معركة بني وليد هي نزاع دارَ في مدينة بني وليد الليبيَّة بين قوات الثوار الليبيين وكتائب العقيد معمر القذافي بدأت فيثمانية سبتمبر 2011 . سبقت المعركة مُفاوضات طويلة بدأت قبلها بحوالي أسبوعين، إذ حتى الثوار كانوا يَودُّون دخول المدينة دونَ إراقة دماء، لكن المُفاوضات فشلت، فحمل الثوار السلاح وبدؤوا القتال.

الخلفية

أحداث المدينة السابقة

الثوار يُحاصرون المدينة

معَ سقوط العاصمة طرابلس وانحسار قوة القذافي في أواخر شهر أغسطس 2011، أصبحت سيطرته محدودة في البلاد، وبقيت في يده ثلاث مدن رئيسية فقط، وهيَ ما أصبح يُسمى بـ"مثلث القذافي"، وهذه المدن هي سبها في الجنوب وسرت في الوسط وبني وليد في الغرب. وفي يوم الأحد 27 أغسطس فرَّت 60 إلى 80 عربة تابعة لكتيبة خميس القذافي من طرابلس نحوَ بني وليد، في ظلِّ تجمُّع لبقايا الكتائب في الجبل الغربي بالمدينة تجهيزاً للمعركة.

أواخر أغسطس

في يوم الأربعاء 31 أغسطس أفادت أنباءٌ بوُجود اشتباكات خفيفة بين الثوار وموالين للقذافي في محيط بني وليد، ونطق المجلس الوطني الانتنطقي حتى الثوار يَستعدون لمُحاصرة المدينة. وفي اليوم ذاته شن حلف الناتوغارات مكثفة عليها دمر خلالها مستونادىً للذخيرة وثلاث قاذفات صواريخ. لكن معَ ذلك فقد أفادَ المجلس الانتنطقي أيضاً في أواخر أغسطس بأن قادة جيش التحرير الوطني الليبي بعثوا برسالة إلى وجهاء بني وليد يُطالبونهم فيها بتوضيح موقفهم من ثورة 17 فبراير والطرف الذي يُؤيدونه، لكنه لم يُوضح ما إذا كانوا قد تلقوا رداً على رسالتهم أم لا.

3 سبتمبر

في يوم السبت ثلاثة سبتمبر أعرب المجلس الوطني الانتنطقي أنه منحَ مهلة أسبوع - تنتهي فيعشرة سبتمبر - لمدينة بني وليد لكي تُعلن استسلامها كمحاولة لحقن الدماء، وأن الثوار سيشرعون في مهاجمتها بعد ذلك إذا رفضت الرضوخ، لكنه نطقَ أيضاً حتى المدينة ستظلُّ محاصرة خلال هذه الفترة، وأعرب حتى الثوار أصبحوا يُحاصرونها بالعمل، على الرُّغم من أنهم يَسمحون بدخول المساعدات الإنسانية إليها ويُزودونها بالكهرباء والماء والاتصالات. لكن مع هذا فقد صرَّحَ قائد المجلس العسكري للثوار في ترهونة "عبد الرزاق الناضوري" في صباح اليوم ذاته بأن معَ قبائل بني وليد مهلة 24 ساعة فحسب - حتى صباح الأحد - لكي تستسلم للثوار، وإلا فإن القتال سيبدأ. كما نطقَ قائد المجلس العسكري للثوار بطرابلس في اليوم ذاته أنه حصلَ على تقرير من شهود عيان دخلوا بني وليد بأن مُعظم جنود القذافي هربوا وهجروا مواقعهم، وبأن المدينة سقطت تقريباً، وأعرب أيضاً حتى قوات من الثوار قوامها 600 رجل و200 عربة باتت على مسافة 20 كيلومتر فحسب من المدينة دون حتى تُقابل أدنى مقاومة.

4 سبتمبر

أعرب المجلس الانتنطقي في يوم الأحد أربعة سبتمبر حتى المُفاوضات فشلت تماماً، فقد نطقَ رئيس فريق التفاوض حتى الثوار اشترطوا منذ بداية المُفاوضات عدمَ التحدث معَ جنود للقذافي تورَّطوا في اغتال مدنيين، ولاحقاً حصلت بعض التوترات لأن أنصار القذافي طلبوا من الثوار الدخول إلى المدينة دون أسلحة، مما اعتبره رئيس التفاوض مُحاولة لقتلهم بعدَ حتى يدخلوا المدينة غير مسلَّحين. وكانت نهاية المُفاوضات في مساء السبت، عندما اتفق فريق تفاوض الثوار معَ وجهاء بني وليد أخيراً على دخولها سلمياً، لكن غُدرَ بهم أثناء خروجهم من المدينة بعدَ عقد الاتفاق، إذ هاجمهم أنصار القذافي وأطلقوا عليهم النار. لكن على الرغم من فشل المُفاوضات وانتهائها، فقد نطق رئيس فريق التفاوض أنه سيَهجر أمر اتخاذ قرار بدء القتال من عدمه للقائد العسكري الميداني. وفي يوم الأحد أيضاً نطقَ أحد قادة الثوار (الذين يَنتمي مُعظمهم إلى قبيلة ورفلة، وكانوا قد جاؤوا من مدينتي ترهونة ومصراتة المُجاورتين) أنهم باتوا على مسافةعشرة كيلومترات فحسب من بني وليد، فيما أفادت أنباءٌ أخرى بأنهم أصبحوا يُحاصرونها من ثلاث جهات.

5 سبتمبر

في يوم الإثنينخمسة سبتمبر نطقَ أحد الثوار حولَ بني وليد حتى الوضع هادئ ولا تُوجد معارك في الوَقت الحالي، لكنهم يَنتظرون الأوامر للبدء بالقتال، وذلك بعدَ فشل المُفاوضات بشكل حاسم بين الطرفين. كما نطق الساعدي القذافي في تصريحٍ له خلال اليوم حتى سبب فشل المفاوضات في بني وليد كان خطابات أخيه سيف الإسلام المُستفزة، ونطق أنه لم يَرى أخاه هذا ولا أباه منذ شهرين، وأنه قريبٌ من بني وليد لكنه يَتنقل باستمرار.

6 سبتمبر

التقى قادة الثوار في يوم الثلاثاءستة سبتمبر بوجهاء من بني وليد في مسجد محليٍّ يَبعد عن المدينة مسافة 40 كيلومتراً، وكان اللقاء تحتَ عيون الإعلام دون تضييق. وعندَ بداية المُفاوضات قدَّمَ الثوار عرضهم بأنهم سيَسمحون بدخول المواد الطبية والمُساعدات إلى المدينة، وسيَقومون بإصلاح خدمات الكهرباء بها وإرجاع كافة الاتصالات، وتعهَّدوا بعدم إيذاء أي مواطن غير مسلح، وذلك مُقابل حتى يَدخلوا المدينة سلمياً ويَضموها إلى لواء المجلس الوطني الانتنطقي. وأما وُجهاء المدينة فقد كان ردُّهم حتى الأهالي معَ الثورة بشكل عام، لكنهم طلبوا من الثوار حتى يَتخذوا المَزيد من المراحل لكسب ثقتهم وإقناعهم أكثر بأنهم سيَدخلون بني وليد سلمياً. وبانتهاء الجلسة كان الطرفان قد توصلاَّ إلى شبه اتفاق، فأخذ الثوار بإطلاق النار في الهواء مُعبرين عن فرحهم بما أسموه "صلح مسجد وادي وشتاتة". لكن على الرُّغم من جميع هذا فإن الصلح لم يُفضي إلى شيء، فعندما كان الوجهاء عائدين إلى بني وليد تعرَّضوا إلى إطلاق نار من طرف مسلَّحين يُرجَّح أنهم موالون للقذافي، ثمَّ وبعد حتى وصلوا المدينة مُنعوا من دخولها وطُلبَت منهم المغادرة دون إبلاغ الأهالي بنتيجة المُفاوضات، وبذلك انتهت آخر مُحاولة لعقد الصلح وحقن دماء سكان المدينة.

7 سبتمبر

سادَ الهدوء التام مدينة بني وليد ومُحيطها في يوم الأربعاءسبعة سبتمبر في ظلِّ انقسام قيادات المجلس الوطني الانتنطقي، إذ يَرى البعض حتى المُفاوضات شارفت على النجاح، فيما نطقَ آخرون أنها انتهت ولن تَعود، وأما الثوار فقد ظلُّوا بانتظار الضوء الأخضر لدخول المدينة على أمل حتى يَكون ذلك بشكل سلمي.

المعركة

اشتباكات مُحيط المدينة

في صباح يوم الخميسثمانية سبتمبر أطلقت كتائب القذافي من داخل بني وليد ما لا يَقل عنعشرة صواريخ نحوَ منطقة "وادي دينار" التي تبعد مسافة 20 كيلومتر تقريباً عن المدينة. فيما نطقَ الثوار حتى الوضع الإنساني داخلها أصبحَ سيئاً، معَ نقص المواد الطبية والغذائية باستمرار. كما حاولَ بعض جنود الكتائب في الليلة السابقة الخروج من بني وليد ومُهاجمة الثوار، غيرَ حتى الثوار تمكنوا من صدهم وقتلوا أحدهم، واستطاعوا بهذا التقدم مسفة 20 كيلومتر إضافية نحوَ المدينة، فيما نطقوا أنهم مُلتزمون بالهدنة المعقودة حتى يوم السبت.

وفي صباح يوم الجمعةتسعة سبتمبر (قبلَ ساعات فحسب من انتهاء المهلة المعطاة للمدينة) بدأ الثوار هجوماً وزحفاً شديدين نحوَ بني وليد بهدف بلوغ أطراف المدينة بعدَ أسبوعين من الوُقوف على مسافة عشرات الكيلومترات منها، فيما نطقوا أنهم لا يَنوون خرق مهلة الاستسلام، إنما يُريدون فقط بلوغ حُدود المدينة ولن يَدخلوها قبل انتهاء المهلة. وعندَ بدء القتال اتجهَ الثوار بأعداد كبيرة نحوَ الجبهة حاملين معهم عشرات صناديق الصواريخ من عدة أنواع، كما كانت سيَّارات الإسعاف تُشكل خطاً متصلاً ذهاباً وإياباً لنقل الجرحى والمُصابين باستمرار ومعالجتهم. وفي نفس الوَقت الذي بدأ فيه هذا الزحف من الخارج، تحرَّكت قوَّات للثوار داخل بني وليد نفسها ودخلت في اشتباكات عَنيفة وحرب شوارع معَ قوات القذافي، وبذلك أعطت الفرصة لثوار الخارج للتقدم أكثر حتى باتوا على مسافة كيلومترٍ واحدٍ فحسب من المدينة. ووفق أحد قادة الثوار الميدانيِّين فإن الهُجوم لم يَكن شاملاً على المدينة، إنما استهدفَ فقط المواقع التي تستخدمها الكتائب لقصفهم بصواريخ الغراد من باب "الدفاع عن النفس"، ونطقَ أنهم لن يَبدؤوا هجوماً شاملاً حتى يَحصلوا على ضوء أخضر من المجلس الانتنطقي. وبنهاية الاشتباكات كانت النتيجة هيَ مقتل أحد الثوار وإصابة 2، في مُقابل مقتلخمسة من جنود القذافي وأسرسبعة آخرين، فيما تمكن الثوار من السيطرة على منطقة "وادي دينار" التي كانت تفصل بين مواقعهم ومواقع الكتائب، وأصبحوا عندَ بوابات المدينة.

دخول المدينة

وصلت في صباح يوم السبتعشرة سبتمبر تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الثوار المُتمركزين عندَ مداخل بني وليد، فبدأت قوَّاتهم بالتجمع بداية في نقطة تبعد 30 كيلومتراً عن المدينة، فيما كانت قوات أخرى لهم تُحافظ على مواقعهم التي أخذوها البارحة عندَ مداخل المدينة، وذلك قبلَ حتى يُطلقوا "هُجومهم الكامل" الذي كانوا يَعدون به منذ الأمس. بدأ الاقتحام من جهة الشمال، وتمكن الثوار سريعاً من السيطرة على بعض المناطق في القسم الشمالي من المدينة، ثمَّ أخذوا بتمشيطها بحثاً عن القناصة، غير حتى أحد القناصين قتلَ مقاتلاً من الثوار بنيرانه. وبعدَ عدة ساعات من حرب الشوارع الشديدة ومُقاومة الكتائب العنيفة التي لم يَتسقطها الثوار، أصدرَ قادة الثوار الميدانيُّون الأوامر بالتراجع من المدينة تهييئاً لقصف من طرف حلف الناتو، فبدأت على الفور عشرات السيَّارات بالانسحاب من المدينة، وبالعمل اتىت طائرات الناتوبعدَ فترة وقصفت المدينة فيما لا يَقل عن خمسة مواقع.

في يوم الأحد 11 سبتمبر استمرَّت الكتائب بقصف الثوار المهجرزين خارجَ بني وليد باستخدام صواريخ غراد ومدافع الهاون، ولذا فقد شنَّ الثوار هجوماً بدورهم عليها وتمكنوا من السيطرة على الجزء الغربي من المدينة. وخلال اليوم أيضاً اتىت إلى الثوار المزيد من التعزيزات العسكرية قادمة من مناطق مُجاورة، فيما قصفَ الناتوالمدينة مجدداً. وقد أدت اشتباكات الأحد هذه إلى سُقوطعشرة قتلى على الأقل في صُفوف الثوار. وكان الثوار قد بلغوا في اليوم ذاته مسافة ثلاث كيلومترات من بني وليد (في ظل تراجع وتقدم مستمرِّين لهم)، وبدؤوا بالتجمع حولها استعداداً لاقتحامها. بدأت قوات الثوار بالتجمع في صباح يوم الإثنين 12 سبتمبر حولَ بني وليد مجدداً معَ استمرار بعض الاشتباكات الخفيفة داخلها، ونطقوا أنهم يُرسلون باستمرار دوريات استطلاعية إليها تقترب من وَسط المدينة وتعطيهم معلومات عن مواقع القناصة وغيرها. وقد أدت حرب الشوارع التي استمرَّت داخل المدينة طوالَ اليوم إلى سُقوط عدة جرحى بين الثوار.

حشدَ الثوار في يوم الثلاثاء 13 سبتمبر قوات إضافية حولَ المدينة. وفي يوم الأربعاء 14 سبتمبر تضخمت كثيراً حركة النزوح من بني وليد، حتى حتى المجلس الانتنطقي قدر عدد النازحين بحوالي نصف سكان المدينة، فيما منح لباقي الأهالي الذين لا زالوا داخل المدينة مهلة يومين لمُغادرتها نظراً إلى شراسة القتال الذي سيَندلع بعد ذلك، كما وفر لهم وقوداً مجانياً في المناطق التي يُسيطر عليها بشمال المدينة لكي يُتيح لهم المُغادرة.

شهدَ يوم الخميس 15 سبتمبر بعض الجُمود في القتال، ونطقَ أحد قادة الثوار - بعدَ نزوح السكان الأخير - أنهم أصبحوا على استعدادٍ لاستخدام الأسلحة الثقيلة (التي كانوا يَخشون إصابة المدنيين بها سابقاً) طالما استخدمتها ضدهم قوات القذافي، فيما قامت هذه القوات بنشر كميات من النفط حولَ وسط المدينة لإعاقة تقدم الثوار نحوها. وفي يوم الجمعة 16 سبتمبر بدأ الثوار هجومهم أخيراً على المدينة. فقد قامت كتائب القذافي صباحَ اليوم بإطلاق أربع أوخمس صواريخ باتجاه مسقطٍ للثوار شمالي بني وليد، ولم تُسبب الصواريخ أي خسائر أوإصابات في صُفوف الثوار، لكنهم دخلوا بعدَ هذا الهُجوم مباشرة في اشتباكات معَ جنود الكتائب، قبلَ حتى يُعطي قادة الثوار أوامر ببدء الزحف نحوَ المدينة. وقد انطلقت قوَّات الثوار - الذين بلغ عددهم حوالي الألف بعدَ حشدهم في المنطقة - من مصنع يَقع على مسافة 20 كيلومتر شمالي المدينة كانت تتحصن داخله، وسُرعان ما دخلت بني وليد نفسها وبدأت اشتباكات شديدة عنيفة معَ كتائب القذافي في قلبها. وبعدَ هذه الاشتباكات تمكن الثوار من اختراق خطوط الكتائب عندَ المداخل الشمالية والشرقية والجنوبية للمدينة وسيطروا على ثلاثة أحياء فيها، فيما بلغوا وسطها (منطقة وادي الزيتون) وبدؤوا معركة فيه معَ قوات القذافي. لكن بعدَ فترة من القتال بدأ الثوار يَتقهقرون تحتَ وطأة نيران قناصة القذافي وأفواج من صواريخ قواته، فسقطَ بينهم ما لا يَقل عنخمسة قتلى و20 جريحاً على الرغم من أسرهم لـ16 من مقاتلي القذافي، وهوَ ما أجبرهم على التراجع والانسحاب من المدينة بالكامل لإعادة تنظيم صُفوفهم وتهييئها للهُجوم القادم.

اشتباكات الكرّ والفرّ

في يوم السبت 17 سبتمبر شنت كتائب القذافي هجوماً عنيفاً على الثوار في بني وليد - بعدض حتى وصلها رتل من التعزيزات قادماً من سرت - مُستخدمة صواريخ غراد لإجبارهم على الانسحاب منها مجدداً، وهجرز الهُجوم على مسقط يَبعُد كيلومترات فحسب عن وسط المدينة مسحَ بالكامل بعدَ القصف، وقد ردَّ الثوار على ذلك باستخدام المدفعية الثقيلة، لكن أحد مقاتليهم قتلَ وأصيب اثنان آخران خلال القصف المكثف. ولاحقاً في مساء اليوم أعادَ الثوار تنظيم صُفوفهم ثمَّ دخلوا المدينة مجدداً لاستعادة سيطرتهم عليها. وفي صباح يوم الأحد 18 سبتمبر اندلعت اشتباكات في مُحيط بني وليد وعندَ مدخلها الشمالي بين الثوار والكتائب، وذلك بعدَ حتى وصلت الثوار تعزيزات قادمة من تاجوراء في طرابلس وبعدَ حتى حاصروا المدينة بالكامل لتضييق الخناق على قوات القذافي.

في يوم الإثنين 19 سبتمبر قرَّرَ الثوار اقتحام بني وليد مجدداً، ووضعوا خطة بأن يَبدأ الهُجوم بتقدم الدبابات والشاحنات المسلحة بقاذفات الصواريخ والمدافع المضادة للطائرة، تتبعها فرق المُشاة ذوي الأسلحة الخفيفة. لكن قبلَ حتى يُعلن عن بدء الهُجوم تقدمت وحدات من المُشاة نحوَ الجبهة سابقة الآليات الثقيلة دون أوامر مسبقة، وبذلك أصبحوا هدفاً سهلاً لصواريخ كتائب القذافي ونيرانها، وتحتَ وطأة هذا القصف العنيف أجبرَ الثوار على الانسحاب مرة أخرى من المدينة وفشل هُجومهم. كما قامت مروحيَّتان هجريتان خلال اليوم بإنزال شحن من المساعدات الإنسانية فوقَ المدينة.

في يوم الثلاثاء 20 سبتمبر وبعدَ حتى كان الثوار يَجوبون مناطق تبعدستة كيلومترات فقط عن بني وليد تعرَّضوا لقصف بصواريخ الكتائب، فأجبروا على التراجع حتى مسافة 20 كيلومتراً من المدينة، لكن سُرعان ما عادَ بعض المقاتلين إلى جبهة القتال عندَ ظهر اليوم، ولم يُعلَم ما إذا كانت قد دارت معركة هناك لاحقاً أم لا. كما قامَ برنامج الغذاء العالمي يومَ الثلاثاء بتسليم 137 طناً من الأغذية إلى نازحين فرُّوا من بني وليد إلى منطقة تسمى "المشايخ" تبعد عنها 180 كيلومتراً، ونطقَ البرنامج حتى هذه المساعدات تكفي عشرة آلاف شخص. وفي يوم الأربعاء 21 سبتمبر سادَ هدوءٌ الجبهة، معَ وُقوع بعض القتلى بين الثوار بالخطأ نتيجة لسوء استخدام السلاح، وسيادة الفوضى في صُفوفهم (وفق أقوالهم هم أنفسهم). من جهة أخرى اتىت تعزيزات من أربع دبابات تي 52 إلى مُحيط بني وليد خلال اليوم لمُساعدتهم في اجتياح المدينة، كما تعرَّضوا لقصف من طرف كتائب القذافي أجبرهم على التراجع مسافة إضافية. في يوم الخميس 22 سبتمبر حدثت بعض الاشتباكات الخفيفة حولَ بني وليد. وفي يوم الجمعة 23 سبتمبر اندلعت بعض الاشتباكات الخفيفة في مُحيط المدينة، إذ أخذَ الثوار بقصف الكتائب التي تتمركز داخلها كلَّ فترة بالصواريخ الموجهة، فتردُّ الكتائب بإطلاق صواريخ غراد عشوائياً، لكن لم تحدث معارك حقيقيَّة أومباشرة.

في يوم السبت 24 سبتمبر أطلقت كتائب القذافي المزيد من الصواريخ على الثوار المتمركزين حول المدينة. فيما شهد يوما الأحد والإثنين 25 و26 سبتمبر هدوءاً على الجبهة معَ محاصرة الثوار لبني وليد. كما دارت بعض الاشتباكات الخفيفة بمحيطها في يوم الثلاثاء 27 سبتمبر.

المصادر

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Battle of Bani Walid.

نطقب:بواية