أدت التفاهمات الأخيرة بين مصر وتركيا حول الملف الليبي إلى طرح عدة أسئلة حول الجهود التي تبذلها عدة دول في هذه القضية وعلى رأسها المملكة المغربية بالنظر لاحتضانها العديد من دورات الحوار الليبي الليبي، كما يرز في كل زيارة لمسؤولين ليبيين إلى المغرب دعوتهم للشركاء في المملكة بالاستثمار في ليبيا بالنزر للسمعة الطيبة التي تحظى بها المملكة في هذا البلد المغاربي.
في هذا الإطار أحدث الفاعل العالمي في الأشغال الصناعية العامة والبناء، “الأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء” (TGCC)، فرعا له بليبيا، في إطار تنفيذ استراتيجيته التوسعية بالخارج.
وأوضحت الشركة، في بلاغ لها، أن “المجموعة واثقة في دينامية النمو المستقبلية في ليبيا، وترغب في المساهمة فيها من خلال المشاركة في مشاريع البناء بالبلاد”. مضيفة أنه وعلى مدى أزيد من 30 سنة، شيدت شركة “الأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء” مباني في قطاعات الصحة والفندقة والتجارة والصناعة والإدارة وكذا البنايات السكنية.
وتعد المجموعة اليوم، بفضل أزيد من 8000 موظفا بالمغرب وفي دول إفريقيا جنوب الصحراء، رائدة على المستوى الوطني، إذ تتوفر على أزيد من 1000 من المشاريع والأشغال المنجزة على نطاق واسع.
وتعليقتا على الموضوع قال حسن بلوان، المختص في العلاقات الدولية، إن المغرب هو الدولة الوحيدة التي انخرطت في تسوية الملف ليبي ليبي بدون أجندة أو خلفيات اقتصادية أو سياسية أو إقليمية، على عكس باقي الدول المتصارعة اقليميا في ليبيا والتي كانت دائما مشكل الاستثمار تحظى لديها بالأولوية.
وأضاف بلوان في حديثه مع “الأيام 24″، أنه سبق لجميع المسؤولين الليبيين الذين جاءوا للمغرب في إطار المفاوضات الثنائية بين الشرق والغرب يؤكدون غير ما مرة ويرحبون بالاستثمارات المغربية داخل ليبيا، حيث كانت هناك دعوات صريحة من وزراء سابقين للخارجية الليبية إضافة إلى وزيرة الخارجية الحالية.
وأبرز المتحدث نفسه، أن المنطقة تعرف مجموعة من التفاهمات خاصة بين مصر وتركيا باعتبارهما فاعلين أساسيين داخل ليبيا، وفي حالة نحقق المصالحة كما ينبغي فإنها ستنعكس إيجابا على القضية الليبية وتوحد الأجهزة في البلاد بين الشرق والغرب وهو ما سيفتح الباب أما الوساطات المغربية الناجحة والتي يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تسوية الصراع الليبي الليبي خاصة أن المغرب يحافظ على شراكات متميزة مع طرفي النزاع على حد سواء وأيضا على علاقات أخوية مستمرة بين الجانبين المصري والتركي وباقي الفاعلين في الشأن الليبي.
وأشار بلوان إلى أن المغرب عندما ينخرك في مسألة النزاع الليبي فهو ينطلق من قناعة أساسية تتمثل في أن استقرار أمن ليبيا هو ضمان استقرار المنطقة ورفاهية المنطقة المغاربية، عكس بعض الدول التي تتحرك داخل ليبيا لمحاصرة المملكة المغربية ووضع مجموعة من العراقيل في التسويات الناجحة التي قادتها منذ مؤتمر الصخيرات وبوزنيقة وباقي المؤتمرات التي انعقدت في المغرب.
وزارة الخارجية المغربية، قد أعلنت في دجنبر من السنة الماضية، عن قرب استئناف نشاط قنصليتين في طرابلس وبنغازي دون أن توضح إن كانت الخطوة ستشمل إعادة فتح السفارة في العاصمة طرابلس، بحسب ما أعلنه الوزير ناصر بوريطة.
وجاء إعلان بوريطة، ردا على سؤال برلماني بمجلس المستشارين، والذي لم يحدد موعدا دقيقا لإعادة فتح قنصليتي طرابلس وبنغازي. ولم يخف بوريطة معاناة الجالية المغربية في ليبيا من مشاكل كبيرة قائلا “كانت عندهم ظروف، ربما تحسنت الآن، ومستقبلا سنعيد فتح القنصليتين”.