يشيد يوم النصر، وهو أحد الانتصارات التي تعتز بها روسيا، بمبدأين أساسيين لهويتها: القوة العسكرية والاستقامة. ويعتبر التاسع من مايو أحد أهم أحداثها الوطنية - ذكرى التضحيات الهائلة التي قدمها الاتحاد السوفيتي في هزيمة «ألمانيا النازية».

لكن الحرب في أوكرانيا تقوض كليهما هذا العام. حيث يخشى الروس من تنفيذ أوكرانيا لهجومها المضاد وخصوصا بعد الدعم الغربي لها بالأسلحة.

إجراءات أمنية

وتصادف العطلة المقررة، الثلاثاء، الذكرى الـ 78 لاستسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتم حظر استخدام الطائرات دون طيار مرة أخرى في العاصمة الروسية، وحظر خدمات مشاركة السيارات مؤقتًا من وسط المدينة، مع عدم قدرة المستخدمين على بدء أو إنهاء الرحلات هناك.

وفي سان بطرسبرج، ثاني أكبر مدينة في روسيا، حظرت السلطات أيضًا استخدام الطائرات دون طيار قبل العرض العسكري. في بعض أجزاء من شبكة الأنهار والقنوات الواسعة بالمدينة، تم أيضًا حظر استخدام الزلاجات النفاثة.



صورة الجيش

وعلى الرغم من كل الأسلحة المخيفة التي ستنطلق في أشهر ساحة في موسكو، فإن فشل روسيا في تحقيق مكاسب في أوكرانيا يفسد صورة جيشها الذي لا يقهر.

بعد الاستيلاء على أجزاء كبيرة من الدولة المجاورة في الأسابيع الأولى من الغزو، تخلى الروس عن محاولة دخول كييف، وتراجعوا في أجزاء من شمال وجنوب أوكرانيا، وفشلوا في الاستيلاء على باخموت، وهي مدينة صغيرة ذات قيمة مشكوك فيها، على الرغم من شهور قتال شنيع بشكل استثنائي.

ومن المؤكد أن الرئيس فلاديمير بوتين، في خطابه خلال العرض العسكري، يثني على تصميم الجيش على القضاء على النازية ويكرر تأكيده أن روسيا تتخذ مكانة أخلاقية عالية من خلال محاربة النظام النازي.

لكن الصواريخ التي تنهمر على أهداف مدنية أوكرانية أثارت إدانة عالمية لروسيا، بينما أرسلت الدول الغربية التي عقدت قضية مشتركة مع موسكو لهزيمة ألمانيا النازية أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا.



هجوم حقيقي

وينقسم المحللون حول ما إذا كان حادث الطائرة من دون طيار في 3 مايو في الكرملين كان هجومًا حقيقيًا أو «مزيفًا» تم اختراعه لتبرير زيادة شراسة وابل الصواريخ الروسية في أوكرانيا.

ويهدد أي من التفسيرين بتقويض الشعور بالأمن بين الروس الذين هزتهم بالفعل الهجمات، التي يُرجح أنها ارتكبت من قبل أوكرانيا أو من قبل المعارضين المحليين، التي ارتفعت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة. كما خرج قطارا شحن عن مسارهما هذا الأسبوع في انفجار قنابل في منطقة بريانسك المتاخمة لأوكرانيا. والجدير بالذكر أن سلطات المنطقة لم تلم أوكرانيا، الأمر الذي قد يكون محاولة لتبييض القدرة الأوكرانية على القيام بأعمال تخريبية.

فيما قال المحلل الروسي دميتري أوريشكين، الذي يعمل الآن في الجامعة الحرة في ريغا، لاتفيا، على الرغم من أن المواكب تتحرك وكبيرة بشكل مثير للإعجاب، فإن السلطات «اعتقدت أن المخاطر أصبحت باهظة».