يعد المخرج البريطاني ألفريد هتشكوك، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1960، من أبرز وأشهر المخرجين في تاريخ السينما الأمريكية والعالمية الذي قدم أفلام الرعب، والتي تقوم علي الرعب والخوف النفسي السيكولوجي لا علي مناظر القتل والدماء، ومن أشهر أفلامه في هذا الصدد، أو نوعية أفلام الرعب النفسي، نذكر أفلام: “النافذة الخلفية”، “سايكو”، “الطيور”، “الدوار”، “حبل”، “سيء السمعة” وغيرها.

أرسل مراسل مجلة الكواكب الفنية المصرية، لمجلته تقريرا عن هتشكوك، والذي نشر في العدد الــ 391، والمنشور بتاريخ 27 يناير من العام  1959، وفيه يقول: أن النظرة الواحدة إلي هذا الزحام الكبير الذي يملأ جوانب هذا المنظر السينمائي الرائع في أثناء إحدي اللقطات الرائعة للفيلم الجديد الذي يقوم ببطولته النجم "جيمس ستيوارت"، هذه النظرة تؤكد لك أن المخرج ألفريد هتشكوك، يبحث دائما عن المتاعب. ولم يمنعه من ذلك "تخنه" الذي انفرد به دون غيره من المخرجين، فهو شعلة من النشاط والحركة لا يكل ولا يمل.

ــ الزحام أحب شيء إلى ألفريد هتشكوك

ويوضح محرر الكواكب: "والزحام أحب شيء إلى المخرج الكبير ألفريد هتشكوك فلا يكاد فيلم من أفلامه يخلو من منظر يجتمع فيه عشرات ومئات من الناس يصول بينهم ويجول محددا أماكنهم وخط سيرهم في المنظر حتي يبعثوا فيه الحياة التي يريدها له، ومساعده الأيمن في كل مجهود يبذله هنا هي "السكريبت" آلما ريفيل، وهي دائما إلي جانب ألفريد هتشكوك في عمله بأفلامه.

ويلفت محرر الكواكب إلى: "ومن فرط حب ألفريد هتشكوك للزحام تراه "يحشر" نفسه دائما في منظر من المناظر المزدحمة في كل فيلم من أفلامه، فيرضي بذلك هذا الحب، كما يتمكن أيضا من مراقبة حركة الممثلين والكومبارس عن كثب أثناء تصوير مشاهد أفلامه.

وألفريد هتشكوك الآن في الثامنة والخمسين من عمره، وقد أخرج حتى الآن حوالي خمسين فيلما منذ بدأ عمله في الإخراج عام 1925، وكان ذلك في انجلترا. وقد سافر إلى هوليوود في عام 1929، حيث بدأ عمله هناك بفيلم "ريبيكا".

ــ ألفريد هتشكوك رسام كاريكاتير في الإعلانات

وقبل أن يعمل هتشكوك بالسينما بدأ حياته العملية كرسام في إحدى وكالات الإعلان بلندن، ثم تخصص في الرسوم الكاريكاتورية الهزلية، ثم تحول إلي كتابة العناوين للأفلام السينمائية، وبعد هذا بدأ يكتب سيناريوهات الأفلام، ثم تخصص في إخراج الأفلام الكوميدية ولهذا لا يزال حتي الآن متأثرا بروح الكوميديا حتى في أفلامه الدرامية العنيفة.

ويختتم مراسل “الكواكب” مشددا علي: وقد اكتشف ألفريد هتشكوك كثيرا من النجوم وساعد كثيرين أيضا علي الصعود إلي القمة، ويعتز من بينهم بنجمته المفضلة "جريس كيلي"، التي أخرج لها ثلاثة أفلام، ولهذا يعتبر اعتزالها السينما بعد أن أصبحت أميرة موناكو أكبر خسارة لحقته، ولحقت الفن معه.