد أن المخرج رءوف عبدالعزيز اختار طاقم العمل بعناية، ومنهم أحمد الرافعى وجهاد سعد ونانسى صلاح، مشيدًا بكادرات العمل.

أحمد سعدالدين: السيناريو البطل الحقيقى

أشاد الناقد الفنى أحمد سعدالدين بالمسلسل، موضحًا: «العمل يناقش فكرة مهمة، وقدمت النجمة روجينا أداءً رائعًا، وأرى أن فريق العمل مجتهد بداية من الكاتب المخضرم ناصر عبدالرحمن مرورًا بالمخرج رءوف عبدالعزيز وصولًا لطاقم التمثيل». 

وقال «سعدالدين»: «سيناريو المسلسل هو البطل الحقيقى، وهذا يذكرنا بكتابات أسامة أنور عكاشة التى كانت هى البطل دائمًا بعيدًا عن الممثلين»، مشيرًا إلى أن الكادرات مهمة ومستوى التمثيل رائع. وتابع: «كل كادر يعبر بصدق عن الحالة الدرامية، وأود أن أشيد بالمجهود الكبير الذى بذله فريق العمل، خاصة الممثل جهاد سعد، الذى كان مميزًا للغاية فى العمل الجديد».

ناهد صلاح: الفنانة تحسن الاختيار والمخرج صاحب تجربة

قالت الناقدة ناهد صلاح إن النجمة روجينا تحسن اختيار الشخصيات التى تجسدها، والدليل على ذلك مسلسل «ستهم»، مؤكدة: «العمل الجديد جميل، وأرى أن روجينا قدمت مستوى فنيًا مميزًا على الشاشة».

وأشادت «ناهد» بالمخرج رءوف عبدالعزيز، موضحة: «أثبت أنه فنان كبير وله رؤية واضحة ويمتلك أدوات إخراجية نادرة».

وأشارت إلى أن مخرج العمل قدم تجارب مهمة كثيرة فى الماضى، وهو يبحث دائمًا عن الاختلاف، وكان من أعماله المميزة فيلم «الباب الأخضر»، ونلاحظ أنه يبحث عن الموضوعات القريبة من الناس.

انتصار السعيد: الدراما صارت سببًا لتعديل تشريعات قضايا النساء

قالت المحامية الحقوقية انتصار السعيد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، إن دراما رمضان هذا العام تناولت الصورة الحقيقية للمرأة وهى تمتعها بالقوة والصبر والقدرة على تحمل المسئولية مثلها مثل الرجل تمامًا.

وأشارت «السعيد» إلى أن دراما الأعوام السابقة أظهرت المرأة فى شكل ضعيف وغير قادرة على تحمل المسئولية، مضيفة: «الدراما أظهرت قدرة المرأة على مواجهة التحديات والتعامل معها بذكاء».

وأوضحت أن مسلسل «ستهم» الذى تنتجه الشركة المتحدة يتناول قصة حقيقية لسيدة تحدت المجتمع الذى تعيش فيه بصعيد مصر بعد أن عانت من القهر والتهميش واستطاعت أن تثبت نفسها بقوة وتحافظ على حقوقها.

وقالت «السعيد» إن «ستهم» امرأة تحدت ما يفرضه عليها المجتمع الذكورى من قهر وتهميش واستطاعت أن تكون جزءًا مهمًا رغمًا عن هذا المجتمع وعن طبيعتها البيولوجية، مؤكدة أن إنتاج مثل هذه المسلسلات ضرورى للمجتمع، خاصة أنها تتناول قضايا مهمة جدًا وتسلط الضوء على الواقع المؤلم الذى يعيشه بعض الفئات.

وأضافت: «وجود مثل هذه الأعمال يخلق حالة من الاستنفار داخل المجتمع للبحث عن حلول جذرية لهذه المشكلات وتصبح الدراما سببًا فى وضع تشريعات وقوانين تخص قضايا بعينها وتنتصر لفئات داخل المجتمع لم تستطع الحصول على حقوقها فى السابق».