قال إيهاب عمر، الكاتب الصحفي بالأهرام والخبير الإعلامي، إن الإعلام العربي خذل الشعب السوداني بعدم إظهار حقيقة ما يجري في السودان، حيث تناولت المنصات الصحفية والإعلامية العربية ما يجري باعتباره صراع مصالح بين رجلين، وتم وضع الجيش السوداني والميلشيا على نفس المستوى في التناول، وكأن القائمون على تلك المنصات بحاجة إلى دراسة مفهوم الجيش الوطني ومفهوم الدولة، لمعرفة أن العيش الكريم المشترك يحتم علينا جميعًا أن ندعم المؤسسة العسكرية الوطنية السودانية، التي تواجه تحرك ميلشياوي مدعوم من قوى خارجية تسعى لتفكيك الجيش السوداني وانفراط عقد جمهورية السودان.

وأضاف "عمر"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قناة" القاهرة الإخبارية" قدمت تغطية تليق بالعلاقات التاريخية بين مصر والسودان، حقيقة أننا شعب واحد يعيش في دولتين، ولم تسع “القاهرة الإخبارية” إلى إثارة أو فرقعة على حساب الحقيقة، ولم يتم نشر أي خبر يضرب معنويات الشعب أو الجيش السوداني ومع ذلك تم نشر الحقيقة كاملة، حتى مع وصف الدعم السريع بالميلشيا فقد تم نشر بياناتهم كاملة، وتم السمح للصحفيين والمعلقين من السودان بالتعليق عليها.
 

وأشار إلى أنه تم ذلك مع الالتزام الكامل بنشر الحقائق، حيث كان القرار منذ اللحظة الأولى أن أي قوة عسكرية خارج الجيش هي ميلشيا، في انتصار لمفهوم الدولة الوطنية ومفهوم وحدة المؤسسة العسكرية الذى ثار المصريين من أجله وانتصاراً له في 30 يونيو 2013.

وأوضح أن “القاهرة الإخبارية” هي صوت السودان للعالم في زمن لا توجد فيه قناة دولية للسودان ولا يوجد تناول صحفي أو إعلامي عربي أو دولي ملتزم بالحقيقة أو المعايير المهنية والإعلامية مثلما تحركت القاهرة الإخبارية.

ونوه إلى أن القاهرة الإخبارية في تغطيتها للأحداث السودانية كانت عنوان اتساق الخطاب الإعلامي بسياسة الدولة المصرية والعلاقات التاريخية وعدم وجود تناقض في التعامل مع ملف السودان وأي ملف آخر، لافتًا إلى أن السياسة المصرية مع الدولة الوطنية ومع الجيوش الوطنية في كافة قضايا الشرق الأوسط من سوريا إلى ليبيا وصولاً إلى اليمن، وانتصار المصريين للدولة الوطنية والجيش الوطني عام 2013، أسهم في موجة من المد المصري قامت بإحياء الدولة الوطنية في الشرق الأوسط ومفهوم الجيش الوطني في المنطقة، بعد سنوات من محاولات العدو لنشر فكرة الدولة الدينية ومفهوم الميلشيا والحرس الثوري والجماعات الإرهابية على حساب مفهوم الجيش الوطني.
 

ولفت إلى أنه يمكن القول إن نجاح ومهنية ووطنية تغطية القاهرة الإخبارية لأحداث السودان هو إشارة إلى أن مصر امتلكت أخيراً درع إعلامي ويد طولي إعلامية قادرة على تمثل مصر، بما يليق بها في حروب الجيش الرابع والخامس والسادس، بعد عقود من الغياب والمطالبة الشعبية بأن يكون لمصر فضائية إخبارية قادرة على تمثيل الصوت المصري وصوت الحق في حرب إعلامية ضروس تشكيل ملامح الرأي العام لدى شعوب الشرق الأوسط.