قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، إنّ قضية العنف المجتمعي مُثارة بشكل كبير، وجرى مناقشتها من الزوايا كافة داخل أروقة مجلس الشيوخ، متابعا: «ما شغلنا أنّ البعض اتهم الإعلام بأنّه السبب الرئيسي في العنف المجتمعي، وغيره من المشكلات».

وأضاف الدكتور محمود مسلم، خلال كلمته في فعاليات المؤتمر العلمي السادس للمعهد الدولي العالي للإعلام في أكاديمية الشروق، بعنوان «الإعلام وقضايا العنف المجتمعي»، أنّ منظومة الدراما اختلفت عن السنوات السابقة، وأصبحت تهتم بالتماسك الأسري والقضايا المجتمعية، لافتا إلى انخفاض نسب المشاهد التي تحتوي على المخدرات والعنف في الأعمال التي أنتجتها الشركة المتحدة.

صحوة درامية

ولفت رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس النواب، إلى أهمية الفصل بين الإعلام المُتعارف عليه، والدراما، والألعاب الإلكترونية، والسوشيال ميديا، موضحا أنّ الدراما لها دور وتأثير كبير، وبدأت تجنّب قضايا العنف المجتمعي، لكن الدارما خلال الـ5 سنوات ماضية شهدت صحوة ملموسة.

وأكد الدكتور محمود مسلم، أنّ السوشيال ميديا والتكنولوجيا، ساهمت بشكل كبير في العنف المجتمعي، وهذه أمور خارج السيطرة نوعا ما، قائلا: «على سبيل الانتحار، نجد أنّ فيس بوك وضع عددا من المعايير بشأن الأخبار التي تخص الانتحار، وهناك أشياء غير الانتحار تساعد على زيادة العنف المجتمعي وتنشره بصورة كبيرة عبر السوشيال ميديا، ولا يمكن السيطرة عليها رغم الضوابط الموضوعة».

الإعلام ساهم في مواجهة العنف ضد الأطفال

وعن دور الإعلام في العنف المجتمعي، قال «مسلم»، إنّ هناك بعض السلبيات، وهناك دراسة أثبتت أنّ الإعلام ليس سببا رئيسيا في العنف المجتمعي، والإعلام له دور إيجابي في تبصير المواطنين وتوجيههم لتفعيل آليات القانون ضد العنف المجتمعي، كتفعيل قوانين العنف ضد المرأة، والإعلام ساهم في مواجهة العنف ضد الأطفال، وكذلك تراجع ظاهرة التنمر.

وأكد رئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، أنّ هناك عدّة معايير في الإعلام لمعالجة القضايا والحوادث بشكل معين، ومعالجة قضايا الانتحار، وهناك أيضا سلبيات، لكن فكرة تحميل الإعلام المسؤولية عن المشكلات آفة يكررها البعض.

وأوضح مسلم، أنّ الإعلام ساهم بدور مهم خلال السنوات الماضية في تراجع قضايا التنمر والعنف الأسري وغيرها من القضايا، وهناك احتياج الفترة المقبلة لزيادة التدريب وزيادة وعي القائمين على قنوات الاتصال، وهناك غياب في التنسيق الحكومي بين الجهات المختلفة: «لو هناك تنسيق بين الجهات لمناقشة قضية كالعنف الأسري سيكون هناك حلول جذرية».

ولفت الدكتور محمود مسلم، إلى أنّ الخطأ الأساسي في زيادة العنف المجتمعي، هو عدم وجود ضوابط صارمة في استخدام السوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية.