هل يستطيع فريق النصر الأول لكرة القدم تحقيق دوري “روشن” لهذا الموسم؟
للإجابة عن هذا السؤال، فإن الأمر مرتبط بالمعطيات المُحيطة من حيث المنافسين ومواجهات الفرق بعضها ببعض.
وفي الحديث عن ذلك يبرز الدور الهلالي والشبابي في تغيير الخطوات وتبديلها من ناحية موقعي النصر والاتحاد.
والمسألة ربما تتوقف على الهلال تحديدًا في لقائه باتحاد جدة، ومدى اهتمامه باللعب بعد انتهاء موسمه وذهاب مدربه، والاستعداد لنفض ملفاته تزامنًا مع مشروع استقطاب الدوري لأسماء أجنبية جديدة من اللاعبين المرصودة لهم ميزانية جديدة من وزارة الرياضة.
والأزرق العاصمي ليس في وضع تراخ، فلا تاريخه يسمح له، ولا اسمه الكبير يرضى بذلك، لكن الظروف قد تكون مبررًا لإحلال الصغار في المجموعة التي ستخوض المباراة، وإراحة الكبار الذين قدموا موسمًا ختموه ببطولة كأس الملك، وهو الحال الذي سيقود إلى طرح مزيد من التساؤلات، وإثارة الشكوك في أذهان البعض من الجماهير.
والنصر نفسه سيلعب في حائل مع فريق عنيد ومتطلع وربما يُعطله عن المضي قدمًا في جولات المنافسة نحو المركز الأول، وهذا ما يجعل الأمور في غاية القلق من كل الأطراف بما فيها الهلال ذاته الذي أصبح بعيدًا عن الكسب بالدوري وقريبًا من مشروعه المُنتظر.
والمشوار لم ينته بعد لا من الاتحاد ولا من وصيفه الذي يلاحقه، والسلم لم يكتمل، والأحوال بين حسابات تقديم وتأخير، وتفاعلات ستنطلق من نهاية مباراة إلى بداية أخرى وصولًا إلى صافرة الختام.
إن الأيام المقبلة للمنافسة الصعبة مليئة بالتداخلات بين مواقف جماهير وطروحات مجموعتين خاسرة ورابحة، وضدية ستعبئ الأجواء بأفكار غير سليمة متى ما كانت هناك ذرة من ظن.
لقد وضعت أجهزة كبيرة مثل وزارتي الرياضة والإعلام حدودًا صارمة لعدم تجاوز الظنون إلى مرحلة التأجيج والتعصب من المنتسبين الخارجيين، لكن على الوزارتين أن تضبطا المسار الداخلي كي لا تكون هناك أحاديث منفلتة وأصوات لا تقف عند نقاط التزام.
إن الملعب الكبير ستدور كُرته بين أقدام مجموعة من اللاعبين الفنيين وغيرهم، وهُنا لابد أن يُفعّل الاتحاد السعودي لكرة القدم من إجراءات رقابته وقوانينه الرامية إلى سلامة المنافسة، وهو مجلس كفؤ وعناصره نظيفة.
إننا لا نرغب، وتحت أي طرح، أن نأخذ أمثلتنا للمحيط ثم ينفذ من جسدنا وإليه الألم، دون أن نضع في الاعتبار أن الكُرة الكبيرة تحتاج إلى أقدام صلبة تمنعها عند مدى معين من التدحرج باتجاه المنحدر.
*نقلا عن الرياضية السعودية
