اختتمت القمة العربية الـ32، اليوم الجمعة، واعتمد مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة “إعلان جدة”، وعرفت مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد، لأول مرة منذ آخر مشاركة له بسرت سنة 2010.
وفي هذا الصدد، قال زكرياء إزم، باحث بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن أجندة القمة ساخنة عربيا، بناء على جدول الأعمال الذي تم وضعه في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أول أمس، مشيرا إلى أجندة القمة تتصدرها قضايا يمكن تصنيفها بأنها قضايا تشكل ارث متراكم كالقضية الفلسطينية والأزمة الليبية، ومواضع آخرى ذات أولوية كالتعاون العربي المشترك، إضافة لقضايا راهنية وملفات مستجدة كأزمة السودان الشقيق، وعودة سوريا بعد أزيد من عقد من تعليق عضويتها، وذلك رغم معارضة دول عربية لحضورها للقمة.
وبخصوص مكاسب المغرب من هذه القمة، قال إزم، “بالنسبة للمغرب وقضاياه الإستراتيجية، وكما سابقاتها لا تحمل القمة العربية أي مستجدات بخصوص القضايا الاستراتيجية للمملكة، وذلك لعدة اعتبارات أهمها أن المغرب يدبر ملفاته وفق منطق التدبير المباشر، ويناقش قضاياه في إطار مستويات أعلى من القمم العربية”.
وأضاف قائلا، في تصريخ خص به الأيام 24، “ولعل ما يعزز هذا، هو مستوى التمثيلية الدبلوماسية للمغرب بالقمم العربية، حيث غاب رئيس الدولة جلالة الملك عن القمم العربية منذ سنة 2005، ولا يجب أن يفهم من هذا أن المملكة منعزلة عن القضايا العربية المشتركة والأزمات المستعجلة، بل هي حاضرة دائما وكلما دعت الضرورة لذلك، لاسيما في السياقات الفردية من خلال المبادرات المغربية الخاصة”.
وزاد قائلا “بخصوص قمة جدة، وبعد اكتفاء المملكة برئيس الحكومة أو وزير الخارجية رئيسا لوفد المملكة، كما حصل بآخر قمة حيث مثل المملكة وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة، يمثل صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد جلالة الملك محمد السادس في هذه القمة، وذلك راجع للطابع الأخوي المتجدر للعلاقات المغربية السعودية، فالمعهود على المملكة المغربية دائما، وفي جميع المحافل الدولية، أنها تحسن تدبير مسألة التمثيلية الدبلوماسية للمحافل الدولية، حيث دائما ما تعطي وزنا لشركائها بالشكل الذي يعكس صدقية وأخوية العلاقات المتبادلة”.