أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أن الحروب الحديثة التي يعرفها العالم اليوم مختلفة تماما عن الحروب السابقة. وأوضح الفريق أول، أن هذا الأمر دفع الجيش الوطني الشعبي للاعتناء بجانبين حيويين وهما التزود بالعتاد الحديث وتكوين عنصر بشري مؤهل. كما حث رئيس الأركان، إطارات المدرسة العليا الحربية على تشجيع الضباط الدارسين على الإثراء المستمر لرصيدهم المعرفي ، سواء من خلال المطالعة أو من خلال استغلال تجاربهم الميدانية.
قال الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن الدول التي لن تكون قادرة على مسايرة التحولات لا سيما الحروب الحديثة ستصبح لقمة سائغة للأهداف، وأوضح في كلمته خلال أشغال الدورة الـ16 للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية، أن الحروب الحديثة التي يعرفها العالم اليوم مختلفة تماما عن الحروب السابقة، من حيث الوسائل والطرق والتفكير والتخطيط.
واعتبر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي ترأس أشغال الدورة، أن سرعة التطور التي تشهدها هي سرعة فائقة ومذهلة، وبالتالي فمن لا يستطيع مسايرتها والتكيف معها ذهنيا وفكريا وتخطيطا وتمرسا قتاليا، سيصبح لقمة سائغة لأعدائه وهدفا سهلا لضرباتهم ومخططاتهم، مضيفا أن العالم من حولنا يعج بالكثير من الأمثلة وهي شاهدة على ذلك.
وشدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على ضرورة ضمان تكوين نوعي ليتلاءم مع الترسانة الحربية المتطورة التي تدعم بها الجيش، وقال بهذا الخصوص، أن الجهد المبذول، في مجال توفير مختلف أنواع الأسلحة والعتاد الحديث والمتطور، لن يبلغ غايته المقصودة والمنشودة، إلا إذا تم استخدامه من طرف عنصر بشري، مؤهل تأهيلا مناسبا، يستطيع استغلال خصائصه التقنية والتكنولوجية أحسن استغلال. مشيرا إلى سعي قيادة الجيش، خلال السنوات القليلة الماضية، للاعتناء الناجع بهاذين العنصرين المتلازمين باستمرار، وتأكيده دوما على أهمية إيلاء المستخدمين العسكريين الاهتمام المستحق لهذا الجانب.»
كما حث الفريق أول، في هذا السياق، إطارات المدرسة العليا الحربية على تشجيع الضباط الدارسين على الإثراء المستمر لرصيدهم المعرفي، سواء من خلال المطالعة أو من خلال استغلال تجاربهم الميدانية، وقال إن الاعتناء الذي يقصده خصوصا لإطارات المدرسة العليا الحربية، هو السهر على ألا يكتفي الضباط الدارسون بالفترات التعليمية والتكوينية المقررة، وإنما أن يتحلوا بالرغبة الجامحة والقوية في الإثراء المستمر لرصيدهم المعرفي المتخصص والعام، سواء من خلال المطالعة أو من خلال استغلال التجارب الميدانية المعاشة.
وتابع في السياق ذاته قائلا: «ذلك أن المدرسة الحقيقية هي مدرسة الحياة المهنية والعملية، ولا شك أن ذلك سيكسب الإطارات العسكرية العليا خصال الذكاء والحنكة، أثناء التعامل مع الأسلحة والعتاد ومختلف أنواع التجهيزات الموجودة في الحوزة، لاسيما تلك المقحمة مؤخرا في قوام المعركة، بشكل يسمح بالتكيف الفعال والسريع مع المواقف المستجدة».
وشدد الفريق أول، على أهمية الإرادة والإصرار على تحقيق النجاح والإيمان بالانتصار لدى الإطارات المستقبلية للجيش الوطني الشعبي، لافتا إلى أن كل ذلك سيبقى يحتاج أولا وأخيرا إلى توفر عنصر الإرادة والإصرار على تحقيق النجاح، فالإرادة الغالبة هي ليست فقط تلك الساعية إلى الانتصار، بل هي تلك المؤمنة إيمانا قاطعا بانتصارها. واستطرد قائلا: «ذلكم هو الحس المهني والوطني الذي أعمل جاهدا على أن يسكن قلوب وأذهان ونفوس كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، فيه يؤدي جيشنا المهام الدستورية المنوطة، ومعه يطمئن الشعب الجزائري على حاضره ومستقبله، مهما كانت التحديات، ومهما عظمت الرهانات».
عقب ذلك، تابع السيد الفريق أول عرضا شاملا قدّمه قائد المدرسة العليا الحربية، تضمن حصيلة الأهداف المجسدة منذ انعقاد الدورة السابقة للمجلس التوجيهي، وتلك المخطط لها للسنة التكوينية المقبلة 2023-2024، وهذا قبل أن يستمع إلى تدخلات أعضاء المجلس التوجيهي بخصوص النقاط المدرجة ضمن جدول الأعمال.
ع سمير
