فضلت المنتخبات المعنية بتنشيط الطبعة 14 من نهائيات كأس أمم إفريقيا للأشبال، الاعتماد أكثر على اللاعبين «المحليين»، مع الاكتفاء بالمراهنة على 43 لاعبا محترفا من بينهم 31 في أوروبا وحصة الأسد فيها تبقى في فرنسا، وذلك بنية منح الفرصة للشبان من أجل إبراز مواهبهم، على أمل النجاح في الظفر بعقود احترافية في الدوريات الأوروبية، لأن لهذه التظاهرة خصوصياتها، بالتواجد تحت مجهر «المستكشفين» المعتمدين من مختلف أكاديميات التكوين، والذين يتخذون من مواهب القارة الإفريقية الحقل الخصب لانتقاء المادة الخام، تمهيدا لمشروع نجم كبير، وتكرار «سيناريوهات» صامويل إيتو، ديديه دروغبا، ساديو ماني وغيرهم.
وتظهر القراءة المعمقة في القوائم الرسمية للمنتخبات المشاركة، بأن حضور العناصر المحترفة في دورة «كان الأشبال» يبقى متواضعا ومحتشما، بتسجيل تواجد 43 لاعبا فقط من المحترفين خارج بلدانهم، 8 منهم ينشطون في بلدان إفريقيا، على اعتبار أن منتخب جنوب السودان يضم 5 لاعبين محترفين في أوغندا، في حين يبقى الاحتراف في أكاديميتين بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا مسجلا في هذه الطبعة بأربعة لاعبين، بينما تبقى الحصة الأكبر من الاحتراف في القارة الأوروبية، بتواجد 31 عنصرا، 18 منهم ينشطون في أكاديميات بفرنسا، و3 في إنجلترا، إضافية إلى عنصرين بإيطاليا، ونفس العدد بكل من إسبانيا وألمانيا، مع وجود تمثيل كل من هولندا، النرويج والسويد بلاعب محترف في كل بلد.
والملفت للانتباه أن منتخب الكونغو يضم أكبر عدد من المحترفين، بتواجد 10 لاعبين من تعداده ينشطون كلهم في فرنسا، ليتقدم برقم واحد عن المنتخب الجزائري، الذي تضم قائمته 9 لاعبين محترفين، 6 منهم في فرنسا، والبقية موزعة بين إسبانيا، كندا ومصر.
بالموازاة مع ذلك، فقد شدّ الزبائن التقليديون لهذه المنافسة القارية عن المألوف، وذلك بالمراهنة على تشكيلات سوادها الأعظم من المحليين، لأن حامل اللقب منتخب الكاميرون لم يضم في تعداده أي لاعب محترف، والرهان كان على ثمار أكاديميات محلية، خاصة قاعدة طافي، دوالا يونايتد وأولمبيك ياوندي، بينما ضمت قائمة نيجيريا محترفا وحيدا في إنجلترا، مقابل تزكية شبان أكاديميات ريال صافير، تريبل 44 وسبورتينغ، والأمر ذاته ينطبق على السنغال، الذي راهنت على خزان أكاديمية جينيراسيون فوت دكار، وكذا المنتخب المالي، الذي فضل مدربه الاعتماد على تلاحم شبان مدرسة أفريكا فوت ويالان أولمبيك.
ص / فرطاس
