يحرص العديد من المسلمين على معرفة موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف، إذ إنّ موضوع الخطبة دائمًا ما يكون فيه موعظة وحكمة ودروس مستفادة للسامعين، ويحرص العديد من المسلمين على قضاء صلاة الجمعة، والاستماع للخطبة للاستفادة منها، وتطبيق دروسها في حياتهم اليومية، وجاءت خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف تحت عنوان: «أسماء الله الحسنى وآثر فهمها في حياتنا». 

خطبة الجمعة اليوم 

ويقوم الإمام في بداية موضوع خطبة الجمعة اليوم: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن العلم بأسماء الله الحسنى أشرف العلوم وأساسها؛ لذلك جاء الأمر بإحصائها، وفهم معانيها، والعمل بمقتضاها في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، حيث يقول الحق سبحانه: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرُ لِدَنيكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلِّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}، ويقول سبحانه: {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، ويقول تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ حميد، ويقول سبحانه: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، ويقول سبحانه: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.

ويقول سبحانه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقَ الْبَارِى الْمُصَوَّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَن أَحْصَاهَا دَخَلَالجنة)".

ويكمل بخصوص خطبة الجمعة: «وفهم أسماء الله الحسنى له عظيم الأثر في حياتنا، فبذلك الفهم تعرف الله تبارك وتعالى حق المعرفة، فحينما سأل المشركون رسول الله (صلى الله عليه وسلم أن يذكر لهم صفة الحق سبحانه أنزل الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، وَمَن عَلِم أن الله تعالى ،غفور رحيم ،عفو كريم، ودود، حيي كريم؛ زاد رجاؤه في ربه وإقباله عليه وعظم ابتهاله إليه، حيث يقول الحق سبحانه: {وَهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ ، ويقول سبحانه: {وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صفرا)، ومَن عَلِم أن الله سميع بصير، عليم مطلع مراقب؛ فوَّض أمره إليه وعمل بطاعته وابتعد من معصيته، ومن علم أن الله عليم بسره ونجواه وبعلانيته وبما أن الصدور؛ عمل في مرضاته، وابتعد عما يغضبه (جل وعلا).

كما أن ذلك الفهم سبب لخشية الله تبارك وتعالى الباعثة على حسن العمل والاستعداد الحق للقاء الله (جل وعلا)، فمن كان بالله تعالى أعرف فهو منه أخوف، حيث يقول الحق سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَه خَشْيَةً). أما الثناء على الله تعالى بأسمائه الحسنى فهو سبب لمحبته جل وعلا وباب الدخول الجنة، فقد بعث نبينا صلى الله عليه وسلم) رجلًا على سَريَّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: (سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟) فسألوه، فقال الرجل: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): (أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّه)، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال له: (حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ)". 

خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف 

ويضيف الإمام في خطبة الجمعة اليوم: «ومن أراد أن يستجلب الخير لنفسه، ويدفع عنها الشرور والهلكات فليتن على ربه بأسمائه الحسنی ولیذکر ربه سبحانه بها، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحٍ كُلَّ يَوْمٍ وَمَساءِ كُلَّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسْمِهِ ـ شيء في الأرض ولا في السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العليم ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد. 

وأشار موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف إلى استعمال أسماء الله الحسنى في الدعاء، حيث جاء في نص الخطبة: "لا شك أن دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى طريق الإجابة وباب الوصول ووسيلة تفريج الكروب، ودفع الهموم ومغفرة الذنوب حيث يقول الحق سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، ويقول سبحانه: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيَا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمْ وَلَا حَزَنْ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِي حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِي قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأَثَرْتَ بِهِ عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ ي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا)، وسَمِعَ (صلى الله عليه وسلم) رَجُلًا يَقُولُ بَعْدَ التَّشَهُدِ: اللهم إني أسألك يا الله الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَ (عليه الصلاة والسلام) (قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ ، قَدْ غُفِرَ لَهُ)." 

ويختم الإمام موضوع خطبة الجمعة اليوم بـ: «وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو ربه (جل وعلا) بأسمائه الحسنى، فكان يقول (صلى الله عليه وسلم) عند الكرب: (لا إلَهَ إِلَّا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْش العظيم، لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ). فما أحوجنا إلى إدراك معاني أسماء الله الحسنى ودعائه عز وجل بها ؛ لتزكو نفوسنا، وتطمئن قلوبنا، وترقى تعاملاتنا، وتستجاب دعواتنا. اللهم احفظ مصرنا، وارفع رايتها في العالمين».