تواصل الجزائر عداءها للمغرب ومحاولة استفزازه من خلال استقبال ما يسمى “منتخب كرة قدم للبوليساريو” وبرمجة مباراة له مع مولودية الجزائر.
وتسعى الجزائر إلى التغطية على فشلها في محاصرة المغرب بالمحافل الدولية، مع تراجع حضورها لصالح المملكة، وارتفاع الأصوات المؤيدة لمبادرة المملكة بمنح الأقاليم الجنوبية الحكم الذاتي
وفي هذا الصدد، قال الحسين كنون، رئيس المرصد المغاربي للسياسات الدولية، إن استقبال منتخب ما يسمى بالبوليساريو أضحوكة للعالم، لأنه لا يوجد شيء إسمه الجمهورية الوهمية، لأنها لا تملك الشخصية المعنوية ولا تملك عناصر الدولة، مشيرا إلى أن ما تقوم به الجزائر وصنيعتها البوليساريو محاولة ليس لاستفزاز الشعور المغربي فحسب، بل لاستفزاز الشعور المغاربي والافريقي، وهي خطوة ضد إرادة شعوب المنطقة في التكتل والعيش الكريم، وضد مبادئ التي تأسس عليها الاتحاد المغاربي.
وأوضح رئيس المرصد المغاربي للسياسات الدولية أن البوليساريو تسعى إلى خراب المنطقة وإفريقيا وتذهب ضد تيار التقدم والازدهار، وتحاول زعزعة الأمن والاستقرار، موضحا أنه كلما راكمت الجزائر الخيبات والانكسارات راكم المغرب الانتصارات.
وسجل كنون، في اتصال هاتفي مع الأيام 24، أن الجزائر بإقدامها على هذه الخطوة تحاول أن تغطي على الإنجاز التاريخي للصناعة المغربية، وذلك من خلال الحفل الذي ترأسه الملك محمد السادس بمناسبة تقديم أول سيارة مغربية الصنع، والنموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين، مما سيعزز علامة “صنع بالمغرب”، موضحا أن هذا الإنجاز ابهر العالم، وهو فخر للمغاربة ولكل الأفارقة والعرب.
وأكد كنون أن ملف جبهة البوليساريو موضوع على طاولة الأمم المتحدة لتصنيفها كجماعة إرهابية تنشط في الساحل والصحراء، وترتبط بالاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة وتربطها علاقات بالمنظمات المتطرفة، كما أنها متهمة بالاتجار بالمساعدات الموجهة للمحتجزين في مخيمات تيندوف.
وسجل المتحدث ذاته أن الجبهة الانفصالية أصبحت حجر عترة للتنمية في افريقيا وأن راعيتها الجزائر أصبحت تعيش عزلة دولية بسبب تشكيلها خطر على الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب الذين سيلعبون هذه المباراة، لو أتيحت لهم الفرصة ورفع عنهم الحجز لعادوا إلى وطنهم الام، مشددا على أن الأقاليم الجنوبية للممملكة تعرف إقلاعا اقتصاديا وتنمويا كبيرا بفضل النموذج التنموي لهذه الأقاليم، وأن الصحراء المغربية تحولت منذ 1975 إلى جنة فوق الأرض.
ولفت كنون الأمر إلى أن الجارة الشرقية للمملكة تخسر المليارات الدولارات على التسليح في الوقت الذي يحتاج الشعب الجزائري إلى التنمية وتحقيق العيش الكريم.
من جهته، قال حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، إن “مثل هذه السلوكات تنم عن استفحال عقدة العداء المرضي في العقل العسكري المسيطر في الجزائر، وهو ما يفسر الانجرار الى تصرفات تميل نحو الصبيانية وتعكس في نفس الوقت غياب أي افق او بعد النظر عند حكام الجزائر”.
وأضاف قائلا “لا تفوت الجزائر فرصة سياسية ولا دبلوماسية ولا ثقافية ولا فنية ولا رياضية دون التهجم على المغرب ومحاولة توقيف قطار نجاحاته في مجموعة من المجالات ومن بينها الرياضية التي رفرف فيها العلم المغربي عاليا وكسبت جمهورا واسعا في العالم وافريقيا وحتى داخل الجزائر”.
وأكد بلوان، في تصريح خص به الأيام 24، أن “استقبال ما يسمى منتخب البوليساريو في هذه الظرفية استفزاز وضيع بعد الانجازات التي حققها المنتخب المغربي لاقل من 17 سنة في عقر دار العسكر الذي كان يمني النفس بنصر رياضي يسوقه داخليا”.
وزاد قائلا “التشويش على منجزات المغرب عقيدة متهافتة ومنخورة لقادة الجزائر ورد فعل سيء يخلط بين الرياضة والسياسة، لكنه موجه بالاساس نحو الداخل الجزائري وخصوصا الجمهور الرياضي الذي بدأ يتحرك في مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع اشبال الاسود في المباراة النهائية، وهو ما اصاب الدعاية الجزائرية في مقتل”.
وتابع “احتجاج بعض الفعاليات الجزائرية وجمهور مولودية الجزائر ضد المباراة المبرمجة مع منتخب وهمي يزعج النظام العسكري اكثر، لانه كشف عن فشل ذريع لاستغلال المناسبات الرياضية لتصريف مواقف سياسية مناهضة للمغرب ووحدته الترابية”.
