إن مدخل الإصلاح السياسي على مستوى مدينة مراكش هو تعزيز ثقة الشباب في المؤسسات الحزبية وفي العمل السياسي الشريف والمبدئي الديمقراطي، ومن جهة أخرى لا بد من تفعيل مجالس للشباب داخل المجالس المنتخبة بالمقاطعات الخمس للمدينة، فالظرفية اليوم تستدعي إحداث مجالس شبابية استشارية تراقب، تتشاور وتستشار في كل ما له علاقة بالسياسات العمومية المحلية الموجهة للشباب.

وفي حديثنا عن مدينة مراكش وعن واقع شبابها فإن نسائل المسؤولين بالمدينة عن مدى إشراك الشباب في برامجهم ومشاريعهم التنموية، تماشيا مع الفصل 33 من دستور سنة 2011، ولأجل تنزيل معقلن للسياسات العمومية المندمجة للشباب، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار رأي هذه الفئة العريضة من المجتمع المراكشي، واستشارتها في كل ما يتعلق بها وباهتماماتها، على سبيل المثال إحداث دور الشباب و تجهيز المكتبات العمومية، أو إنشاء دور المسارح و ملاعب القرب، تهيئة المساحات الخضراء و كل ما له علاقة بالشباب أو موجه له.

إن تموقع شباب المدينة الحمراء اليوم ليس تموقعا يروم من أجل تأثيث أو تلميع المشهد السياسي و التغني بشعارات الديمقراطية التشاركية، بل لا بد من إعطاء هؤلاء الشباب قوة تقريرية لتنفيذ مقترحاتهم باعتبار هذا الأخير قوة اقتراحية مهمة في بلورة و تنزيل السياسات العمومية الموجهة لهم، خاصة و أننا على مستوى مدينة مراكش نعاني بشكل كبير من هدر على مستوى تدبير الطاقات الشبابية “الشابة”، مما يدعو كافة المنتخبين و المسؤولين بمدينة مراكش لإنشاء المزيد من الفضاءات المعدة و الموجهة للشباب، والعمل على تدبير استراتيجية لإدماج البعد الشبابي في جميع برامج عمل المقاطعات الخمس و جعل هذا الأخير في خط متوازي مع تهيئة البنيات التحتية و إعادة تأهيلها وإصلاحات الإنارة العمومية و تجويد قطاع النظافة و كل ما له علاقة بالتنمية المحلية.

إن وضعية الشباب اليوم هي إحدى نتائج تدبير للشأن العام المحلي عرفته المدينة خلال الولاية الماضية لا يرقى إلى مستوى تطلعات شبابها، مما يستدعي رعاية جادة وعاجلةً من قبل جميع المكونات والمؤسسات الدستورية المسؤولة عن هذه الفئة، وهذا ما يدفعنا كشباب للوقوف عند ما آلت و ما ستؤول إليه الأمور في السنوات القادمة، و ترافعنا اليوم من موقعنا كمهتمين بقضايا الشباب والسياسات العمومية محاولين بذلك فتح ما يمكن فتحه من النقاشات الجادة مع كافة المنتخبين و المسؤولين بمدينة مراكش، نابع من قناعتنا بضرورة إشراك هذه الطاقة الحيوية و المورد البشري الهام في بناء مدينة مراكش التي نريد، و عن إرادة سياسية قوية للمساهمة في اقتراح سياسات عمومية وتقديم أراء استشارية من شأنها الرقي بموقع شباب المدينة على مستوى تراب المقاطعات الخمس، لأن إشكالية الشباب اليوم هي إشكالية مجتمعية و لحلحلتها لا بد من الاهتمام بهذا الأخير، و إشراكه الفعلي في مسلسل إعداد السياسات العمومية الموجهة للشباب و تنزيلها.