وهم نهاية التاريخ

وهم نهاية التاريخ هووهم نفسي يعتقد فيه الأفراد من جميع الأعمار بأنهم شهدوا تطويرًا مهمًا في الذات وتغييرات في الأذواق حتى اللحظة الحالية، ولكنهم لن ينموا أوينضجوا جوهريًا في المستقبل. بالرغم من إدراك حتى تصوراتهم قد تطورت، يتنبأ الأفراد بأن تصوراتهم يفترض أن تظل نفسها تقريبًا في المستقبل.

يُبنى هذا الوهم على حقيقة أنه في أي فترة تطور معطاة، يستطيع الفرد ملاحظة مستوى قليل نسبيًا من النضوج في المراحل السابقة. وتؤثر هذه الظاهرة على المراهقين، الأفراد في منتصف العمر، والكبار في السن. وبصورة عامة، يميل الناس إلى رؤية تغيرات ذات أهمية بعد فوات الأوان، ولكنهم يفشلون في تنبؤ حتى هذه التغيرات يفترض أن تستمر. عملى سبيل المثال، لنقد يكون تنبؤ إنسان بعمر 20 عامًا حول التغير الكبير الذي يفترض أن يمر به في السنة القادمة شديدًا كذكرى إنسان بعمر 30 عامًا للتغيرات التي مرت عليه بين 20 و30 عامًا. وتعتبر نفس الظاهرة سليمة للأشخاص من أي عمر.

تحدَّث أحد الباحثين الرئيسين في نهاية التاريخ وهوالعالم النفسي دانييل غيلبرت في مؤتمر لتيد حول هذا الوهم. خمَّن جيلبرت حتى الظاهرة قد تحدث بسبب صعوبة تنبؤ كيفية تغير الشخص أوالرضا على حالته من الوجود. ويربط جيلبرت الظاهرة أيضًا مع طريقة إدراك البشر للوقت بصورة عامة.

الدراسة الأصلية

نشأ مصطلح "وهم نهاية التاريخ" في منطقة دورية لعام 2013 للفهماء النفسيين جوردي كويدباخ، ودانييل غيلبرت، وتيموثي ويلسون مفصلين بحثهم عن الظاهرة ومستفيدين من العبارة التي صاغها فرانسيس فوكوياما في كتابه تحت نفس الاسم. وتلخص الموضوعة ست دراسات على أكثر من 19,000 مشارك بين الأعمار 18 و68. وجدت هذه الدراسات قلة تقدير للتغيرات المستقبلية للشخصية، القيم الأساسية، والتفضيلات وكذلك اكتشفت بعض العواقب العملية لقلة التقديرات هذه.

الشخصية

أجريت دراسة لتحديد ما إذا كان الناس يقللون من تقدير مدى تغير شخصياتهم في المستقبل. وقد أجري هذا عن طريق جعل جميع الناس في العينة يخضعون لاختبار الشخصية. ثم طُلب من المشاركين إما إكمال الاختبار كما كانوا ليكملوه قبل عشر سنوات أوطلب منهم إجراء الاختبار بالكيفية التي يعتقدون بأنهم يفترض أن يجرونه بها بعد عشر سنوات. وُضعت الاختلافات بين الشخصية الحالية والشخصية التي أُفصح عنها أوالمتسقطة في تحليل الانحدار. قد كشفت هذه الدراسة بالذات أنه بزيادة عمر المشارك يقل تغير الشخصية الذي يخبر عنه أويتنبأ به. وبالرغم من هذا، لم يتغير حجم وهم نهاية التاريخ مع العمر وقد تنبأ المتنبئون بشكل ثابت بأن شخصياتهم يفترض أن تتغير بصورة أقل خلال العقد القادم أكثر مما افترض الذين أبلغوا عنها أنها تغيرت في ذلك الوقت. وعن طريق مقارنة نتائج الدراسة مع حجم تغيير الشخصية الحقيقية الموجود في العينات السابقة أيَّدت النتائج فرضية حتى التعارض بين الشخصيات المُبلَّغ عنها والمتنبأ بها هوجزئيًا بسبب أخطاء في التنبؤ وليس أخطاء في الذاكرة.

القيم الرئيسية

لاختبار ما إذا كان وهم نهاية التاريخ منطبقًا على نطاق القيم الرئيسية، أعاد الباحثون الإجراء المستخدم لاختبار الشخصية. وبعد تطويع عينة جديدة، طُلب من المشاركين الإشارة إلى أهمية القيم الأساسية لليوم الحالي ثم فُرزوا إلى مجموعات إخبار وتنبؤ. عثر الباحثون حتى حجم وهم نهاية التاريخ للقيم الرئيسية موجود أيضًا، وبالرغم من حتى الحجم في هذه الحالة يقل مع العمر فإنه كان ومع ذلك حاضرًا في جميع الأعمار من المشاركين.

التفضيلات

لتأكيد الانادىء القائل إذا التعارض الذي يُسَجَل كان بسبب خطأ في التنبؤ وليس خطأ في الذاكرة، قرر الباحثون أيضًا دراسة نطاق تكون فيه الذاكرة موثوقة بشكل كبير. افترض المختبرون حتى الطلب من الفرد تذكر تفضيلاته قبل عقد من الزمن ستكون أسهل بشكل كبير وأكثر دقة من الطلب منه تذكر سماته الشخصية أوترتيب قيمه. وقد تم تطويع عينة جديدة لغرض هذه الدراسة ومنح المشاركون مرة أخرى تفضيلاتهم الحالية لأسئلة مختلفة مثل الطعام المفضل، الموسيقى المفضلة، أوالصديق الأفضل. من ثم قُسّمت العينة إلى متنبئين ومخبرين والذين سجلوا ببساطة ما إذا كان تفضيلهم مختلفًا قبل عقد من الزمن أوما إذا كانوا يتسقطون تغير تفضيلهم في العقد القادم. كشف تحليل الانحدار مرة أخرى عن نفس النتائج، مع وجود وهم نهاية التاريخ في تنبؤات تغير التفضيل. وتسقط المشاركون باتساق بقاء تفضيلاتهم غير متغيرة نسبيًا في العشر سنوات القادمة بينما عكس المشاركون الأكبر بعقد مستويات أعلى من تغير التفضيل. وعزز هذا فكرة حتى التعارض بين المخبرين والمتنبئين هوجزئيًا بسبب قلة تقدير التنبؤات وليس خطأ في الذاكرة والذي قد يكوّن الشخصية ودراسات القيم الأخرى حساسة أكثر باتجاهه.

الاستنتاج

استنتج كويدباخ، جيلبرت، وويلسون على أساس هذا الدليل حتى الناس لا يقللون من تقدير القدر الذي سيتغيرون فيه في المستقبل فحسب، ولكنهم بعمل هذا يغامرون في اتخاذهم القرار الأمثل. لم يُدرس سبب الوهم، بالرغم من تخمين الباحثين حتى المقاومة أوالخوف من التغيير قد يحدثان من المسببات. والتفسير الآخر الذي قدمه الباحثون هوحتى الإخبار ترميمي بينماقد يكون التنبؤ بنّاءً. لأن بناء أشياء جديدة أًكثر صعوبة عادة من ترميم أشياء قديمة، وعلى هذا؛ يفترض أن يفضل الناس فكرة عدم أرجحية التغيير للبديل الصعب لتخيل تغير شخصي هائل. وقد استنتجت الدراسة حتى الأفراد من جميع الأعمار يعتقدون حتى سرعة تغيرهم الشخصية قد تباطأت جدًا، بينما يبين الدليل أنها قلة تقدير.

النقد

قوبلت الدراسة الأصلية التي اقترحت وهم نهاية التاريخ، والتي قادها جوردي كويدباخ بانتقاد لاستعمالها دراسة مستعرضة بدلًا من دراسة طولية، والتي من شأنها حتى تُعرّض بشكل أكبر لطبيعة التأثير على المدى الطويل. ويشكك النقاد أيضًا بموثوقية ذاكرة السيرة الذاتية.

مراجع

↑ Quoidbach, Jordi; Gilbert, Daniel T.; Wilson, Timothy D. (2013-01-04). "The End of History Illusion" (PDF). Science. 339 (6115): 96–98. doi:10.1126/science.1229294. Archived from the original on 13 يناير 2013. Young people, middle-aged people, and older people all believed they had changed a lot in the past but would change relatively little in the future. صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
↑ Tierney, John (2013-01-04). "You Won't Stay the Same, Study Finds". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 21 يونيو2019. اطلع عليه بتاريخ 09 أكتوبر 2013.
^ Gilbert, Daniel (2014). "The psychology of your future self". TED.com. مؤرشف من الأصل في 28 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 14 مايو2016.
↑ Gilbert, Daniel (2015-06-19). "When Do We Become The Final Version of Ourselves?" (Interview). لقاءة مع Guy Raz. Guy Raz. NPR. مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 يوليو2015.
^ Poulsen, Bruce (2013-01-27). "On the End of History Illusion". Psychology Today. اطلع عليه بتاريخ 23 يوليو2015.