اشتباكات السودان: الجيش يوافق على تمديد الهدنة والدخول في مفاوضات

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة،

القتال يمزق الشعب السوادني

أعلن الجيش السوداني موافقته على تمديد وقف إطلاق النار في البلاد لمدة أسبوع يبدأ الخميس والمشاركة في مفاوضات تحت رعاية الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا المعروفة باسم "إيغاد".

وقال الجيش في بيان إنه وافق على تسمية ممثليه للمشاركة في المفاوضات في أي مكان تحدده "إيغاد"، مشيرا إلى أنه أخذ في الاعتبار ما وصفه بـ "المبادرة السعودية - الأمريكية المشتركة".

وكان السفير دفع الله الحاج يوسف مبعوث قائد الجيش السوداني، قد أوضح في حديث مع بي بي سي أن الجيش لن يتفاوض بشأن الأمور السياسية، وأن المفاوضات "متعلقة بالهدنة وإيصال المساعدات الانسانية"، مشيرا إلى أن التفاوض لن يكون مباشرا وإنما عبر وسيط.

وقال في حديث مع بي بي سي عربي خلال مؤتمر صحفي بمنزل السفير السوداني بالقاهرة، إنه "لا تفاوض ولا وساطات مع فصيل متمرد ورفع السلاح على السلطة الشرعية" في إشارة لقوات الدعم السريع التي تخوض نزاعا مسلحا مع الجيش السوداني منذ منتصف الشهر الجاري.

وأشار دفع الله إلى أن الأزمة السودانية "شأن داخلي ولا قبول لأي وساطات أو تدخلات خارجية فيها، وأن الحسم العسكري هو الحل الوحيد".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • اشتباكات السودان متواصلة رغم الهدنة المعلنة وغرب دارفور "منطقة منكوبة تماما"
  • اشتباكات السودان: تمديد الهدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع رغم تواصل المعارك في الخرطوم
  • اشتباكات السودان: طرفا الصراع يوافقان على هدنة سبعة أيام والجامعة العربية "ترفض أي تدخل أجنبي"
  • اشتباكات السودان: بريطانيا تعلن عن المزيد من عمليات الإجلاء

قصص مقترحة نهاية

وأضاف أنه لا مستقبل سياسي في السودان لأي فصيل "تمرد على السلطة الشرعية واستخدم السلاح في القتل والتخريب".

كما قال إن حضوره للقاهرة ليس لطلب الوساطة ولكن للتنسيق بشأن ملفات مختلفة، "وهي زيارة ليست جديدة والتنسيق والتعاون مع القاهرة مستمر ودائم وتاريخي".

اشتباكات السودان: سودانيون يروون لبي بي سي كيف علقوا في الحرب بعد أن ظلت جوازاتهم داخل سفارات غربية أغلقت أبوابهاLink

اشتباكات السودان: سودانيون عالقون في الخرطوم يقولون إن "سفارات أجنبية لم تعد لهم جوازات السفر"Link

وردا على سؤال حول ما يتردد عن وجود قوى إقليمية ودول تدعم أطرافا في الأزمة الحالية، قال دفع الله: "سنعبر الجسر حينما نصل إليه، وستتم إماطة اللثام عن جميع المعلومات في هذا الشأن في الوقت المناسب".

وحذر المبعوث السوداني أي دولة من إرسال "متسللين" إلى السودان لاستغلال الموقف و"إثارة القلاقل" بحسب ما قال.

وشدد على أن الجيش السوداني حقق "تقدما ملموسا" في الأيام الماضية وأن الشواهد تؤكد ذلك، على حد تعبيره.

إخفاق أممي في وقف الحرب

من جانيه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء عن أسفه لـ"إخفاق" المنظمة في وقف الحرب في السودان حيث تقوّض المعارك المستمرة جهود ترسيخ الهدنة.

ولفت غوتيريش في تصريحات لصحافيين في نيروبي إلى أن الأمم المتحدة "فوجئت" بانفجار أعمال العنف في السودان لأنه كان من المأمول أن تثمر المفاوضات بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو.

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة،

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

وأردف غوتيريش "لم نكن نتوقع حدوث ذلك"، وتابع "يمكن القول إننا أخفقنا في منع حصول ذلك".

وقال الأمين العام: "إن بلدا مثل السودان الذي عانى كثيرا... لا يمكنه أن يتحمّل نزاعا على السلطة بين شخصين".

وتزامنت تصريحات غوتيريش مع زيارة أجراها مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث إلى السودان غداة إعلان جنوب السودان أن طرفي النزاع وافقا "من حيث المبدأ"، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة لمدة سبعة أيام تبدأ الخميس.

وطالب غريفيث خلال تصريحات يوم الأربعاء بضمانات أمنية "على أعلى مستوى" لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك.

وشدّد غريفيث على وجوب "ترجمة هذه الضمانات إلى التزامات محدّدة".

وأشار إلى أن ست شاحنات تنقل مساعدات غذائية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعرضت للنهب "في طريقها" إلى دارفور في غرب السودان.

وتسود حال من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 من أبربل/نيسان الماضي بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو المعروف ب"حميدتي".

وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً في دارفور في الغرب، عن سقوط 550 قتيلا على الأقل و4926 جريحا، بحسب البيانات الرسمية لوزارة الصحة التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.

كما دفعت الاشتباكات أكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة، في تطوّر دفع إلى التحذير من "كارثة" إنسانية قد تطال تداعياتها المنطقة بأسرها.