كشف ، الداعية الإسلامي عن أجمل البشريات في ليلة القدر، أعظم ليالي العمر، والتي يستجاب فيها الدعاء.
وحدد خالد في الحلقة السادسة والعشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، هذه البشريات في الآتي:
البشرى الأولى: من الضيق تولد السعة
حث خالد على فهم كلمة القدر، فالله تعالى له طريقة في خلقة، خلقه غير عادي، من أضيق الأشياء يوجد أوسع الأشياء، يسمي السورة الكهف، والكهف مكان ضيق، ثم يقول: "فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا،" ويعيش اسم أهل الكهف حتى اليوم.
وأشار إلى أن من الضيق تولد السعة، طريقته في الخلق، من الكهوف يحسن الانتشار، وكذلك حياتك تظن أنها ضيقة، وتكون هي سر الفتح، وليلة القدر الضيقة في وقتها ومكانها تفتح لك خير من ألف شهر.
ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى غار حراء، الغار الضيق، فأصيح خاتم الأنبياء، وذهب إلى غار ثور، فانطلق بعده إلى المدينه، وينتشر منها الإسلام. كذلك حياتك فيها أشياء مشابهة، فمن رحم الضيق تولد السعة.
ما علاقة هذا بليلة القدر؟.
أجاب خالد: "ليلة القدر من معانيها الضيق، وهي ليلة محدودة في وقتها في مساحتها في أماكنها محدودة، في وقت محدود، 3-4 ساعات يأتي الفتح لحياتك كلها وكأن ربنا يقول لك انظر إلى ليلة القدر، وانظر إلى بقية حياتك مثلما فعلت معك في ليلة القدر سوف أفعل في بقية حياتك".
واستدرك: "كذلك معنى القدر، "الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر"، يعني يضيق، سيدنا يونس، "فظن أن لن نقدر عليه"، يعني لن نضيق عليه، فكأن معناها يا من شهدتهم ليلة القدر عبادا لله انتظروا سعة كبيرة في حياتكم من قلب الليلة المحدودة سينتشر لكم فتح كبير في كل حياتكم".
البشرى الثانية: استبشر.. كتابة قدرك للعام القادم
أوضح خالد أن المعنى الثاني للقدر هو قدرك، الله تعالى يكتب قدرك للعام القادم، ينزل قدرك في صحائف الملائكة: اكتبوا يا ملائكتي قدري في عبدي، "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين، فيها يفرق كل أمر حكيم، أمرًا من لدنا إنا كنا فاعلين".
وذكر أنه في هذه الليلة، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، تخيل قدرك يكتب وأنت حاضر ليلة القدر عابدًا، استبشر بقدرك العام القادم، مهما رأيت فيها من سي قدرك جميل، تذهب إلى مالك الملك في ليلة القدر عابد، راج مؤمل فهل يتركك؟!.. حسن الظن بالله في هذه الليلة أكبر بشرى.
البشرى الثالثة: العفو بمحو كل ما مضى
بين خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا سر هذه الليلة، عندما سألته السيدة عائشة ماذا أقول رسول الله؟، قال لها أكثري من قول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، فالعفو هو الذي يمحو كل ما مضى.
البشرى الرابعة: غفران الكبائر والصغائر من الذنوب
قال خالد: كل ما فعلته في سنوات حياتك يمحى في هذه الليلة، الكبائر والصغائر والذنوب التي تخجل منها، صفحة بيضاء، تبدأ فيها من جديد، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا رجل كثير الغدرات والفجرات فهل في ليلة العفو يعفو عني؟، قال نعم، قال يارسول الله وغدراتي وفجراتي؟ قال وغدراتك وفجراتك، فمضى الرجل يبكي وهو يقول الحمد لله الذي يعفو عن غدراتي وفجراتي في ليلة.
وأشار إلى أن العفو له ثلاث معان: يمسح ما مضى وفات، يرضى عنك، يعطيك بلا حساب.
البشرى الخامسة: العتق من النار
ذكر خالد أن هناك بشريات أخرى، العتق من النار، ليلة تكتب فيها من عتقائه من النار: "ياملائكتي اكتبوا فلانًا من عتقائي من النار هذه الليلة، فيصبح من أهل الجنة".
وقال إن هناك جائزة أخيرة ليلة القدر "خير من ألف شهر"، حسنات هذه الليلة وعبادتك فيها أفضل من ألف شهر.
ماذا تفعل فى ليلة القدر؟
لذا حث على التوبة إلى الله، قل لربك: سامحني لن أفعل ذلك ثانية. يارب أنا أوعدك بأن أبذل جهدي، أستغفرك يارب وأتوب إليك، فيقام لك فرح في السماء: "اصطلح العبد على مولاه"، تاب إلى الله وأصبح أقرب واحد له، لأنه تاب وسبق السابقين..
واعتبر أن التقوى والإحسان هما أحب صفتين إلى الله تقابله بهما، ودعا إلى الاجتهاد في العبادة وقيام الليل، تذلل إليه، عش أنك عبد، "إن الله أوحى إليه صلى الله عليه وسلم من تواضع لي هكذا وظل يخفض يده إلى الأرض رفعته هكذا، وظل يرفع يده إلى السماء".
شروط إجابة الدعاء:
أشار خالد إلى شروط إجابة الدعاء، وهي:
- اليقين في الإجابة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".
- الخشوع والتذلل إلى الله أثناء الدعاء، يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب: "أنا أعلم متى يستجاب دعائي"، قالوا له كيف؟، قال إذا خشع القلب واهتزت الجوارح، أقول هذه ساعة إجابة فأبالغ في الدعاء.
- عدم الاستعجال، يقول النبي صلى الله عليه وسلم" "يستجاب لأحدكم مالم يستعجل، يقول دعوت بكذا وكذا ولم يستجب لي"، فيترك الدعاء على الرغم من أن الإجابة كانت قريبة.
- تقوى الله.. اتق الله يستجب دعاءك.
