تقوم الولايات المتحدة ودول أفريقية بمساع حثيثة اليوم الخميس لتأمين تمديد هدنة في السودان.

وأعرب الجيش السوداني عن موافقة مبدئية على مقترح أفريقي يدعو إلى محادثات، رغم استمرار عمليات الاقتتال المكثفة.

ولقي مئات الأشخاص مصرعهم في قرابة أسبوعين من اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في صراع على السلطة في السودان يهدد بتقويض الاستقرار في نطاق أوسع.

وقالت وزارة الصحة السودانية إن الوفيات جرّاء الاقتتال بلغ عددها حتى الآن 512 قتيلا، فيما بلغ عدد الجرحى 4,193. وأجبر الصراع عشرات الآلاف على الفرار من السودان.

وتقود جوبا جهود الوساطة في السودان من أجل تمديد الهدنة التي تنتهي مدّتها في ليل الخميس.

وفي غضون ذلك، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بمهاجمة إحدى قواعدها في منطقة كافوري، بمدينة بحري، إلى الشمال من العاصمة الخرطوم، عبر غارات جوية ومدفعية.

وجاء اتهام الدعم السريع، في وقت قبِل فيه الجيش السوداني مقترحا تقدّم به رئيس جنوب السودان سالفا كير، يدعو إلى إجراء مناقشات وجها لوجه، غير أن قوات الدعم السريع لم تُجب على المقترح لحد الآن.

وقالت قوات الدعم السريع عبر فيسبوك صباح الخميس: "هاجمت قوات الانقلابيين المتطرفة منذ الصباح معسكر قوات الدعم السريع بمنطقة كافوري بالطيران والمدفعية."

ولم يعلّق الجيش حتى الآن على اتهامات الدعم السريع، والتي لا يمكن التحقق من صحتها بشكل مستقل.

وتسعى منظمة "إيغاد"، التي تضم دولا أفريقية، إلى تمديد الهدنة الحالية التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقوّضتها الاشتباكات المستمرة.

كما قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه تحدث مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، بشأن التعاون "للتوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية وإنهاء القتال".

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتيس، عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن القتل والنهب والهجمات على المدنيين في منطقة غرب دارفور بالسودان.

وأكد بيرتيس لبي بي سي أنه يحاول ترتيب تمديد الهدنة الحالية لمدة ثلاثة أيام.

استمرار إجلاء الرعايا الأجانب

وتكثفت جهود إجلاء الرعايا الأجانب التي تقوم بها دول عديدة منذ بدء الهدنة يوم الثلاثاء.

ويفر عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين من العنف وانعدام الأمن في بلادهم. ولجأ معظمهم إلى الدول المجاورة مثل جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا ومصر وجيبوتي.

وتطالب وكالات الإغاثة بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين.

ونزح الكثيرون بسبب نقص المياه والغذاء والإمدادات الحيوية الأخرى في العاصمة السودانية، الخرطوم، والانهيار الوشيك للنظام الصحي في المدينة.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن طائرتين مخصصتين لاجلاء المواطنين العراقيين من السودان نقلتا 234 شخصا، بينهم 16سوريا، إلى العراق.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن السلطات أجلت الأربعاء 1140 مواطنا مصريا من مناطق الصراع في السودان ليرتفع إجمالي عدد الذين أعادتهم إلى البلاد منذ بدء الخطة إلى نحو 2679 شخصا، بينهم سوداني واحد مصاب نُقل إلى القاهرة.

وأضافت الخارجية في بيانها أن إحصاء الأربعاء تضمن إجلاء 443 مواطنا برا و697 مواطنا جوا، مؤكدة استمرار القنصليات المصرية في السودان في جهودها لإجلاء المواطنين المصريين.

وتحطّ الرحلات الجوية العائدة بالرعايا المصريين في قاعدة جوية شرقي العاصمة القاهرة، بينما يجري استقبال العائدين براً من معبر حدودي جنوبي البلاد.

وكانت وزارة النقل المصرية قد أشارت الثلاثاء إلى أن معبرَي أرقين وقسطل الحدوديين مع السودان استقبلا أكثر من عشرة آلاف عائد من السودان من المصريين والسودانيين وجنسيات أخرى خلال الأيام القليلة الماضية.

ونشرت الصين، وهي أحد أكبر الشركاء التجاريين للسودان، سفنا بحرية لإجلاء المزيد من مواطنيها.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها تتوقع نقل نحو 800 شخص قبل أن ينتهي وقف إطلاق النار مساء الخميس.