في إطار جولته للشرق الأوسط وأفريقيا حلَّ رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ضيفًا على مصر، وهي زيارة تعكس أهمية العلاقة بين البلدين، وتؤكد أن اليابان ترى مصر شريكًا ذا أهمية استراتيجية لا غنى عنه.

وفى هذا السياق، قال أحمد السيد، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن الزيارة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، خاصة وأن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وتحديدًا فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، إذ تعد اليابان واحدة من أهم الشركاء التجاريين لمصر.

وأكد السيد، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العلاقات المصرية اليابانية اكتسبت قوة دفع كبيرة، لا سيما بعد ثورة الـ 30 من يونيو، وهو ما وفر المناخ لزيارات متبادلة لقيادات البلدين. 

وأشار السيد إلى أن علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين تتسم بالازدهار والتنوع في كافة المجالات، ففي خلال السنوات الأخيرة، أدى تنامي الزيارات المتبادلة على المستويين الحكومي والخاص إلى تعميق العلاقات الثنائية في مجال التعاون الاقتصادي، وقد سجل حجم التبادل التجاري بين مصر واليابان نحو 1.1 مليار دولار عام 2022 منخفضًا بشكل طفيف عن العام السابق عليه والذي بلغ فيه 1.44 مليار دولار.

السيد: زيارة رئيس الوزراء الياباني تكشف عن مزيد من التحولات الإيجابية في مسير العلاقات 

وتابع السيد: "كما زادت الاستثمارات اليابانية في مصر خلال العام المالي 2021 لتبلغ 73.7 مليون دولار مقارنة بـ 37.1 مليون دولار خلال العام السابق عليه، وتستحوذ اليابان على نحو 31% من إجمالي الاستثمارات الآسيوية الموجودة بالسوق المصرية، وتحتل اليابان المرتبة الـ 31 في قائمة الدول المستثمرة بالسوق المصرية، وتعمل في مصر نحو 106 شركات يابانية.

وأوضح السيد أن زيارة رئيس الوزراء الياباني تكشف عن مزيد من التحولات الإيجابية في مسير العلاقات المصرية اليابانية بشكل خاص وعلى القارة الأفريقية بوجه عام، لا سيما بعد اعتزام اليابان تعزيز سبل دعم التعاون بينها وبين دول العالم الإسلامي، والتركيز على تثبيت ركائز السلام كسلاح أساسي لتلاشي الصراعات والحرب التي تضرب العالم في الوقت الحالي.

كما تأتي الزيارة قُبيل أيام من استضافة اليابان لقمة مجموعة الدولة الصناعية السبع (G7) في ميدينة هيروشيما اليابانية خلال الفترة من 19 وحتى 22 مايو 2023، ومن المتوقع أن تأخذ أفريقيا حيزًا على جدول أعمال القمة.