يشكك بعض حلفاء أوكرانيا الأوروبيين بشكل متزايد في قدرة جيشها على تحقيق اختراق حاسم هذا العام خصوصاً أن الدفاعات الروسية كان لديها الوقت للاستعداد قبل الهجوم الذي يلوح في الأفق.
ويمثل المزاج السائد بين المسؤولين الغربيين خروجاً حاداً عن أواخر العام الماضي، عندما فاجأت كييف حلفاءها وكذلك روسيا بهجمات مضادة ناجحة استعادت من خلالها السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي المحتلة.
فقد غذى ذلك الآمال في أن تتمكن قوات كييف من تحقيق المزيد من الاختراقات هذا العام ما من شأنه أن يرجح زخم الحرب لصالحها، بحسب تقرير لموقع "بلومبيرغ".
أما الآن يكبح حلفاء كييف توقعاتهم ويفكرون في الحاجة إلى قتال مكثف حتى عام 2024، وفقاً لمسؤولين أوروبيين مشاركين في جهود دعم الجيش الأوكراني.
تقييم متشائم
فقد كشفت مجموعة الوثائق السرية التي أثار تسريبها الغضب في كييف، أن المسؤولين الأميركيين كانوا يعرضون تقييمهم المتشائم للتوقعات قبل ستة إلى ثمانية أسابيع.
ولا تزال المخاوف التي تم الإعراب عنها بعد ذلك راسخة بين بعض حلفاء أوكرانيا، على الرغم من وصول مليارات الدولارات من ذخيرة وأسلحة الناتو منذ ذلك الحين.
ففي حين أن التوجه الأوكراني نحو مدينة ميليتوبول في الجنوب، بهدف تقسيم القوات الروسية أمر متوقع على نطاق واسع، فإن بعض المسؤولين الأوروبيين يشككون الآن في إمكانية تحقيق ذلك هذا العام.
وبدلاً من ذلك، فإن الهدف الأكثر واقعية يُنظر إليه الآن على أنه 30 كيلومتراً أو أكثر تقدماً من شأنه أن يضع المدفعية الأوكرانية الأكثر قدرة في نطاق خطوط الإمداد الروسية ويخلق ظروفاً لدفع أعمق في عام 2024، على حد قول أحد المسؤولين.
وأضاف المسؤول أن الحلفاء بحاجة إلى العمل الآن لتعزيز طاقتهم الإنتاجية والدعم المطلوب لمواصلة تلك الجهود.
كذلك من المحتمل أن تكلف دفعة أقل طموحاً آلاف الأرواح وكميات كبيرة من الذخيرة والمعدات بسبب دفاعات روسيا لحقول الألغام والخنادق والخرسانات المضادة للدبابات التي تم بناؤها خلال فصل الشتاء.
إلى ذلك، أشارت التقييمات الأميركية السرية التي كُتبت في الغالب في فبراير إلى أوائل مارس، ولا تزال غير مؤكدة، إلى قلق بشأن نقاط الضعف الأوكرانية.
قلق أميركي
وشملت تلك المشاكل تكوين وتدريب القوى اللازمة لمثل هذا الهجوم المعقد للقوات المشتركة، ومخزونا منخفضا بشكل خطير من صواريخ الدفاع الجوي لحمايتهم.
في موازاة ذلك، من المتوقع أن يبدأ الهجوم الأوكراني بحلول منتصف شهر مايو، وأن يتألف من عمليات من اتجاهات متعددة، وفقاً للعديد من مسؤولي الدفاع الأوروبيين.
وقال أحدهم إن بدء الهجوم لن يكون بالضرورة العنصر الرئيسي في العملية، بالنظر إلى أن روسيا كانت تستعد للهجوم.
تطوير خطط إمداد جديدة
ويتوقع المحللون الأوكرانيون أن تكون البداية لهجوم جديد في وقت لاحق، حين يتم دمج القوات والمعدات الجديدة لتمكين ما يعتقدون أنه قد يكون أفضل فرصة وربما أخيرة لهزيمة روسيا، بينما التوقيت والاتجاه الفعليان للهجوم هما من الأسرار.
ومع الاعتقاد الآن بأن الحرب ستستمر في العام المقبل، يعمل الحلفاء على تطوير خطط إمداد جديدة.
وسيتطلب هجوم كبير ثانٍ مزيداً من عمليات التسليم على نطاق واسع من التمويل الغربي والأسلحة والذخيرة.
كما سيكون هناك خطر أن يصطدم ذلك بمعارضة سياسية في العواصم الداعمة لكييف، بالإضافة إلى قيود القدرات.
وأظهرت الوثائق أن فرص أوكرانيا ليست كبيرة، لكن في الوقت نفسه يقول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده قدمت لكييف كل ما تحتاجه.
