اكتـشـاف طــريــق لمـديـنـة مــغــمـورة بـقـاع الـبحــر المـتـوســط تـعـود لـــ 7 آلاف سـنـة


اكـتـشـف عـلماء آثـار طــريــق فــي قــاع البحــر الأبـيـض الـمتـوســط ،مـغـطى بطبقات من الطين البحـــري قبالة الساحل الكرواتي الجنوبي, وبحسب مجلة “ساينس أليرت العلمية”تبين أن هذا الطريق ينتمي للعصرالحجري الحديث،تحديدًا في قرية سولين،وتــوقــع العلماء أن يكـون هـذا الطـريـق استٌخدم لــربـط جـزيــرة” هفارالقديمة بجزيرة كوركولا المعزولة الآن.

ورصد “ماتي باريكا” عالم الآثار بجامعة زادار الكرواتية القرية، أثناء تحليله لصور الأقمار الصناعية للمنطقة المائية حول “مدينة كوتشولا”.

وأوضح عالم الآثار ماتي باريكا,أنه تمكن لحسن الحظ من اكتشاف هذه المناطق في قاع البحر،نظرًا لهدوء الأمواج في هذه المنطقة خلوها من الأمواج العاتية حيث أن العديد من الجزر تحمي الساحل، مما ساعد في الحفاظ على الموقع من الدمار الطبيعي على مدار آلاف السنين.

يذكر أن اكتشف أثــر يـون من جامعة “زادار”في كرواتيا،بقايا طريق عمره 7 آلاف عام في قاع البحر الأبيض المتوسط يعود مدينة كان يسكنها شعب هافار قبل أن تُطمر بطبقات من الطين البحري.

أكتشف الباحثون طــريــق مديـنـة مـطـمـورة بـقـاع البحـر المتوسط عـمـره آلاف السنوات،اكتشف الأثريون من جامعة زادار في كرواتيا، بقايا طريق عمره 7 آلاف عام .

وأشار الباحثون, إلى أن الطريق المكتشف هو أحد الطرق المعبدة التي كانت تشكّل عُمران مدينة سولين الأثرية،واستخدمه السكان في حينها للوصول إلى جزيرة مجاورة بغرض الصيد والتجارة,ولفت الباحثون إلى أن هذه المنطقة آمنة من الأمواج العاتية الأمر الذي أدى إلى الحفاظ على الموقع من الدمار والتآكل .

ويرجع هذا الاكتشاف الى العصر الحجري الحديث الغارق في سولين، وقد يكون ربط ذات مرة مستوطنة Hvar الثقافية القديمة بجــزيــرة كــوركــولا المعزولة.

وتم اكـتشـاف الموقع القـديـم لـســولـيـن عام 2021 من قبل عالم الآثار ماتي باريكا, أستاذ بجامعة زادار في كرواتيا بينما كان يحلل صور الأقمار الصناعية للمنطقة المائية حول كورتشولا,وقام “ماتي باريكا” أستاذ بجامعة زادار, في كرواتيا بالتحقيق في الأمر, وعلى عمق 4 إلى 5 أمتار (13 إلى 16 قدما ) في Adriatic في البحرالأبيض المتوسط، وجدوا جدرانا حجرية ربما كانت ذات يوم جزءا من مستوطنة قديمة.

وقال باريكا:من حسن الحظ أن هذه المنطقة، على عكس معظم أجزاء البحر الأبيض المتوسط، آمنة من الأمواج العاتية لأن العديد من الجزر تحمي الساحل, وساعد ذلك بالتأكيد في الحفاظ على الموقع من الدمار الطبيعي, وتمت حماية طريق ما قبل التاريخ المكتشف حديثا من الأمواج القوية لآلاف السنين بفضل هذه الجزر وبعرض حوالي 4 أمتار(13 قدم)،تم تشييد الطريق من ألواح حجرية مكدسة بعناية ومغطى بطبقة سميكة من الطين، وتتوقع لهيكل تحت الماء.

ويعتقد الباحثون أن ثقافة Hvarفي العصر الحجري الحديث،التي سكنت في وقت ما شــرق بحــر Adriatic،شيدت مستوطنة سولين المغمورة الآن والممر القديم الذي يربط الجزر,ومن خلال تحليل الكربون المشع للخشب المحفوظ، تم تقدير التسوية بأكملها حتى ما يقرب من 4900 ق.م.

وقالت جامعة زادار في بيان حــول أحدث اكتشاف لها:سار الناس على هذا الطريق منذ ما يقرب من 7000 عام, وأن هذا البحث الرائع هو نتيجة للتعاون بين خبراء من متحف دوبروفنيك،ومتحف مدينة كاشتيلا، وجامعة زادار، ومتحف مدينة كورتشولا إلى جانب مساعدة المصورين والغواصين.

واكتشف فريق البحث نفسه مستوطنة أخرى تحت الماء على الجانب الآخر من الجزيرة تشبه إلى حد كبير سولين وتنتج بعض القطع الأثرية المثيرة للاهتمام من العصر الحجري,ولاحظ عالم الآثار بجامعة زادار، إيغور بورزيتش، مؤخرا هياكل مثيرة للاهتمام تحت مياه الخليج , وذهب الباحثون للاستكشاف تحت سطح البحر، ومن دواعي سرورهم أنهم اكتشفوا مستوطنة متطابقة تقريبا مغمورة على عمق 4 إلى 5 أمتار. وتضيف جامعة زادار:تم العثور على قطع أثرية من العصـرالحـجــري الحديث مثل الحجر”الـفــؤوس” وشظايا القـرابـيـن في الموقع.

ويبدو أن المستوطنة الجديدة، مثل تلك الموجودة في سولين والطريق المتصل بها، لها روابط بثقافة Hvar. ومنذ حوالي 12000عام، ظهر العصر الحجري الحديث، في بعض أجزاء العالم حيث انتقلنا تدريجيا من أسلوب حياة الصيد والجمع إلى الزراعة وتدجين الحيوانات، ما أدى إلى المزيد من المستوطنات الدائمة للمجتمعات.

وفــي سياق ذات صلة توصلت دراسة جديدة إلى أن قارة منخفضة كانت موجودة قبل حوالي 40 مليون عام، حيث انتشرت فيها حيوانات غريبة اعتبرها العلماء قد “مهدت الطريق” للثدييات الآسيوية للانتشار في جنوب أوروبا, وتقع هذه القارة المنسية بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، وتحديدا في منطقة البحر المتوسط أو حوضه حول منطقة البلقان، وأطلق عليها الباحثون اسم “البلقان طوليا”، واعتبرت بمثابة بوابة بين آسيا وأوروبا عندما انخفض مستوى سطح البحر وتشكل جسر بري منذ حوالي 34 مليون سنة.

وكتب عالم الجيولوجيا القديمة،أليكس ليشت فى دراسته المنشورة بمجلة “Earth-Science Reviews” العلمية:متى وكيف وصلت الموجة الأولى من الثدييات الآسيوية إلى جنوب شـــرق أوروبا لا يزال غير مفهوم حتى اليوم.

وجاءت نتائج البحث مثيرة، حيث اختفت قبل حوالي 34 مليون عام، أي في نهاية حقبة الإيوسين، أعدادا كبيرة من الثدييات التي كانت قد انتشرت في أوروبا ليحل محلها ثدييات آسيوية جديدة، في حدث انقراض مفاجئ يُعرف الآن باسم “غراند كوبيه”, لكن الأحفورة المكتشفة حديثا في البلقان “قلبت هذا الجدول الزمني”، كاشفة عن منطقة بيولوجية “غريبة ” يبدو أنها “مكّنت الثدييات الآسيوية من استعمار جنوب شرق أوروبا قبل وقوع الانقلاب الكبير بما يصل إلى 5 إلى 10 ملايين عام، بحسب المقال المنشور في مجلة “sciencealert” العلمية.

وقام “ليشت”من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي,بإعادة فحص الأدلة من جميع مواقع الحفريات المعروفة في المنطقة، والتي تغطي شبه جزيرة البلقان الحالية والأناضول، وأقصى غرب آسيا.

أعاد الفريق بناء التغييرات الجغرافية القديمة التي حدثت في المنطقة، بعد مراجعة عمر هذه المواقع بناءً على البيانات الجيولوجية الحالية، والتي لها “تاريخ معقد من الغرق العرضي والعودة إلى الظهور”.

وجد العلماء دلائل على أن منطقة البلقانوليا كانت بمثابة نقطة انطلاق للحيوانات للانتقال من آسيا إلى أوروبا الغربية، مع تحول كتلة اليابسة القديمة من قارة قائمة بذاتها إلى جسر بري، حيث حدث الغزو اللاحق للثدييات الآسيوية، بالتزامن مع بعض “التغييرات الببليوجرافية الدرامية”.

وقال الباحثون: إنه منذ حوالي 50 مليون سنة، كانت البلقانات أرخبيلا منعزلا ومنفصلا عن القارات المجاورة، حيث ازدهرت مجموعة فريدة من الحيوانات تختلف عن تلك الموجودة في أوروبا وشرق آسيا، ثم تسببت حالات انخفاض مستويات سطح البحر، وتنامي الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي والتحولات التكتونية، بظهور هذه القارة”.

وأشار الباحثون,في دراستهم إلى أن “الارتباط السابق بين جزرالبلقانات الـفــرديــة ووجود طريق التشتت الجنوبي هذا لا يزال محل نقاش”،وأن القصة التي تم تجميعها حتى الآن “مبنية فقط على حفريات للثدييات وصورة أكثر اكتمالا لمجموعات التنوع البيولوجي البلقاني القديمة”.

حوض البحر الأبيض المتوسط مهد الحضارة

جــديــر بالــذكــر,أن حوض البحر الأبيض المتوسط كان مهد الحضارة العالمية منذ المستوطنات الأولى التي أقيمت في عام 9000 ق.م في أريحا.

البحر الأبيض المتوسط معروف في اللغة الانكليزية واللغات ذات الأصل اللاتيني بأنه البحرالذي “يتوسط الأراضي”،وأطلقت عليه العديد من التسميات:”بحرنا” بالنسبة للرومان، و”البحر الأبيض” بالنسبة للأتراك، و”البحر الكبير” بالنسبة لليهود، و”البحر المتوسط” بالنسبة للألمان، وثمة احتمال مشكوك فيه كثيرا في أن قدماء المصريين أسموه “الأخضر الكبير”.

وأدى بحرنا دورا رئيسيا في الاتصالات بين الشعوب حوله، وحال دون وقوع اشتباكات بين الشعوب ذات المصالح المختلفة من أجزاء مختلفة للحوض, ولا يوجد مثيل لحوظه في العالم,وتوضح خريطة العالم الموقع الفريد للبحر الأبيض المتوسط في العالم،فهو كبير بما يكفي يسعنا جميعا ولكنه في الوقت نفسه،بشكله الفريد وجزره وخلجانه ومضايقه،يخلق وسائل لربط الشعوب التي تعيش حوله, ويبدو كما لو كان بحــر مغلقا،ولكنه يوفر طرق النقل الرئيسية بين الشرق والغرب .

وانتشرت حضارات رائعة في جميع أنحاء حوض البحر،من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، ومن بلاد ما بين النهرين إلى مصر، ومن الأناضول وطروادة إلى مقدونيا، ومن دويلات المدن اليونانية إلى الحضارة الفينيقية، ومن قرطاج إلى روما، ومن بغداد إلى الأندلس، ومن بيزنطة إلى الإمبراطورية العثمانية ومن الإسكندرية إلى بولونيا، وشكلت قاعدة سليمة لحضارات العالم.

ولا يمكن للمرء أن يتصور تاريخ العالم بدون الحضارات المصرية و الهيلينية والرومانية والعثمانية.

تاريخ الخبر: 2023-05-15 09:21:52
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية