أن يعم السلام كل العالم
أن يعم السلام كل العالم
استيقظ أيها النائم وقام من بين الأموات فيضيء لك المسيح أين شوكتك ياموت أين غلبتك يا هاوية لقد انتهت الغلبة بفداء الرب لنا وبقيامته المجيدة من أجلنا أن القيامة هي الأمل والرجاء لقد أضاءت قيامة المسيح الطريق للمجد وفتحت الأذهان لإدراك سر الخلود وأسس الرجاء وقوة الإيمان بنصرة الروح وتغلب الحق علي الباطل ورفع المحبة لتخطي الألم وتجاوز الموت وأدخلت في القلوب سر الفرح الحقيقي الذي لا يتزعزع, وإذا كان السيد المسيح له المجد ظل فترة حياته علي الأرض يهيئ للمسيحية وظل يشرح مبادئها القائمة علي المحبة والسلام والعدل والمساواة, فالقيامة توصي بحياة أخري بعد الموت تجعل الإنسان يستعد لها خلال حياته علي الأرض لكي يواجه المصير بعد قيامته من الموت بضمير صالح أمام الله والقيامة تعطي قيمة للإنسان, فهو ليس زائلا أو فانيا إنما له نفس خالدة وحياته امتداد في العالم الآخر وهو الخلود, ولا عجب فإن معني يسوع مخلص العالم وليس بأحد غيره الخلاص لأن الحب هو العلاج السماوي وفي تعليمه نور وعطاء ورحمة وعمل حقيقي يقود مواكب التاريخ صوت كلماته النورانية حيث يقول: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم, إن جاع عدوك فاطعمه لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير بارك الله مصرنا وحماها خاصة في تلك الآونة لتسير السفينة دوما إلي بر الأمان والسلام, وهكذا بالقيامة ينفتح الباب أمام ارتقاء الطبيعة البشرية واستمرارية الحياة فيها وترجع الروح إلي هيبتها والجسد إلي بهائه وتصبح السماء هي وطن الإنسان ومقره هذا الإنسان الذي هو الوحيد بين الكائنات الأرضية الذي وعد الله بالحياة فلا تنتهي حياته بالموت ولا يدركه الفناء بل تكون له حياة أخري, أكمل أخيرا أتمني أن يعم السلام كل العالم والشرق الأوسط ومصرنا الحبيبة بصلوات صاحب القداسة والغبطة البابا تواضروس الثاني.