الدار-خاص
معركة افتراضية تلك التي تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع، منذ اندلاع المعارك في 15 أبريل الجاري.
الجانبان لجأ إلى “أسلحة” التضليل والحسابات الوهمية وتكتيكات خبراء يعملون في الخفاء لترجيح كفّة طرف على آخر، و النيل من فرص المعسكر الآخر على الفوز، ولو على المستوى النفسي الذهني.
و أكد رغدان أورسود، الشريكة في تأسيس مركز «بيم ريبورتس» الذي يحقق في المعلومات المضللة في السودان، أنه منذ اندلاع المعارك في 15 أبريل، لجأ قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وغريمه محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، إلى «إغراق وسائل الإعلام بمعلومات مضللة».
من جانبه، قال محمد سليمان، الباحث في ملف التضليل بجامعة نورث إيسترن في مدينة بوسطن الأميركية، إن الجانبين نشرا «حقائق ملتوية» في حملة إعلامية لخلق «حالة من الخوف» تسيطر على الناس.
وانتشرت حسابات مرتبطة بدقلو وقواته تبث بلغة إنجليزية متقنة، منشورات تؤكد فيها أنها تقاتل «الإسلاميين المتطرفين» الذين «يشنون حملة وحشية ضد الأبرياء»، وتقوم بالدفاع عن «الديمقراطية».
وأوضح «بيم ريبورتس»، أن الجيش يستخدم حسابات وهمية على مواقع التواصل، كانت بالكاد ناشطة قبل المعارك.
شركة «بيم ريبورتس» رصدت وجود «حملة ممنهجة لتلميع صورة القوات شبه العسكرية (الدعم السريع)» على «فيس بوك» بدأت منذ مايو 2019 بعدما أطاح انقلاب عسكري بنظام الرئيس عمر البشير، فيما تؤكد تيسا نايت من مختبر «دي أف آر لاب» للتدقيق الرقمي الأميركي، أن قوات الدعم تلاعبت سابقاً بمنصات التواصل.
و أفاد المختبر، أن القوات القوات «ما لا يقل عن 900 حساب على تويتر يُحتمل أنها مقرصنة» منذ ديسمبر 2022، لنشر معلومات عنها وعن دقلو وتضخيم شعبيتهم «بشكل مصطنع».
ووفقا لنايت فإن هذه الحسابات تصوّر دقلو على أنه «عسكري إصلاحي يدعم الديمقراطية، وقائد كفء»، ووصفته مع اندلاع المعارك بـ«بطل يقاتل لحماية السودان وتطهير البلاد من الخونة».
وكان دقلو قد وقّع في ماي 2019 عقداً قيمته ستة ملايين دولار مع شركة العلاقات العامة والاستشارات «ديكنز أند مادسون» في مونتريال، بإدارة رجل الأعمال الإسرائيلي-الكندي آري بن ميناشي.
