موسكو وكييف تتبادلان الضربات... بالمسيّرات


قصفت روسيا مجدداً عدداً من المدن الأوكرانية غداة اتهامها كييف بمحاولة اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين من خلال شن هجوم بالمسيّرات على الكرملين. وفي الجانب الروسي، أصابت مسيّرات، الخميس، مصافي نفط في مناطق قريبة من أوكرانيا، في حلقة جديدة من سلسلة هجمات وعمليات تخريب قبل أيام من الاحتفالات العسكرية بـ«يوم النصر» ضد ألمانيا النازية في 9 مايو (أيار)، المناسبة التي ترتدي أهمية كبيرة للكرملين. وأصبحت الهجمات على منشآت البنية التحتية في جنوب روسيا أكثر تواتراً في الأيام الأخيرة، بينما أعلنت مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية أن «هجوم الربيع المضاد» الأوكراني، الذي طال انتظاره قد بدأ، و«مرحلته النشطة» ستبدأ خلال أيام.

وقال مسؤولو الاستخبارات البريطانية، أمس الخميس، إن هجمات المسيّرات الناجحة على منشآت تخزين الوقود الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية ألقت الضوء على نقطة ضعف في اللوجيستيات العسكرية الروسية. وتسببت هجمات المسيّرات المتكررة في حرائق كبيرة في مواقع تخزين الوقود. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن تكرار تلك الحرائق من المرجح أنه سوف يجبر روسيا على إعادة تنظيم لوجيستياتها من أجل حماية أفضل لإمدادات الوقود، أو نقل منشآت التخزين بعيداً عن خطوط الجبهة.

واندلع حريق كبير في منشأة لتخزين الوقود في جنوب روسيا، بالقرب من شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، في أعقاب هجوم بطائرة مسيّرة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية الروسية «تاس» في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس. وذكر التقرير أن الهجوم وقع في مصفاة النفط «إلسكي» في البلدة التي تحمل الاسم نفسه، وتسبب في نشوب حريق في خزانها. ووقع حادث مماثل في اليوم السابق في قرية فولنا الروسية بالقرب من شبه جزيرة القرم. واشتعلت النيران في منفذ وقود في فولنا، وأتت على مساحة 1200 متر مربع. وهناك قال المسؤولون الروس أيضاً إن الهجوم ناجم عن طائرة مسيّرة. وعلى مشارف فولنا توجد محطة كبيرة للنفط والمنتجات النفطية، التي يتم شحنها بعد ذلك عبر البحر الأسود.

ونقلت وكالتا «تاس» و«ريا نوفوستي» عن أجهزة الطوارئ قولها إنّ حريقاً، تمكّنت فرق الإطفاء من إخماده لاحقاً، اندلع في خزّان للنفط بمصفاة إلسكي في منطقة كراسنودار من جرّاء هجوم شنّته «طائرة مسيّرة مجهولة». وقال حاكم المنطقة فينامين كوندراتييف، في منشور على تطبيق «تلغرام»، إنّ الحريق تمّ، في مرحلة أولى، احتواؤه ضمن مساحة 400 متر مربع، ثم أُخمد بسرعة من قبل أجهزة الطوارئ. وبعد نحو ساعة، أعلن فاسيلي غولوبييف حاكم منطقة روستوف المتاخمة لأوكرانيا، أنّ طائرة مسيّرة أُسقطت عند مصفاة محلية للنفط قرب قرية كيسيليفكا. ووفق المصدر ذاته، فقد تسبّبت الطائرة بانفجار وحريق أخمده العاملون في المصفاة «على الفور». وأضاف غولوبييف أنّه «لم تقع إصابات، والأضرار التي لحقت بالمنشآت ضئيلة». ويأتي هذان الهجومان بعد هجمات أخرى مماثلة بطائرات مسيّرة مفخّخة استهدفت في الأيام الأخيرة مواقع في روسيا أو في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا إليها.

قال يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة، إنه يعتقد بأن هجوماً مضاداً وعدت به القوات الأوكرانية قد بدأ بالفعل، مضيفاً أن قواته تراقب نشاطاً متزايداً على طول الجبهة.

وفي رسالة صوتية نشرتها خدمته الصحفية على مواقع التواصل الاجتماعي، قال بريغوجين إن «المرحلة النشطة» للهجوم المضاد ستبدأ في الأيام المقبلة. ووعدت حكومة كييف، منذ فترة طويلة، بشن هجوم مضاد لبدء استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا في شرق البلاد منذ فبراير (شباط) 2022. وقال بريغوجين: «أعتقد بأن زحف الجيش الأوكراني قد بدأ بالفعل... نشهد أكبر نشاط ممكن سواء في المحيط أو في نطاق الخطوط الأمامية». وأضاف: «لذلك أعتقد بأن كل شيء قد بدأ بالفعل. وأعتقد بأن كل هذا سيدخل مرحلة نشطة في المستقبل القريب جداً. قد يكون في غضون أيام». وقال بريغوجين، في وقت لاحق، إن قواته تقدمت 230 متراً في القتال الذي اجتاح بلدة باخموت بشرق أوكرانيا. واشتكى بريغوجين مجدداً من أن موسكو تتجاهل مناشداته زيادة إمدادات القذائف. وأضاف: «وزارة الدفاع لم تزودنا بذخيرة المدفعية، ولدينا موارد فقط لبضعة أيام. إنهم يتجاهلون الطلبات جميعها المقدمة من فاغنر».

استهدفت روسيا على وجه الخصوص مدينة أوديسا الساحلية. وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، أمس الخميس، «وجه العدو 15 مسيّرة طراز (شاهد 136 / 131 الإيرانية) على أوديسا خلال الليل». وأضافت القيادة أنه جرى إسقاط 12 مسيّرة، وأدى هجوم بثلاث مسيّرات إلى اشتعال حريق في مبنى سكني، ولكنه أُخمد سريعاً دون إصابات. وقال سلاح الجو إنه جرى إسقاط، في المجمل، 18 من أصل 24 مسيّرة استهدفت أوكرانيا.

ومثلما كانت الحال في الليلة السابقة، أُطلقت المسيّرات من منطقة بريانسك بغرب روسيا، ومن ساحل بحر أزوف بشرق روسيا، بحسب مصادر أوكرانية. وبالإضافة إلى أوديسا، جرى الإعلان عن شن هجمات بالمسيّرات على العاصمة كييف. غير أنه وفقاً للإدارة العسكرية، فإن كل المسيّرات دُمرت لدى اقترابها. وقال سيرغي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، إنه بحسب المعلومات الأولية فقد «دمّرت قوات الدفاع الجوي صواريخ العدو كلها، ومسيّرات فوق كييف». وأضاف بوبكو أن هذا هو اليوم الثالث من محاولات شنّ ضربات على كييف في مايو. وتابع: «لم تشهد مدينتنا مثل هذه الضربات المكثفة منذ بداية هذه السنة». وقال: «إنّ حطام الطائرات المسيّرة سقط على أجزاء مختلفة من كييف، لكن لم تقع إصابات».


تاريخ الخبر: 2023-05-05 09:24:31
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 87%
الأهمية: 90%

آخر الأخبار حول العالم

قالمة: 45 رخصـة استغـلال واستكشـاف للثـروة المنجميـة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

تبسة: اتفاقية للتقليل من تأثيرات منجم الفوسفـات ببئر العاتـر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية