نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني، مهرداد بذرباش،قوله إن هيئة الطيران المدني السعودية قد طلبت رسميا من نظيرتها الإيرانية تسيير ثلاث رحلات أسبوعية، إلى جانب رحلات الحج الجوية المعتادة، بين المملكة العربية السعودية وإيران.

وأوضح الوزير الإيراني أن هذا الطلب جاء بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران المبنية على أساس الدبلوماسية الإقليمية وحسن الجوار.

وشدد على أن هيئة الطيران المدني الإيرانية ستبذل قصارى جهدها لترتيب تنظيم مثل هذه الرحلات بين البلدين.

وبحسب الوكالة الإيرانية الرسمية أشار الوزير إلى أن البلدين أوضحا، في وقت سابق، جديتهما في تنفيذ الاتفاقية العامة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار فضلا عن مجالات التقنية والعلوم، من أجل تعزيز السلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.

وكشف الوزير الإيراني عن أن ثمة تنسيق مع الجانب السعودي لتسيير رحلات جوية خاصة بالحجاج خلال موسم الحج بأفضل شكل مطلوب.

وكانت الرياض وطهران اتفقتا، عبر وساطة صينية، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما في شهر مارس/ آذار الماضي، فضلا عن تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بين البلدين في 2001 واتفاقية أخرى موقعة في 1998 للتعاون في مجالات "الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب".

وقد قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران قبل سبع سنوات بعد أن اقتحمت حشود من المتظاهرين الغاضبين مبنى سفارتها في طهران، في أعقاب إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي السعودي البارز نمر النمر.

واستمرت حدة التوترات بين البلدين منذ ذلك الحين.

ويخوض البلدان، المملكة العربية السعودية، التي تعتبر نفسها القوة الإسلامية السنية في المنطقة، وإيران، الدولة الشيعية الكبرى، صراعا على الهيمنة الإقليمية منذ عقود.

لكن في السنوات الأخيرة، تفاقم التنافس بينهما بسبب الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط.

وقد وصف مراسل الشؤون الأمنية في بي بي سي، فرانك غاردنر، نجاح الدبلوماسية الصينية في جمع الخصمين الإقليميين اللدودين في الشرق الأوسط، على طاولة التفاوض بقوله:"هذا التقارب بين الخصمين الكبيرين في الشرق الأوسط هو تحول غير عادي للأحداث، فضلا عن شيء من انتصار دبلوماسي للصين".

وأضاف أن "الاتفاقية السعودية الإيرانية هي أحدث علامة على أن الرياض تشق طريقها الخاص، وتقيم تحالفات جديدة، حتى لو كانت مع دول تعتبرها الولايات المتحدة بمثابة تهديدات استراتيجية".

ونص اتفاق التعاون التجاري الموقع بين البلدين على تشجيع الاستثمارات المشتركة وتسهيل تبادل زيارات الوفود التجارية وتشكيل لجنة اقتصادية على المستوى الوزاري تنظر في سبل تعاون البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتقنية والعلمية والثقافية والرياضية.