وننتظر قيامة الأموات, وحياة الدهر الآتي
وننتظر قيامة الأموات, وحياة الدهر الآتي
قيامة السيد المسيح له المجد, من بين الأموات في اليوم الثالث بسلطان لاهوته وهي عربون لقيامة الأموات في اليوم الأخير, لذلك يهتف المؤمنون دائما قائلين وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي, لأنها ترفع من قيمة الإنسان وتؤكد أن الحياة لا تنتهي بالموت, بل بالموت تبدأ حياة أخري أكثر جمالا ونقاء في امتداد عجيب لعالم جديد, لذلك صار الموت رغبة جامحة للشهداء والأنقياء واشتياقا قلبيا للأبرار وتطلعا ساميا للزاهدين في زخرف الحياة الدنيا الفانية والزائلة. والمؤمنون يشتاقون للحياة الأفضل بعد الموت, لذلك فهم يضاعفون من الأعمال الصالحة والأقوال الطبية والأفكار الطاهرة, ليكون لهم رصيد في السماء واشتياق الأبرار للحياة الأخري يجعلهم يشعرون بأنهم غرباء ونزلاء علي هذه الأرض, فيترفعون عن كل شهواتها وينأون بأنفسهم عن كل مغرياتها ويسمون برغباتهم عن كل دنياها ومادياتها متطلعين إلي سماء أفضل حيث ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر علي قلب بشر, ما أعده الله للذين يحبونه بكل قلوبهم… ويفرح المؤمنون بالقيامة وحياة الدهر الآتي لأنهم في السماء سوف يتعرفون علي بعضهم البعض وتكون في السماء حفلة تعارف كبري يتعرف فيها جميع الأحباء الذين رحلوا علي بعضهم البعض, ونلتقي جميع الأحياء الذين رحلوا مع بعضهم البعض, وتلتقي جميع الأرواح الطبية معا وسوف يوسع الله من مداركهم ومعارفهم وينمون ويتقدمون في الروحانية والمعرفة..
ويفرح كذلك المؤمنون بالقيامة لأنها تنهي مرحلة الظلم والفساد والقساوسة والخطيئة التي علي الأرض, ومن أفراح القيامة أيضا أن كل شيء فيها سيصير جميلا, حيث الذين كانوا علي الأرض ذوي عاهات وأمراض وعيوب في أجسادهم سوف يقومون بأجساد روحانية ونورانية ليس فيها نقص ولا عيب ولا مرض ولا تجوع ولا تعطش..
ومن أفراح القيامة أيضا أنه سوف ينهي الله ويمحو من ذاكرة الأبرار كل شر وشبه شر وكل تذكار للعلاقات والقرابات والذكريات والأشخاص الأشرار الذين أتعبوا الأبرار في الحياة الدنيا ولا يبقي في ذاكرة الأبرار إلا ذكريات الأبرار فقط, فضلا عن ذلك سوف يتعارف الأبرار مع أبرار جدد آخرين لم يعرفونهم في الحياة الدنيا. ونحن في هذا العيد نطلب من الله لكل الذين سقطوا تحت نير الخطيئة أن يقوموا بالتوبة, ليحيوا بالروح ويكون لهم نصيب في قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي.