قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث هاتفيا أمس الإثنين 16 ماي 2023، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، لاستعراض التطورات الإقليمية والدولية والتشديد على الالتزام المتواصل بتعزيز الشراكة الأمنية والاقتصادية الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب.
وحسب بلاغ الخارجية الأمريكية، الذي توصل به موقع “الأيام 24″، فقد أثنى بلينكن على الدور الحاسم الذي يلعبه الملك محمد السادس في تعزيز السلام الإقليمي وقيادته في مجال تعزيز مستقبل آمن ومزدهر للإسرائيليين والفلسطينيين، كما تطرق الوزيران إلى أهمية منتدى النقب. وأكدا على “أهمية الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وغزة”.
في السياق ذاته، كشف موقع أكسيوس الأمريكي، أن رونين ليفي، المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، سيزور واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات حول تعزيز وتوسيع اتفاقات إبراهيم، مضيفا أن مسؤولين إسرائيليين، قالو إن إحدى القضايا الرئيسية التي من المتوقع أن يناقشها ليفي هي الاجتماع الوزاري لمنتدى النقب الذي كان من المفترض أن ينعقد في المغرب في وقت سابق من هذا العام ولكن تم تأجيله من قبل الحكومة المغربية عدة مرات بسبب الحساسيات السياسية.
وارتباطا بمدى إمكانية ربط إقامة “منتدى النقب” في المغرب بإعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، قال محمد شقير الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إنه “من الصعب جدا ربط العلاقات المغربية الإسرائيلية بالاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء”، لافتا إلى أن “الاتفاق الثلاثي أو اتفاقية أبراهام كانت في الأصل اتفاقا بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، حيث كان على أساس الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء مقابل إدخال إسرائيل في هذا الاتفاق”.
وأضاف شقير في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “مسألة العلاقات الإسرائيلية المغربية، بُنية بالأساس على تطوير التعاون العسكري ما بين إسرائيل والمغرب”، مضيفا أن “هذا الأخير في حاجة إلى التكنولوجية الإسرائيلية بالنظر إلى دخوله في مجال تصنيع الدرونات، وهو ما سيمكن أن المغرب يستفيد من هذه التجربة بالنظر لكونها متقدمة لحد ما في هذا المجال”.
شقير قال إن “اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، حتى وإن تم فإنه سيضر المغرب أكثر مما سيخدمه”، موضحا أن “طبيعة العلاقات والوضع الحالي المشتعل خلال الآونة، سيجعل المغرب في موضع انتقاد وسيؤدي بخصوه لاستغلال هذه المسألة من خلال “تخوينه للقضية الفلسطينية” في حين أن المملكة المغربية تحاول جهد الإمكان أن توازن في علاقتها بين القضية الفلسطينية وإسرائيل”.
وأوضح الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن “الدليل على هذا هو اجتماع النقب الذي كان ينتظر عقده في المغرب وتم تـأجيله نظرا للظروف الغير مواتية خاصة التجاوزات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي”.
وأكد المتحدث نفسه، أن “الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء غير وارد، لأن ما يريده المغرب من إسرائيل هو تطوير التعاون العسكري وصفقات خاصة بالأسلحة”، مضيفا أن “المسألة الأساسية هي الاعتراف الأمريكية بمغربية الصحراء، وبعدها تم إدماج إسرائيل في هذه الصفقة دون تركيز المغرب على الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء”.
من جهة أخرى، أشار موقع أكسيوس الأمريكي، إلى أن “بلينكين يدرس تسمية دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، ليشغل منصب مسؤول وزارة الخارجية عن اتفاقات أبراهام التي وقعت بين إسرائيل ودول عربية بينها المغرب”، مضيفا “أنه بعد تنصيب الحكومة الإسرائيلية اليمينية، أوقفت معظم الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل العملية إلى حد كبير”.
وأورد الموقع ذاته “أن البيت الأبيض يأمل بهذا التعيين الجديد، توسيع وتعزيز معاهدات السلام التي توسطت فيها إدارة ترامب”، مضيفا أن “إنشاء منصب جديد في وزارة الخارجية من شأنه أن يقوي إدارة بايدن قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024”. وأشار إلى أن “ذلك يأتي في الوقت الذي يضغط فيه مسؤولون كبار في البيت الأبيض من أجل تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل”.
من جهة أخرى، أشار أكسيوس، إلى أنه “من المتوقع أن يجتمع ليفي مع نائبة وزيرة الخارجية ويندي شيرمان ومبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك وكبير مستشاري بايدن اموس هوشستين”.
