لصوص الحضارة.. "الدستور" تستخدم أدوات "الذكاء الاصطناعى" لفضح أكاذيب "الأفروسنتريك" و"Netflix": كليوباترا ليست سمراء

جدل واسع أثارته منصة «نتفليكس- Netflix» العالمية بعد إعلانها عن سلسلة وثائقية حول «كليوباترا» الملكة المصرية القديمة، وآخر ملوك الأسرة المقدونية، حيث أظهرتها ببشرة سمراء داكنة للغاية، فى محاولة جديدة للسطو على هوية الحضارة المصرية القديمة، وإلصاقها بالأفارقة.

أخفت «نتفليكس» المصادر والمراجع التى تقول إنها اعتمدت عليها فى صنع ذلك العمل الوثائقى، كما أحجمت عن التواصل مع المصريين لكونهم أصحاب تلك الحضارة، ويبدو أنها لم تفكر حتى فى استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل: أدوات الذكاء الاصطناعى، فى بحثها خلال التحضير، بل ركضت مباشرة فى محاولة جديدة لدس السم فى مسلسلاتها وأفلامها، حيث بدأت الإعلان الترويجى لوثائقى كليوباترا بـ«أتذكر قول جدتى لى: لا يهمنى ماذا يقولون لك فى المدرسة.. كليوباترا كانت سوداء»!

فى ذلك السياق، استخدمت «الدستور» ثلاث أدوات للذكاء الاصطناعى «AI»، لتستعرض من خلالها جزءًا بسيطًا من المعلومات الموجودة لديها، والتى لا تستغرق وقتًا كبيرًا، حول كليوباترا وتاريخها وقصة حياتها، وكذلك العرق الذى تنتمى إليه، ولون بشرتها، لتؤكد مجددًا زيف ما يدعيه الثنائى: «أفروسنتريك» ونتفليكس.

SAGA.. من سلالة البطالمة واشتهرت بجمالها وذكائها.. وليس لها أى أصل إفريقى

الأداة الأولى هى «ساجا SAGA»، إحدى أدوات الذكاء الاصطناعى، التى قالت: «كليوباترا ولدت عام ٦٩ قبل الميلاد، وهى ملكة مصرية فى الزمن القديم حكمت البلاد منذ عام ٥١ قبل الميلاد حتى وفاتها عام ٣٠ قبل الميلاد، واشتهرت بجمالها وذكائها وعلاقاتها بيوليوس قيصر ومارك أنطونى». وأكدت أن كليوباترا من سلالة البطالمة، وحكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر، وعرفت بذكائها السياسى ومهاراتها فى اللغات ورعايتها الفنون، كما تميز عهدها بالصراع مع الإمبراطورية الرومانية، بينما أدى تحالفاتها مع يوليوس قيصر ومارك أنطونى إلى سقوطها فى النهاية. وتكمل «SAGA»: «اشتهرت كليوباترا بذكائها وتعليمها، بالإضافة إلى ذكائها السياسى، فضلًا عن جمالها، كما قيل إنها تحدثت العديد من اللغات، ومنها اليونانية والمصرية واللاتينية، مما ساعدها على التواصل مع مختلف الناس فى مملكتها والتفاوض مع الإمبراطورية الرومانية».

وتطرق الذكاء الاصطناعى إلى علاقة كليوباترا مع «قيصر» لكونها أشهر العلاقات فى التاريخ، حيث ساعد «قيصر»، كليوباترا، على استعادة عرشها بعد أن دفعها شقيقها إلى المنفى، وبعد اغتياله عام ٤٤ قبل الميلاد، أقامت كليوباترا علاقة مع «أنطونى» أحد كبار مساعدى «يوليوس»، وكان لديهم ثلاثة أطفال وأصبحوا حلفاء أقوياء، لكن تحالفهم أدى لسقوطهم بعد هزيمتهم من قوات أوكتافياس، الذى عرف لاحقًا باسم «أغسطس»، فى معركة أكتيوم، وبعدها انتحر أنطونى وكليوباترا، وأصبحت مصر مقاطعة رومانية.

أما عن إرث كليوباترا، فأكدت «SAGA» أنه مستمر فى إبهار البشر حتى يومنا هذا، فـ«كليوباترا» كانت حاكمة قوية وذكية وقادرة على الصمود ضد قوة الإمبراطورية الرومانية، وكامرأة، استخدمت جمالها وجاذبيتها لصالحها. وعند سؤاله حول مدى إمكانية تحديد لون بشرة الملكة المصرية بشكل دقيق، أجاب الذكاء الاصطناعى: «كليوباترا من أصل يونانى ومقدونى لكونها تندرج من سلالة البطالمة، وليس من الواضح ما هو لون بشرتها بالضبط، لكن يُعتقد أنها كانت بشرة متوسطية (أى تنتمى لسكان البحر المتوسط- شمال إفريقيا) ولا يوجد دليل يشير إلى أنها كانت سوداء أو من أصل إفريقى ينتمى لجنوب الصحراء».

وبعد تكرار السؤال بصيغة أخرى عما إذا كانت كليوباترا لها أى أصول إفريقية ترجح أن لون بشرتها غير فاتح، شرحت «ساجا»: «كما ذكرت سابقًا، كليوباترا كانت من سلالة البطالمة وهى سلالة يونانية مقدونية حكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر، فى حين أنه من المحتمل أن يكون بعض أفراد السلالة البطلمية أقاموا زواجًا مختلطًا مع المصريين، إلا أنه يُعتقد عمومًا أنهم من أصل يونانى ومقدونى، وليسوا من أصل إفريقى ينتمى لجنوب الصحراء.. لذلك، لم تكن كليوباترا سوداء بل من أصل متوسطى أو شرق أوسطى».

وعندما طرحنا السؤال بشكل أكثر وضوحًا حول ما إذا كانت هنالك أى أدلة تاريخية تشير إلى أن كليوباترا كانت ذات بشرة سوداء؟، قالت الأداة بدقة: «لا يوجد دليل تاريخى يشير إلى أن كليوباترا كانت سوداء أو من أصل إفريقى جنوب الصحراء، كما ذكرت سابقًا، فى حين أنه من المحتمل أن يكون بعض أفراد سلالة البطالمة قد تزوجوا مع المصريين، ولا يوجد دليل على أن كليوباترا نفسها كانت من أصل إفريقى.. فى الواقع، تصفها المصادر القديمة بأنها ذات بشرة متوسطية، وفكرة أن كليوباترا كانت سوداء هى أسطورة حديثة لا أساس لها فى الحقيقة التاريخية».

وإجابة عن سؤال: «هل كانت كليوباترا ذات بشرة بيضاء؟» تابعت: «هى من سلالة يونانية مقدونية، وفى حين أنه من الصعب تحديد لون بشرة كليوباترا بالضبط، لكن يعتقد عمومًا أنها كانت تتمتع بشرة متوسطية»، أى أن الأداة لم تنف أن تكون ملكة مصر القديمة بيضاء، لكونه احتمالًا قويًا وقائمًا، بينما نفت بشكل قاطع أى احتمالية لأكذوبة «كليوباترا كانت سمراء».

Chat GPT.. وصف كليوباترا بأنها سوداء ليس دقيقًا.. وبشرتها كانت متوسطية

وبالانتقال إلى أداة «Chat GPT» للذكاء الاصطناعى، الأشهر حول العالم فى عصرنا الحديث، طرحنا الأسئلة ذاتها، حول مَن هى كليوباترا وكيف كانت تبدو، خاصة لون بشرتها؟

وتحدثت «Chat GPT» أيضًا عن قصة كليوباترا كملكة مصرية قديمة حكمت البلاد حتى وفاتها، وأنها تنتمى إلى سلالة البطالمة، أى من أصل يونانى.

وإجابة عن سؤال ما إذا كانت الملكة المصرية سوداء أم بيضاء؟، أوضحت «Chat GPT»: «عرقية كليوباترا هى مسألة نقاش بين المؤرخين.. فخلال ولادتها فى مصر، كانت من أصل يونانى، ومن المحتمل أن يكون لديها بعض الأصول الفارسية والسورية أيضًا، ويُعتقد عمومًا أن لون بشرتها فاتح، وهو ما كان يعتبر مرغوبًا فى الثقافة المصرية القديمة».

وبتوجيه سؤال عما إذا كانت هناك أى دليل يشير إلى احتمالية أن الملكة المصرية كانت سمراء البشرة، أجابت بدقة: «لا يوجد دليل تاريخى موثوق يشير إلى أن كليوباترا كانت سوداء، بينما كانت مصر القديمة مجتمعًا متعدد الثقافات يعيش فيه أناس من مختلف الأعراق وألوان البشرة، وكليوباترا من سلالة البطالمة ومن أصل يونانى وولدت فى مصر، لكن عائلتها حكمت البلاد لعدة أجيال وتزاوجت مع يونانيين ومقدونيين آخرين».

وتابعت: «تجدر الإشارة أيضًا إلى أن مفهوم السواد كفئة عرقية مميزة لم يكن موجودًا فى العصور القديمة، ولم يكن لون البشرة هو الوسيلة الأساسية التى يتم من خلالها تصنيف الأشخاص أو تحديدهم، فبدلًا من ذلك كان يتم تحديد الأشخاص من خلال عرقهم ولغتهم وثقافتهم، ولذلك ليس دقيقًا وصف كليوباترا بأنها (سوداء) بناءً على الفئات العرقية الحديثة».

وأضافت «Chat GPT»: «تنتمى كليوباترا للبطالمة وولدت فى مصر وربما تبنت بعض جوانب الثقافة المصرية، وكانت هى وأفراد أسرتها من أصل يونانى، ومن المحتمل أن يكون لون بشرتها فاتحًا». وأشارت إلى أن كليوباترا كانت أشهر أفراد أسرتها، كما عرفت بذكائها السياسى وسحرها لجمالها، ولا يوجد دليل تاريخى موثوق يشير إلى أنها كانت سوداء أو كان لون بشرتها داكنًا بدرجة كبيرة، رغم أنه من المحتمل أن تكون لديها درجة من أصل إفريقى لكون المصريين القدماء كانوا يتفاعلون مع أناس من أعراق مختلفة.

Claude.. تميزت بـ«البشرة المصرية».. والدلائل تشير إلى أنها ذات لون فاتح

وباستخدام أداة «Claude» للذكاء الاصطناعى، استعرضت معلوماتها عن كليوباترا، قائلة إن الملكة المصرية كانت سياسية ماهرة وراعية الفنون والمنح الدراسية، وتحدثت عدة لغات، وهى شخصية بارزة، ترمز إلى الجمال والجاذبية، وكذلك الانهيار، وكانت موضوعًا للعديد من الأعمال الفنية والشعرية والسينمائية، وأصبح اسمها مرادفًا للجمال والجاذبية.

وأكدت «Claude» أن كليوباترا وعرقها موضوع نقاش وجدل مستمر، موضحة أن الدراسات الجينية تظهر أن المصريين القدماء كانوا أكثر ارتباطًا بالسكان الآخرين فى القرن الإفريقى ووادى النيل، ولكن لم يكونوا أفارقة من جنوب الصحراء الكبرى أو أوروبيين، وكان لكليوباترا أصل وتراث يونانى شمال إفريقى مختلط.

وحسبما أظهرته «Claude» فإن الكتاب اليونانيين والرومانيين القدماء أشاروا إلى أن كليوباترا كانت مقدونية ذات جذور يونانية، بالإضافة إلى كونها ذات أصول مصرية، لكن لم يصفوها على أنها سوداء أو بيضاء مثل الأوروبيين.

وأضافت: «تشير الدلائل إلى أن كليوباترا كانت على الأرجح ذات بشرة فاتحة، لكنها لا تزال مصرية فى المظهر، وبالتأكيد ليست أوروبية، ربما كان لون بشرتها مشابهًا لسكان شمال إفريقيا المعاصرين، وغيرهم فى المنطقة المحيطة حاليًا».

وقالت: «الادعاءات بأن كليوباترا كانت سوداء تعتبر غير دقيقة ولا تدعمها أدلة أثرية أو تاريخية، فهى لم تكن على الأرجح من إفريقيا بجنوب الصحراء فى أسلافها أو مظهرها، وإذا كان ينظر إلى كليوباترا على أنها سوداء أو بيضاء، فذلك يرجع إلى تفسيرات ذاتية ومثيرة للجدل، وربما تكون الحقيقة فى الوسط بين الاحتمالين، خاصة مع أصولها المتوسطية المختلطة وتراثها العرقى المعقد». وهنا طلبنا المزيد من التفسيرات التى يمكن لـ«Claude» جمعها حول ذلك الأمر، فاستعرضت عدة نقاط، قائلة: «للتلخيص، لا يوجد دليل قاطع على أن كليوباترا كانت سوداء فى عرقها أو مظهرها، ويتفق معظم المؤرخين والخبراء على النقاط التالية:

- المصريون القدماء، بمن فى ذلك كليوباترا، لون بشرتهم بنى فاتح إلى بنى غامق، على غرار سكان شمال إفريقيا المعاصرين وغيرهم فى المنطقة اليوم، ولم يكونوا أفارقة من جنوب الصحراء الكبرى.

- الادعاءات بأن كليوباترا كانت سوداء غير دقيقة ولا تدعمها أدلة، وعلى الأرجح ربما كان لديها بشرة أغمق مما تُصور فى كثير من الأحيان، لكنها كانت لا تزال مميزة بـ(بشرة مصرية) ومتوسطية وليست سمراء».

ويكمل الذكاء الاصطناعى: «لذا، فى الختام، بينما ربما لم تكن كليوباترا تبدو أوروبية كما يتم تصويرها فى كثير من الأحيان، لكن لا يوجد دليل على أنها كانت سوداء بشكل جوهرى أيضًا، ولا يدعم ذلك الحقائق التاريخية».

وعند طرحنا سؤال: «هل هناك دليل على أن كليوباترا كانت ذات بشرة متوسط ومختلطة؟»، أجاب بطريقة قاطعة: «نعم، هناك دليل قوى على أن كليوباترا كان لها على الأرجح بشرة متوسطية مختلطة، لكونها ولدت فى مصر، وجسدت بهذا المزيج من الثقافات، والمصريون القدماء بمن فيهم كليوباترا كانوا أكثر ارتباطًا وراثيًا بالسكان الآخرين فى القرن الإفريقى ووادى النيل، مما يشير إلى بشرة سكان البحر الأبيض المتوسط، ولم يكونوا إلى حد كبير أسود أو أبيض، ومن المحتمل أن يكون لكليوباترا بشرة مماثلة لشمال إفريقيا المعاصرين وغيرهم فى المنطقة».

وإجابة عما إذا كان هناك أى دليل يتحدث عن أصول سوداء للملكة المصرية، أجاب بوضوح أيضًا: «لا.. لا يوجد دليل على أن كليوباترا كانت إفريقية سوداء أو إفريقية من جنوب الصحراء».

تاريخ الخبر: 2023-05-01 21:21:33
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

الصين: وصول رواد فضاء المركبة الفضائية “شنتشو-17” لبكين

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:24:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

«نزاهة»: إيقاف 166 فاسداً في 7 وزارات - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:23:39
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

إيقاعات الجاز تصدح بطنجة بحضور مشاهير العازفين من العالم

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:24:52
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية