"قمة استعادة الذات".. "الدستور" تناقش الملفات المطروحة أمام اجتماع القادة العرب فى «جدة»

يتوقع القادة والدبلوماسيون المشاركون فى الدورة الـ٣٢ من القمة العربية، المقرر انطلاقها فى مدينة جدة السعودية، بدءًا من بعد غدٍ الجمعة، ١٩ مايو، أن تشكل انطلاقًا لمرحلة جديدة من العمل العربى، ترتكز على قاعدة صلبة من التعاون الاقتصادى لما فيه مصلحة جميع الأطراف، وإنجاز الكثير من الملفات العالقة.

ويعزز هذه التوقعات الإيجابية قرار عودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة العربية، بعد غياب استمر طوال ١٢ عامًا، ما ينعش آمال العرب فى التوصل إلى حلول فاعلة للعديد من الملفات والتحديات الصعبة.

ويأتى على رأس هذه الملفات: القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الاشتباكات العسكرية فى السودان، والملف اليمنى، والحلول السياسية للأزمة السورية، علاوة على محاولة إيجاد حلول لأزمات لبنان، سواء الاقتصاد المنهار أم الفراغ الرئاسى، وصولًا إلى الأزمة الليبية.

طارق فهمى: مفترق طرق لصياغة علاقات دولية وإقليمية متوازنة

وصف الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والدولية، إن القمة العربية فى جدة «شديدة الأهمية»، لأنها قمة فى مفترق طرق لصياغة علاقات عربية دولية وإقليمة متوازنة، خاصة أن المملكة العربية السعودية رتبت للقمة بطريقة جيدة، خاصة فيما يتعلق بمسار العلاقات العربية والإقليمية، تحديدًا بعد استئناف العلاقات مع إيران.

وأوضح «فهمى» أن «ما يثار حول استئناف العلاقات مع إيران ومصر فى إطار التحولات الإقليمية الأخيرة، وعودة العلاقات بين مصر وتركيا، وارتدادات هذه التطورات على ملفات سوريا واليمن وأمن الخليج ونووى إيران، بالإضافة إلى ملف التعاون الإسرائيلى مع العديد من الدول، بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على فلسطين- كلها أمور تجعل القمة المقبلة فى غاية الأهمية».

وأضاف: «القمة العربية المقبلة معقود عليها آمال عريضة لصياغة علاقات عربية إقليمية ودولية، خاصة بعدما انفتحت السعودية على كل من الصين وروسيا، إضافة إلى تمسك العرب بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية». 

ونبه إلى أن «هذه القمة تجرى فى توقيتات محددة ولحظات حاسمة من عمر الإقليم العربى، وفى إطار مشروعات تعاون إقليمى جديدة، بالتزامن مع حرص المملكة العربية السعودية على نجاح القمة العربية، التى سيكون عنوانها عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بعد توجيه الدعوة للرئيس السورى بشار الأسد للحضور». وتابع: «القمة العربية المقررة بعد غدٍ تعتبر قمة استعادة الذات، وتشكيل وصياغة سياسات عربية دولية وإقليمية، ومناقشة الملفات المفتوحة، ومن بينها الملف الليبى، والملف السودانى الذى سيكون على رأس الملفات المطروحة».

عمار وقاف: مشاركة سوريا تعكس جدية الموقف العربى فى التقارب مع دمشق

أعرب المحلل السياسى السورى، عمار وقاف، عن تفاؤله بمشاركة الوفد السورى ضمن الجلسات التحضيرية للجامعة العربية، ووصول وزير الخارجية للمشاركة فى القمة المقررة، معتبرًا أن هذا يؤكد جدية الموقف العربى فى التقارب مع الدولة السورية.

وقال «وقاف»: «المملكة العربية السعودية تعمل جاهدة على إنجاح قمة جدة، وتراها فرصة مناسبة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، كجزء مكمل لتفاهمات إقليمية بدأ العمل عليها مؤخرًا، وتتضمن إصلاحًا لذات البين مع إيران، تمهيدًا لحل المعضلة اليمنية الشائكة لاحقًا».

سامى المرشدى: تسهم فى لم الشمل والسعى إلى إنهاء الأزمات

رأى المحلل السياسى السعودى، سامى المرشدى، أن هناك الكثير من العوامل الإيجابية التى تحيط بالقمة العربية، مشددًا على أن الرغبة العربية فى لم الشمل واضحة تمامًا، وتتزامن مع السعى لـ«تصفير الأزمات»، وتوحيد الجهود العربية المشتركة للتصدى للتحديات الإقليمية والعالمية. ونبه «المرشدى» إلى ضرورة إعطاء الملفين الأمنى والاقتصادى مساحة كبرى من الاهتمام العربى، مشيرًا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت بعض الاختلافات تجاه عدد من القضايا العربية بين الأشقاء، وهذا ما يمثل إحدى أهم النقاط التى تسعى القمة لحلها، عبر تحقيق تفاهمات بين الدول العربية لتوحيد الصف.

وأضاف: «من يطلع على جدول أعمال القمة العربية فى جدة، يجد سعيًا واضحًا لمعالجة عدد كبير من الملفات سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وأنها تضع سيادة الدول العربية فى مقدمة الاهتمامات، لحمايتها من التدخلات الخارجية، وتسوية الأزمات وإيجاد حلول سريعة وحاسمة لها».

أحمد السيد: انتقاد الاستيطان الإسرائيلى ومواجهة التحديات الأمنية

قال أحمد السيد، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن القمة العربية المرتقبة ذات أهمية خاصة، لأنها تتزامن مع وقت تمر فيه المنطقة بتغيرات كبيرة، بدأت بتصفير المشكلات مع سوريا، وعودتها للجامعة العربية مرة أخرى. وتوقع أن تولى القمة أهمية قصوى لإيجاد مخرج للأزمات الاقتصادية التى تعانى منها دول كثيرة فى المنطقة، مع العمل على إيجاد حل سلمى للأزمة السودانية يُجنب السودان ويلات الحرب، وتداعياتها الكارثية على المنطقة، والتأكيد أيضًا على أهمية ومحورية القضية الفلسطينية، وانتقادات السياسات الاستيطانية الإسرائيلية الأخيرة، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية العمل العربى المشترك لمواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب فى المنطقة. وحول دلالات عودة سوريا للجامعة العربية ومشاركتها فى هذا القمة لأول مرة منذ عام ٢٠١١، قال: «لا شك أنه فى حال مشاركة الرئيس السورى فى القمة للمرة الأولى ستكون بمثابة نقلة نوعية فى العمل العربى المشترك، وفرصة عربية مهمة لتجاوز الخلافات، لتنتهى بذلك العزلة الدبلوماسية التى فرضتها دول عربية على دمشق». وحول ما تقدمه الجامعة من دعم لإنهاء الأزمة السورية، خاصة فى ملفى إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، قال: «من المتوقع أن تقوم بعض الدول العربية، خاصة الإمارات العربية المتحدة، بالإعلان عن مشاريع اقتصادية واستثمارية فى سوريا، كما أن الاعتراف العربى بسوريا سيدفع الدول والمنظمات الدولية لبدء الاعتراف بالنظام السورى، ومن ثم التعامل معه».

منيف الملافخ: قمة التفاؤل والتحدى ورغبة فى تصفير الأزمات بالمنطقة

وصف الدكتور منيف الملافخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شقراء السعودية، القمة العربية المرتقبة بأنها «قمة التفاؤل والتحدى»، مشيرًا إلى الأجواء الإيجابية التى تسود المنطقة العربية للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.

وقال: «نعرف دائمًا أن القمم العربية أثناء التحضير تكون بها مواضيع متشابكة ومعقدة وردود أفعال مختلفة من بعض الدول الشقيقة، إلا أن هذه القمة وما يحيط بها من أجواء إيجابية تؤكد السعى للوصول إلى نتائج تخدم الشعوب العربية وتوجهات دولها، وهذا أمر يدعو للتفاؤل».

وأضاف: «من أهم العوامل المشجعة على نجاح القمة الرغبة الحقيقية والجادة فى لم الشمل العربى، والعمل على تصفير الأزمات، وهذا أمر مهم لصياغة رؤية عربية موحدة، تأخذ بعين الاعتبار أخطاء السنوات الماضية أو التقصير فى العمل العربى المشترك، وتعيد بلورة هذا العمل فى ظل التحديات التى تواجهها الدول العربية، سواء كانت تحديات إقليمية أم عالمية، على غرار بلورة المواقف المختلفة للدول العربية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية».

وتابع: «هناك العديد من الملفات الصعبة، لكن الثقة فى رؤية زعماء العالم العربى نحو مستقبل الدول العربية ستخفف من ذلك».

وأوضح أن أحد أبرز الملفات المطروحة على جدول أعمال القمة العربية هو الملف السورى، الذى يعود إليها بعد غياب ١٢ عامًا، لافتًا إلى أن المناقشات تعكس مدى استجابة الدولة السورية للشروط التى وضعتها جامعة الدول العربية لتضمن عودتها إلى مقعدها فى الجامعة.

وأشار «الملافخ» إلى أهمية الملف الأمنى بشكل عام، باعتباره أحد الملفات المعقدة والتى تحتاج إلى حلحلة، موضحًا أن الملفات الأمنية ترتبط بالأوضاع الإقليمية، وهو ما انعكس بشكل واضح بعد الاتفاق السعودى الإيرانى، والذى أدى إلى عملية تهدئة فى المنطقة، فى ظل سعى الدول العربية لتصفير المشاكل فيما بينها بالدرجة الأولى.

وتابع: «هناك أيضًا الجانب الاقتصادى، الذى بلا شك يحتاج لمعالجات، وكذلك إعادة إعمار سوريا لتحقيق التنمية العربية والرفاه لدول العالم العربى، وهذه أيضًا ستكون من ضمن الملفات المهمة التى ستطرح فى هذه القمة».

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن ملف مكافحة الإرهاب والتطرف الدينى سيدخل ضمن الملف الأمنى بالتأكيد، فى ظل هواجس الدول العربية التى ستعمل على اتخاذ إجراءات لحماية أمنها القومى، لافتًا إلى أن هناك بعض الملفات التى لم يعلن عنها بعد، خاصة فى ظل الأوضاع المعقدة والمتشابكة للمجتمع الدولى بشكل عام.

تاريخ الخبر: 2023-05-16 21:20:59
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

الإمارات: تغريم امرأة سبّت رجلاً على «الواتساب» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:23:58
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

موعد مباراة الأهلي والإسماعيلى فى الدورى والقناة الناقلة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:03
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 43%

مواعيد قطارات السكة الحديد من القاهرة لأسوان والعكس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:05
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 46%

البداية مع الإسماعيلى.. مباريات مصيرية تنتظر الأهلى محلياً وأفريقياً

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:07
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 41%

تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:01
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 41%

وزارة الصحة: 860 مركزا لتقديم خدمات الرعاية الصحية لكبار السن بالمجان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:09
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 45%

استمرار التوقعات بهطول الأمطار على كافة مناطق السعودية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:24:02
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

حاكم تكساس يهدد المتظاهرين في جامعة الولاية بالاعتقال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-30 06:22:11
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية