خبير: ديبلوماسية الطائرات المسيرة الإيرانية خطر على الغرب والمغرب يصدها بغرب إفريقيا


لازالت تبيعات تسليح ايران العديد من الدول والكيانات بالطائرات المسيرة تثير ردود الفعل الغاضبة، حيث حذر الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد القدس للأمن والاستراتيجية، أليكس غرينبرغ، من أن تصدير النظام الإيراني للطائرات المسيرة “الدرونات” إلى الفاعلين الخطأ سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار ليس فقط بالمنطقة، بل، وكما أظهرت حرب بوتين بأوكرانيا، على العالم بأسره.

 

‎حيث قال حذر الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد القدس للأمن والاستراتيجية، إن الطائرات المسيرة والصواريخ تشكل جزءا لا يتجزأ من سباق إيران نحو القوة، وهذا الأمر يساعد النظام على تنفيذ سياساته الإقليمية من خلال دعم وكلاء إرهابيين ودعم القلاقل والنزاعات.

 

وأبرز أن النظام الإيراني، راهن على الطائرات المسيرة كسلاح عسكري استراتيجي، وذلك لكون أن هذه الأخيرة أقل كلفة بكثير من الطائرات المقاتلة التقليدية، إلا أن قدراتها على تنفيذ هجمات خلف خطوط العدو يجعلها حديثة ومطلوبة بشكل كبير للرئيس بوتين، كما أن تصدير هذه الطائرات المسيرة إلى وكلاء إرهابيين يشكل جزءا من استراتيجية إنتاج هذه الطائرات بإيران منذ اليوم الأول.  كما تتيح الديبلوماسية الإيرانية في مجال المسيرات للنظام توسيع قاعدة نفوذه في المنطقة.

 

وتعليقا على الموضوع، قال محمد الطيار، الخبير الأمني والإستراتيجي، إنه في الآونة الأخيرة أجمعت التقارير الدولية سواء كانت استخباراتية أو إعلامية على امتلاك البوليساريو للمسيرات الإيرانية عن طريق الجزائر الحليف الكبير لإيران، هذه النقطة التي لم تعد محل خلاف تدخل في إطار دبلوماسية المسيرات التي إيران في السنوات الاخيرة حيث أنها قامت بتزويد جل حلفائها في الشرق الأوسط بهذه المسيرات التي استخدمتها في زعزعة محيطها الإقليمي حيث مكنت الحوثيين منها وكانت وسلة مهمة في استهداف العمق السعودية وضرب العديد من المصالح الحيوية.

 

وأضاف الطيار في تصريح لـ”الأيام 24″، أن هذا التزويد الإيراني يطال حلفائها المعلنين كروسيا في حربها مع أوكرانيا وفينزويلا والجزائر، لذلك فرغبة البوليساريو في استعمال المسيرات الإيرانية في النزاع الصحراء المغربية أصبحت حاليا من المسلمات، حيث صرح العديد من مسؤولي مليشيات البوليساريو عن نيتهم في استهداف الأقاليم الجنوبية المغربية والمصالح المغربية بشكل عام عن طريق المسيرات.

 

وأبرز المتحدث نفسه، أن المرحلة القادمة سوف تشهد استعمال البوليساريو لهذه المسيرات هو أن هذه الأخيرة وبعدما أعلنت عن خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة وإعلانها الحرب على المغرب، قد فشلت فشلا درعيا من الاقتراب من الجدار الأمني المغربي، لذلك فهي تسعى لاستعمال هذه الطائرات لتجاوز عائق هذا الجدار الذي جعلها محصورة بشكل كبير داخل الأراضي المحسوبة على الجزائر.

 

وأشار الخبير الأمني والإستراتيجي، إلى أن ايران لها مصلحة كبيرة للدحول بشكل مكشوف في نزاع الصحراء المغربية حيث لم يعد الامر سرا، وذلك بعدما دبلوماسي إيراني سابق صراحة عن رغبة ايران في الدخول بشكل سافر في نزاع الصحراء المغربية.

 

وأكد الطيار أن المعركة بين المغرب وايران لا تتعلق فقط بقضية الصحراء المغربية والجزائر حليف لإيران ولكن تتعلق بمعركة نفوذ في منطقة الساحل الافريقي وفي غرب افريقيا وهو ما ثراه ايران تهديدا لمصالحها في المنطقة حيث ستدفع البوليساريو إلى استعمال المسيرات الإيرانية وهو الخيار الوحيد الذي بقي أمامها بعد أن فشلت جميع المحاولات زعزعة استقرار وأمن الأقاليم الجنوبية المغربية سواء عن طريق الجماعات الإرهابية المحسوبة عن الأمن العسكري الجزائري أو عن طريق بعض عناصر بوليساريو الداخل الذين فشلوا في إثارة الفوضى والقيام بأعمال الشغب.

 

‎من جهة أخرى، يقول غرينبرغ، إن إيران قدمت الطائرات المسيرة لحلفائها بجميع أنحاء الشرق الأوسط، ولا سيما، لحزب الله بلبنان، والحوثيين في اليمن، ولحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ولحركة حماس بغزة، فضلا عن الميلشيات الموالية لإيران بكل من سوريا والعراق. كما تقوم فينزويلا كذلك بتجميع المسيرات الإيرانية، وقد أثارت التقارير الأخيرة حول تزويد جبهة البوليساريو بالجزائر بطائرات مسيرة إيرانية مخاوف بشأن الاستقرار في شمال إفريقيا. وبينما كانت المسيرات الإيرانية تغذي الصراع والفوضى بالمنطقة منذ 2017، وإلى غاية توريد الطائرات المسيرة الإيرانية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، كل هذا يحدث تحت أعين وسائل الإعلام الغربية وصناع القرار.

 

‎وأَضاف أنه من الأمثلة حول أعمال إيران لزعزعة الاستقرار الإقليمي خلال السنوات الخمس الماضية، استخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ هجمات مدبرة من طرف إيران، عبر المتمردين الحوثيين باليمن، ضد التحالف الذي تقوده السعودية. حيث شن الحوثيون سلسلة من الهجمات في 23 مارس 2017 من خلال إسقاط طائرات مسيرة غير مسلحة على منظومة الدفاع الصاروخي أرض- جو “باتريوت” تابعة للتحالف. ومنذ ذلك الحين قام الحوثيون بنشر، على مساحات واسعة، العديد من الطائرات المسيرة المصنوعة في إيران مزودة بشحنات متفجرة. وفي 14 شتنبر 2019 استعمل الحوثيون طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة منشأتي نفط في بقيق وخريص بالمملكة العربية السعودية، والتي تعرف باسم هجمات أرامكو.

 

‎وأَضاف أنه في 30 يناير 2022، ضرب الحوثيون فرقاطة سعودية في البحر الأحمر باستخدام زورق مسير. وفي 20 نونبر 2022 هاجمت طائرات مسيرة تابعة للحوثيين سفينة تجارية في محطة للنفط. وفي الأول من يوليوز 2022، أسقط الجيش الإسرائيلي 3 طائرات مسيرة تابعة لحزب الله حين كانت تحاول الاقتراب من حقل غاز كاريش. كما أن إيران تستخدم طائرات مسيرة هجومية مباشرة دون اللجوء بالضرورة إلى ميليشياتها مثل الحوثيين أو حزب الله. إذ أكد جيش الدفاع الإسرائيلي أن إيران حاولت إرسال أسلحة نارية وذخيرة إلى غزة باستخدام طائرة مسيرة.

 

وفي شتنبر 2022، تم استخدام طائرات إيرانية مسيرة لمهاجمة قواعد المعارضة الكردية بالعراق. وقد كان هذا الهجوم من أكثر الهجمات دموية وأودى بحياة تسعة أشخاص على الأقل. أما أخر الهجمات (10 فبراير) فقد استهدف ناقلة نفط إسرائيلية في بحر العرب، والقائمة طويلة.

 

‎وأكد أنها المرة الأولى التي تحتاج فيها روسيا إلى مساعدات في مجال التسلح، إذ أهمل الكريملين مجال المسيرات، ونتيجة لذلك، لا يمتلك الجيش الروسي حاليا قدرات كافية في مجال المسيرات، لا من حيث الكم أو الجودة. في حين أن إيران هي الدولة الوحيدة القادرة والمستعدة لتزويد الكريملين بهذه الأسلحة (لكون بيع المسيرات لروسيا هو مصدر آخر للدخل بالنسبة للنظام في طهران): تعاون قوي مع إمكانيات مدمرة للغاية. إذ أدى مؤخرا استهداف البنى التحتية الطاقية والمدنية في أوكرانيا من طرف الجيش الروسي باستخدام الذخيرة والطائرات المسيرة الإيرانية إلى إثارة انتباه المجتمع الدولي إلى العلاقات الوثيقة بين النظام الإيراني والكرملين وإلى خطورة “دبلوماسية المسيرات”.

 

وأشار إلى أنه “في حين أن تأثير هجمات الطائرات المسيرة ضد أوكرانيا ليس لها تأثير على مسار الحرب، فإن تأثيرها مدمر من حيث المعاناة الإنسانية والدمار الذي لحق بالأوكرانيين. في الواقع، تتيح الطائرات المسيرة الإيرانية للكرملين استهداف السكان الأوكرانيين مباشرة، متجاوزة القتال مع الجيش الأوكراني”.

تاريخ الخبر: 2023-04-20 00:19:58
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 61%
الأهمية: 76%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية