يبدو أن خريطة العالم الشهيرة التي نعرفها ودرسناها منذ الصغر في المدارس والكتب لا تعكس الواقع، والحقيقة مختلفة.
فقد ذكر تقرير نشرته صحيفة بريطانية أن "الحجم الحقيقي" للدول ليس كما يظهر في خريطة العالم المعروفة.
فعلى سبيل المثال، فإن مساحة القارة الإفريقية وحدها تبلغ 14 ضعف كتلة اليابسة الشمالية الجليدية.. لكنها في الخريطة تظهر وكأنها بنفس مساحة غرينلاند.
وتبلغ المساحة الإجمالية لغرينلاند 2.16 مليون كيلومتر مربع، مقابل 30.4 مليون كيلومتر مربع كمساحة لإفريقيا.
كما من المعلوم، أن مساحة إفريقيا أكبر من أميركا الشمالية بثلاثة أضعاف، وأكبر من روسيا أيضا، ومن المعروف كذلك أن الهند أكبر من الدول الإسكندنافية مجتمعة، وفق ما نقلته صحيفة "ديلي ميل".
إلا أن الخريطة الشائعة تبين العكس تماما، وهو ما يعزوه باحثون إلى "إسقاط مركاتور"، أو الإسقاط الأسطواني في رسم الخرائط، التي ظهرت عام 1956، لمساعدة البحارة على التنقل في العالم.
Animating the mercator projection so countries and territories are correct size and shape in relation to each other.#dataviz #30Daymapchallenge #worldisnotflat #day28 pic.twitter.com/968GSBepA1
— Neil Kaye (@neilrkaye) November 28, 2021
وأوضحت الصحيفة أن هذا الإسقاط "يعطي الأشكال الصحيحة لكتل الأرض، ولكن على حساب تشويه أحجامها لصالح أراضٍ في الشمال".
وتابعت: "يبدو أن كندا وروسيا، على سبيل المثال، تشغلان ما يقرب من 25% من سطح الأرض على خريطة العالم، بينما في الواقع تحتلان 5% فقط".
وكان عالم البيانات، نيل كاي، نشر عبر حسابه في تويتر عام 2021 فيديو توضيحيا يظهر الخريطة الشائعة، وكيف يجب أن تبدو في الأصل "الخريطة الحقيقية".
نموذج واحد
يشار إلى أنه من المستحيل إنشاء خريطة للعالم تصور واقع الكرة الأرضية الكروية على سطح مستو، وهذه المشكلة تطارد رسامي الخرائط لعدة قرون. ونتيجة لذلك، كانت أشكال خرائط العالم متنوعة بشكل نموذجي، بدءًا من القلوب إلى المخاريط. لكن التنوع تلاشى تدريجياً مع نموذج واحد، اخترعه جيراردوس مركاتور، متجاوزا النماذج الأخرى.
وكان مركاتور، الذي عاش من عام 1512 إلى عام 1594، رسام خرائط اشتهر بإنشاء خريطة للعالم بناء على إسقاط أظهر مسارات الإبحار كخطوط مستقيمة.
