الأنبا بولس: أفراح القيامة أعطتنا سلطان التغلب على الموت واليأس والألم


صلى نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، القداس الإلهي لعيد القيامة المجيد أمس السبت الموافق 15 أبريل 2023، في كنيسة سان جوزيف في العاصمة الكندية أوتاوا “كنيسة سانت جوزيف”. وشارك في خدمة القداس الإلهي أبونا القمص ميخائيل فام كاهن الكنيسة، وعدد كبير من أقباط أوتاوا والمدن المحيطة بها للفرحة بعيد القيامة المجيد.

= قيامة السيد المسيح: الموت لم يعد حدثا مخيفا محزنا، بل شهوة فرح وانتصار علي الموت

وقال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الانبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” في عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس: قدمت لنا قيامة السيد المسيح له المجد الحلول للعديد من المشاكل، نذكر منها أولا أن بالقيامة غلب السيد المسيح له المجد الموت، فالقيامة حلت مشكلة الموت، الذي كان الموت مرعبًا، وكان العدو الأكبر والأخير للإنسان، لأنه بقود ببساطة إلى المجهول، ولكن عندما قام السيد المسيح من الموت، ألغى تأثير الموت وبذل ذاته ليخلصنا من موت الخطية.

أضاف نيافته: يلخص القديس بولس إيماننا المسيحي بالقيامة فيقول: “وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضًا ايمانكم. ونوجد نحن ايضًا شهود زور للّٰه لاننا شهدنا من جهة اللّٰه انهُ اقام المسيح وهو لم يُقمِْهُ ان كان الموتى لا يقومون. لانهُ ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام. . وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم. انتم بعدُ في خطاياكم. اذًا الذين رقدوا في المسيح ايضًا هلكوا. ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاءٌ في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الآن قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين”. لو لم يكن السيد المسيح قد قام فنحن نؤمن بشخص عادي، مات مثلنا. ولكننا نؤمن برب مقام، لذلك فإن الموت لم يعد نهاية الحياة بل بداية سعيدة وجديدة لحياة أبدية. بعد قيامة السيد المسيح لم يعد الموت لنا حدثا مخيفا ومخزنا، لقد أصبحت شهوة فرح نستعد لها.

قال أبونا الأسقف المحبوب والجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: لقد تغلب السيد المسيح علي الموت وغلبه، هنا يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي أهل كورنثوس الأولي (26: 15): فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا: أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ، أكثرهم باق إلى الآن. ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب، ثم للرسل أجمعين. وآخر الكل ظهر لي أنا، لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلا لأن أدعى رسولا، لأني اضطهدت كنيسة الله”.

القيامة هزمت اليأس وأعطتنا الرجاء في الحياة الأبدية

أوضح أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الانبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أن الأمر الثاني يتعلق بأن القيامة حلت مشكلة اليأس وأعطتنا قيامة السيد المسيح له المجد الرجاء في الحياة الأبدية بعد الموت، لقد أصبح لحياتنا علي الأرض وجهادنا بالصلاة والصوم وقراءة كلمة الله الحية في الكتاب المقدس هدف وغاية ومعني يتمثل في سعينا للشركة للحياة الأبدية مع أبونا الملك السماوي السيد المسيح له المجد. وهنا قال معلمنا بولس الرسول عن الذي لا يؤمنون بالقيامة ” إن كان الأموات لا يقومون، فنأكل ونشرب وغدا نموت” (كورنثوس 32:15). وكان هنا ما ينادي به أنصار الفلسفة الأبيقورية، التي لا تؤمن بقيامة السيد المسيح له المجد، والحياة الأبدية والشركة مع الملك السماوي في الحياة الأبدية. أنصار هذه الفلسفة الأبيقورية يقولون “أن اللذة هي الخير الأسمي، فلتتمتع بحياتك، ولا شيء بعدها”. وهذا شعار ظاهره اللذة والسعادة والفرح، ولكنه في حقيقة الأمر، يعبر ويحمل في طياته اليأس والاكتئاب وفقدان الرجاء.

قال أبونا الأسقف المحبوب والجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: يا أحبائي اليأس هو اليأس والإيمان متناقضان، بمعني أن من يغرق في اليأس لا يمكنه أن يعيش الإيمان المحيي، ولهذا أبطلت قيامة السيد المسيح له المجد اليأس. ” ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لأنه يجب أن الذي يأتي إلي الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي من يطلبونه” (عب 11: 6). لذا القيامة تغلبت علي مشكلة اليأس وأعطتنا الأمل والرجاء والثقة المطلقة في وعود الله، مها بدت الأحداث. والإمل يعني المثابرة في البحث عن الباب المفتوح، مهما كان عدد الأبواب المغلقة. الرجاء يعطينا يا أحبائئي الثقة المطلقة في الخلاص مهما كانت خطيتي بفضل الصليب وقيامة السيد المسيح التي انتصرت علي الموت واليأس.


= القيامة تغلبت علي الألم وأعطتنا الفرح وصعود سلم المجد

قال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا في عظته لقداس عيد القيامة المجيد، أن الأمر الثالث للقيامة يتمثل في أنها تغلبت علي الألم. الألم قبل قيامة السيد المسيح، كان مشكلة المشاكل، هذه كانت مشكلة أيوب وأصدقائه، والألم في عيونهم كان مساويا للخطية. وما دام الله تعذب، فأنت خاطئ، وربنا غاضب منك، كان هذا في الماضي. لكن الله عادل وشهد لبر أيوب رغم كل هذا. أما بعد موت السيد المسيح المحيي وقيامته من بين الأموات، فبفضل هذه القيامة المقدسة، أصبح الألم هم سلم المجد، حياة الشركة مع السيد المسيح في آلامه، وبالتالي الشركة كذلك في مجده. ويا أحبائي حاولوا أن تفكروا في رأي الشهداء في العهد الجديد حول الألم ستجدونه مختلف تماما عن أيوب وكل رجال العهد القديم، حيث عاش الشهداء الألم بكل فرح وشهوة واشتياق الانطلاق مع علي الأرض ليعيشوا حياة الشركة في السماء مع يسوع المسيح، والسبب في ذلك ببساطة هو قيامة السيد المسيح. وكان تحمل الشهداء للألم، بسبب الإيمان في قيامة السيد المسيح، وكتب عنهم في عبرانيين (35:11) “آخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل”. يا أحبائي للألم هدف ورسالة ونهاية، وسينتهي الألم بنهاية حياتنا علي الأرض. كل سنة وأنتوا طيبين وربنا يعطيكم نعمة أفراح القيامة والتغلب علي آلام الموت واليأس والألم، وأن تعيشوا دائما في فرح، بفضل إيمانكم بقيامة السيد المسيح من بين الأموات.

= تهاني قداسة البابا تواضروس الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي وسفير مصر في كندا

وفي نهاية العظة، نقل نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، تهنئة صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وبلاد المهجر للأقباط في الإيبارشية. كما نقل نيافته برقية التهنئة الرقيقة لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية للأقباط في المهجر. كما شكر نيافته سعادة السفير أحمد حافظ، سفير مصر لدي كندا في أوتاوا، والوفد الموافق لسعادته ممثلا في محلق الدفاع ورئيس المكتب التجاري، لقدومهم إلي كنيسة القديس جوزيف في أوتاوا للتهنئة بعيد القيامة المجيد.

تاريخ الخبر: 2023-04-16 15:22:50
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية