محمد سليمان عبدالمالك: تحويل عمل أدبى إلى مسلسل ليس «مخاطرة»

نجاح كبير حققه السيناريست محمد سليمان عبدالمالك فى موسم رمضان، من خلال مسلسل «مذكرات زوج» المأخوذ عن كتاب يحمل نفسه الاسم للكاتب الكبير الراحل أحمد بهجت. 

يعد «مذكرات زوج» ثانى تجارب «عبدالمالك» فى تحويل الأعمال الأدبية إلى دراما تليفزيونية، بعد أن قدم، فى العام الماضى، مسلسل «راجعين يا هوى» للأديب والسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة. 

فى الحوار التالى مع «الدستور» يكشف محمد سليمان عبدالمالك عن تفاصيل تجربة تقديم «مذكرات زوج»، وأسباب اختياره هذا العمل على وجه التحديد، وكيف كانت ردود أفعال الجمهور حول المسلسل.

 

■ بداية.. كيف كانت ردود أفعال الجمهور حول مسلسل «مذكرات زوج»؟

- سعيد بردود أفعال الجمهور والنقاد تجاه مسلسل «مذكرات زوج»، وأعتقد أننى استطعت تحقيق هدفى ككاتب للمسلسل، وهو وصول فكرته إلى قطاع كبير من الجمهور، بعد تحويل نصه الأصلى، كرواية للكاتب الراحل أحمد بهجت، إلى عمل درامى على الشاشة.

وسعدت بالتعليقات الإيجابية حول أبطال المسلسل، الذين قدموا شخصياتهم بطريقة مختلفة عن أعمالهم السابقة، بعد أن كان الجمهور يراهم فى منطقة محددة بعيدة عن النوع المقدم فى «مذكرات زوج».

■ كيف جاءت فكرة تقديم المسلسل من الأساس؟

- كانت البداية هى الرغبة فى تقديم عمل يكون امتدادًا لمسلسل «راجعين يا هوى»، الذى حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا فى العام الماضى، ونظرًا لانشغال أبطاله بأعمال فنية أخرى من صناع وممثلين، قررنا صنع عمل جديد مختلف.

واستقررنا فى النهاية على مسلسل «مذكرات زوج»، وعندما عرض علىَّ الكاتب الصحفى يسرى الفخرانى، المشرف العام على المحتوى الدرامى فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فكرة المشروع تحمست بشدة، خاصة أنه للكاتب الكبير الراحل أحمد بهجت، فبدأنا فى تنفيذه على الفور، وانضم إلينا النجم الكبير طارق لطفى والمخرج تامر نادى.

■ ما الذى جذبك لتقديم «مذكرات زوج» على وجه التحديد؟

- أول سبب أنه عمل اجتماعى كوميدى خفيف، وعلى الرغم من أننى على مدار مشوارى الفنى عُرفت بأعمال الأكشن والإثارة والتشويق، انجذبت إلى هذه النوعية، خاصة فى تجربتى الأولى: «راجعين يا هوى» فى العام الماضى، التى شعرت بعدها أننى أريد تقديم هذه النوعية مرة أخرى.

والسبب الثانى هو مناقشة علاقة الرجل بالمرأة فى إطار مؤسسة الزواج وخارجها، وبالرغم من تقديمها فى مئات الأعمال الفنية السينمائية أو التليفزيونية، رأيت أنه لا بد من تقديمها بشكل جديد مختلف يتماشى مع الجيل الحالى وبرؤية معاصرة.

كما أن المسلسل يقدم النجم طارق لطفى بشكل «لايت كوميدى»، بعد أن وضع بصمة كبيرة فى تاريخ الفن المصرى بالأعمال الجادة والشريرة، وتقديمه بهذا الشكل المختلف كان تحديًا كبيرًا.

■ هل شعرت بأى مخاطرة أثناء تحضير مسلسل مأخوذ من عمل روائى؟

- الأمر ليس «مخاطرة» بقدر أنه يحملك مسئولية كبيرة على عاتقك، وهذا ليس فى مسلسل «مذكرات زوج» فقط، فأى عمل أقدمه للجمهور، أعتبر أن علىَّ مسئولية كبيرة، تتمثل فى محاولة تقديم عمل جيد يحقق نجاحًا بين الجمهور، ويكون لائقًا بتاريخ الفن المصرى وبتاريخى كمؤلف.

وأخذ «مذكرات زوج» عن قامة كبيرة مثل الكاتب أحمد بهجت، ضاعف المسئولية علىَّ، خاصة أن الكاتب الكبير الراحل حقق إنجازات كبيرة على مستوى الصحافة والكتابة الأدبية والدراما التليفزيونية.

■ ما رأيك فى مقارنة الجمهور المسلسل بالكتاب الأصلى؟

- بشكل عام المعالجة الدرامية والتطوير فى رواية أدبية يستلزمان من السيناريست الإضافة أو الحذف عن النص الأصلى، وهذا أمر طبيعى، ليس فى الروايات فقط، لكنه يحدث عندما نقدم أى عمل فنى قديم بطريقة جديدة، فبطبيعة الحال عملية التطوير لا بد أن تقدم بوجهة نظر السيناريست وصناع العمل الجديد.

■ هل يمكن اعتبار أن عرض «مذكرات زوج» فى ١٥ حلقة أسهم فى نجاحه؟

- من البداية كنت أرى ضرورة تقديم مسلسل «مذكرات زوج» فى ١٥ حلقة، وأن ذلك يسهم فى أن يكون إيقاعه أسرع، وستصل فكرته إلى الجمهور بطريقة أسهل وأسرع.

وأحداث المسلسل لا تحتمل أكثر من ١٥ حلقة، وإذا قُدم أكثر من ذلك كان سيعانى من «مط» الأحداث والدخول فى خطوط درامية أكبر، فى الوقت الذى يميل فيه الجمهور حاليًا بصورة أكبر لنوعية المسلسلات قصيرة الحلقات، لذا أعتقد أنها كانت ميزة كبيرة أسهمت فى ردود الأفعال القوية تجاه المسلسل.

■ ألم تتخوف نهائيًا من تحويل عمل روائى إلى مسلسل للعام الثانى على التوالى بعد «راجعين يا هوى»؟

- كما ذكرت من قبل، كل ما فى الأمر أن هذا حملنى إحساسًا أكبر بالمسئولية، فتحويل عمل روائى لكبار الأدباء إلى عمل مرئى مسئولية كبيرة، وما ضاعف هذه المسئولية أن العمل الأول للأديب الرائع أسامة أنور عكاشة، والثانى للكاتب الرائع أحمد بهجت، فكلاهما يجعلك تشعر بمسئولية كبيرة أثناء تحويل أى من أعمالهما إلى مسلسل تليفزيونى.

وبالمناسبة «راجعين يا هوى» ليس عملًا أدبيًا أو روائيًا بل هو مسلسل إذاعى، و«مذكرات زوج» لا يعتبر عملًا روائيًا ويميل أكثر لليوميات الساخرة للأستاذ أحمد بهجت، وتم تقديمهما فى عمل تليفزيونى أيضًا خلال فترة الثمانينيات.

■ هل تحويل عمل أدبى إلى مسلسل تليفزيونى يكون مرهقًا بصورة أكبر؟

- على العكس تمامًا، فالأمر يكون ممتعًا للغاية، ومن بداية ترشيحك لأى عمل فنى، إذا لم تر أنك تستطيع أن تضع بصمتك وإبداعك فيه أو أنه سيكون مرهقًا ولا يناسب أفكارك ككاتب وسيناريست، عليك أن تعتذر عن عدم خوض هذه التجربة.

وسواء فى «مذكرات زوج» هذا العام أو «راجعين يا هوى» فى العام الماضى، وجدت فى كليهما أننى أستطيع أن أقدم فيهما رؤيتى الخاصة والمعاصرة، لذلك وافقت على تقديمهما للجمهور.

وفكرة تحويل الأعمال الأدبية إلى أشكال إبداعية أخرى قدمها أساتذة كبار من قبل، وعلى رأسهم الأستاذ محسن زايد، فى أعماله مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وكذلك الأستاذان الراحلان بشير الديك ووحيد حامد، فجميعهم تصدى لأعمال أدبية وإذاعية وحولوها إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية.

■ كيف ترى دور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى تطوير الدراما؟

- تجربتى مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى العامين الماضى والحالى، تجربة مختلفة ولها طابع خاص، عبر تقديم نوعية جديدة من المسلسلات كانت لا تقدم فى السباق الرمضانى من قبل.

فقد تعودنا على تقديم أعمال كوميدية بالطريقة التقليدية المتعارف عليها، وهى ما تعرف بـ«كوميديا الفارس»، لكننا استطعنا أن نخرج من هذه «العباءة» عبر تقديم دراما اجتماعية كوميدية.

وفى الحقيقة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لها دور كبير فى تقديم أعمال جديدة ومختلفة ومتنوعة، دون التقيد بقواعد السوق فقط، وهو الأمر الذى أحببته فى تجربتى مع «المتحدة للخدمات الإعلامية».

تاريخ الخبر: 2023-04-29 21:20:42
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرد في هذه المناطق اليوم السبت

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 15:26:09
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرد في هذه المناطق اليوم السبت

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 15:26:05
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية