الأيام 24- شيماء مومن
في الوقت الذي يسابق فيه رجال الإنقاذ الزمن في إسبانيا السبت ماي الجاري، من أجل إخماد الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من المحاصيل والغابات، يكافح نظراؤهم الإيطاليون في الضفة الأخرى من أجل إنقاد الأرواح بسبب الفيضانات التي تشهدها مناطق بشمال شرق البلاد.
في هذا السياق، أعلنت السلطات الإسبانية، أن رجال الإطفاء يكافحون حريقا في منطقة إكستريمادورا الإسبانية غرب البلاد، بمساحة تبلغ 8500 هكتار، ويأملون في تحقيق تقدم كبير بمشاركة 600 رجل إطفاء من اسبانيا والبرتغال اليوم.
وحسب مصادر اسبانية، قال منسق الدفاع المدني نيفيس فيلار: “نأمل أن نوجه ضربة كبيرة اليوم للحريق”. وأضاف “هناك الكثير من الموارد على الأرض والعمل الذي نقوم به مكثف جدا”، مشيرا إلى أن الرياح ضعيفة في المنطقة.
وفي تصريح آخر لديفيد بارونا، قائد وحدة الطوارئ العسكرية لمحطة “تي في إي” الحكومية الاسبانية، قال، إن “الحريق محصور حاليًا في منطقة واحدة والعمل جار لمنعه من أن يخرج منها’’.
وحسب صحيفة نوتياس الاسبانية، فإن سلطات المدينة، أعلنت الجمعة عن إجلاء نحو 700 شخص من أربع بلدات صغيرة في غرب إسبانيا بسبب حريق الغابات الذي التهم نحو 8 آلاف هكتار.
وتشتبه السلطات حسب المصدر ذاته في أن الحريق ، الذي بدأ ليلة الأربعاء ، قد تم إشعاله عمدا من طرف جهات مجهولة.
في سياق مواز، أُجبر أكثر من 36 ألف إيطالي على مغادرة منازلهم بسبب الفيضانات في شمال شرقي البلد، حيث أدى ارتفاع منسوب المياه إلى غمر المنازل الايطالية، وأسفرت الانهيارات الأرضية عن عزل قرى صغيرة، اليوم السبت.
ولازالت إيطاليا تشهد كارثة إنسانية منذ بداية الأسبوع، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التى اجتاحت مقاطعة إميليا رومانيا إلى 14 قتيلا.
وذكرت وكالة “أنسا” الإيطالية، أنه حدث أكثر من 280 انهيارًا أرضيًا بسبب سوء الأحوال الجوية في إميليا رومانيا ، منها 120 انهيارًا مهمًا بشكل خاص في 58 بلدية، وأكثر من 100 في مقاطعة فورلي تشيزينا ، وعلى وجه الخصوص 71 في موديليانا على جبال الأبينيني. من ناحية أخرى ، تم تسجيل أكثر من 50 فيضانًا في 42 بلدية في إميليا رومانيا: 15 في منطقة بولونيا ، و 13 في منطقة رافينا ، و 12 في منطقة فورلي سيسينات ، و 2 في منطقة ريميني. ليرتفع عدد المستخدمين المنفصلين حاليًا عن شبكة الكهرباء بين مقاطعتي فورلي تشيزينا ورافينا إلى 34 ألفًا.
وأضافت الوكالة نفسها ” وجد أكثر من 3100 شخص ضيافة في المكاتب التي أنشأتها البلديات ، منها 2500 في منطقة رافينا و 420 في منطقة بولونيا و 200 في منطقة فورلي تشيزينا وسبعة في منطقة ريميني. لتستمر العمليات لتأمين المنازل المعرضة للخطر ، والتي تشمل أيضًا 562 من رجال الإطفاء الذين وصلوا من خارج المنطقة ، وأكثر من 250 من الأمس مجهزين بأكثر من 125 مركبة.
وحسب المصدر ذاته، فإن مقاطعات بولونيا وتشيزينا وفورلي ورافينا دمرتها الأنهار والجداول في الفيضانات لتعلن حالة الطوارئ أن الفياضانات تسببت حتى الآن في مقتل 14 شخصًا وتشريد أكثر من 15 ألفًا.
ويشار إلى أن عام 2022 في إسبانيا، احترق نحو 267 ألف هكتار ، مما يجعله من
أكثر الأعوام ازدحاما بالتدمير والكوارث الطبيعية منذ 1994 ، وفقا لإحصاءات حكومية اسبانية. بينما سجلت اسبانيا هذا العام ، أعلى درجات الحرارة والجفاف في شهر أبريل الماضي، مما جعل ما يقارب 30٪ من البلاد تعاني الآن من “حالة طوارئ” أو “حالة تأهب” من الجفاف.
