لم يمر جلوس مصر وليبيا إلى طاولة واحدة مع جبهة البوليساريو الانفصالية بالجزائر، في إطار الاجتماع العاشر لمجلس وزراء الدفاع للدول الأعضاء في منظمة “قدرة إقليم شمال أفريقيا” التي تتبع الاتحاد الأفريقي. دون أن يسيل مداد الجدل السياسي حول مواقف تلك الدولة من ملف الصحراء المغربية، وحول ظروف نشأة المنظمة الجديدة التي اجتمع بشأنها الأطراف؟ وماذا غابت تونس وموريتانيا؟.
في السياق، قال محمد طلحة أستاذ العلوم السياسية، إن إنشاء منظمة “قدرة إقليم شمال أفريقيا” جاء بقرار من الإتحاد الإفريقى سنة 2005، تحت دعم وضغط دوليين، وذلك لتشكيل ما تقول إنه “قوة إفريقية جاهزة” تكون آلية قارية لإدارة الأزمات والتدخل بسرعة لفض النزاعات ووقف المجازر التي تقع في القارة بين الفينة والأخرى، بدل انتظار تدخلات دولية من جانب قوات أممية أو غيرها.
واضاف في حديثه لـ”الأيام 24″ أن الاجتماع هو العاشر يمعنى أنه ليس طارئ. حيث سبق للاتحاد أن ذهب في اتجاه منظمات مشابهة تحت مسميات “القوة الإفريقية” تتوزع بين خمس مناطق تضم كل منها دول منطقة محددة من القارة، وهي مناطق شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط القارة
في المقابل، يعتبر طلحة أن النظام الجزائري لم يفلح في إقناع كل من تونس وموريتانيا بالمشاركة في هذا الاجتماع الذي شُرع في بناء تحالفه قبل عودة المغرب إلى المنظمة الأفريقية، إذ تضم هذه الآلية كلا من الجزائر ومصر وليبيا وتونس وموريتانيا وجبهة البوليساريو الانفصالية.
وفيما يرتبط بالحضور المصري إلى الاجتماع المذكور،يرى الباحث في العلاقات الدولية أنها خطوة تعاكس التوجه الذي تسير في اتجاهه العلاقات المصرية المغربية، التي توجت بزيارة سامح شكري، وزير خارجية القاهرة إلى الرباط العام الماضي، وإعلان دعم بلاده الداعم لوحدة المغرب الترابية، والتزامها بالحل الأممي لقضية الصحراء، وتأييدها لما جاء في قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار رقم 2602 لعام 2021.
وبالنسبة للحضور الليبي، -يرى المحلل السياسي ” إن له خيوط سياسية متحكمة فيه، لاسيما وأن البلد يعيش أوضاعا صعبة وانقساما سياسيا، وهذا ما يجعل البلد رهينة تجاذبات إقليمية وتأثير على القيادة العسكرية في ليبيا.
