“بورتريه”.. يوسف مطيع يعود من الاعتزال بجلباب بطل الوداد البيضاوي


 

مصطفى منجم-صحافي متدرب 

 

قصة يوسف مطيع وهو يعيش أيامه الوردية مع فريقه الوداد الرياضي لا تشبه أي قصة أخرى، وأن فصولها مخالفة على باقي التفاصيل المألوفة، إنه الحارس الذي أنهكه اليأس وكثرت عليه المصاعب، دون أن يأمن بقدره المكتوب مسبقا، ليصنع إسمه من رماده الذي تحول فجأة إلى ذهب خالص.

 

أحدوثة مطيع كانت ستنتهي بمداد أزرق فوق ورقة، وقرار اعتزال البطل الواعد كان سيطفي نور حارس أرمى حظه في مرمى النيران، أحرف القرار تعبر على مدى قسوة الوضع، والخط المائل يحكي عن قصة إسم مغمور كاد أن ينهي مسيرته في رمشة عين، لو لا الأقدار التي جعلت نجمه يسطع في سماء البيضاء، تطفي غليل الماضي لتبدأ مسيرته على صفحة ناصعة البياض تكتب بمداد أحمر.

 

 

البطل كاد أن يموت

 

بطل المسلسل السوريالي كاد أن يموت في الحلقات الأولى، وقصته المؤلمة التي هزت قلوب المغاربة كان ستعمر رفوف الأرشيف الرياضي، ضغط نفسي وارتباك في أخذ القرار المناسب، جعل مطيع يستسلم للأمر ويضع نصب أعينه قرار الاعتزال الذي ختمه بتصحيح الإمضاء.

 

قصته نقشت في الأثير وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في الفضاءات العمومية، حيث تساءل الكثير حول الأسباب التي جعلت الحارس الشاب يفكر في الاعتزال، ومازال أمامه طريق قد يكون مفروشا بالورود، عكس الشوك الذي أدمى قداميه في بداية مسيرته، والسؤال الذي يلخص كل التذمر السائد في ذلك الوقت، ماذا وقع للحارس يوسف مطيع؟.

 

في 2018 استهل مطيع مسيرته الكروية مع فريق وداد تمارة قبل أن ينضم إلى الاتحاد البيضاوي أحد أندية الهواة، هذا الفريق الذي نسج خيوط أزمته المالية والنفسية، ودخل في دوامة خانقة تكللت بفشل اللاعب والإعلان عن اعتزاله.

 

لم يأتي هذا القرار عبثا أو ب”سخونية الرأس”، بل كان نتيجة خلاف نشب بينه وبين رئيس الاتحاد البيضاوي، عبد الرزاق المنفلوطي في سنة 2019، بسبب عدم استلام مطيع مستحاقته المالية ومنع من خوض التداريب، لم يكن للبطل المغمور آنذاك سوى وضع قفازاته لإنقاذ ما تبقى من سنين عمره.

 

فرصة لا تعوض

ولدت مقولة “من رحم المعاناة يولد الأبطال” من أجل مطيع الذي طبقها بحذافيرها، وكانت سنة 2020 بالنسبة له سنة لاسترجاع قواه المتهالكة ونفسيته المحطمة، وبدأ مسار جديد بأفكار أخرى وأهداف متغايرة ومتفائلة عن الماضي.

 

تراجع مطيع عن قرار اعتزاله بتدخل فريق شباب المحمدية، الذي فتح له بابه الواسع ليدشن مرحلته الإنتقالية، بعد أن أقنعته إدارة الفريق بالتعاقد معها، حيث حدس رئيس النادي أن الحارس سيكون له صيت كبير، وشعر بأنه سيفجر موهبته التي ضاعت بقرار لا يمكن أن يقدم عليه أي رياضي إلى لأسباب قاهرة.

 

وكانت صفقة انتقاله إلى ممثل مدينة الزهور بمثابة ولادة جديدة لبطل سيكتب تاريخه من ذهب في الأيام القادمة، أكد رسميته مع الشباب وجعل تألقه محط أنظار واهتمام عديد من الفرق المغربية وفي مقدمتها الوداد الرياضي.

 

مغمور بوزن الثقيل

بعد سنتين من التألق والابداع، انتقل في سنة 2022 إلى الوداد الرياضي الذي كان آنذاك بطلا للمغرب والقارة، متوجا بثنائية تاريخية وسط أزمة خلفتها تداعيات الجائحة والركوض الذي أصاب الفرق الوطنية وحتى العالمية.

 

مطيع جاء للقلعة الحمراء لتثبيت أقدامه واعطاء لنفسه إسم يجعله يقارع به الكبار، قصة “ياسين بونو” باتت درسا لجميع الحراس، الجد والمثابرة أساس النجاح، والإيمان بقدراتك الشخصية دليل على نجاحك في الحياة، حلم مجاورة المنتخب المغربي حق لكل لاعب مغربي، لكن الوصول إليه يتطلب تقديم مستويات عالية ومشهودة رفقة الفرق الكبيرة.

 

بداية من كراسي الاحتياط في ظل وجود أحمد رضا التكناوتي الذي لعب مع الوداد لعدة مواسم توج من خلالها بألقاب قارية و وطنية، واسمه الذي أصبح يرافق لائحة الأسود في كل مناسبة يصعب شيئا ما مهمة مطيع.

 

ولادة بطل

الجميع عبر عن تذمره من إصابة التكناوتي مع المنتخب رغم مستواه المتوسط، وانهالت عبارات اليأس والانزعاج من هذا الخبر، لكن الأغلبية لم تكن تعلم ماذا يوجد في الخزينة الحمراء؟.

 

تلقى مطيع نفس الدعم من الجماهير الودادية، ولحسن حظه أن أول مباراة له كانت أمام الغريم التقليدي، مباراة اشتعلت قبل بدايتها، حيث كانت تطوف بها عدة انتظارات علما أن الفريقين يلعبان على التتويج.

 

دخل مطيع بخطى ثابتة إلى المقابلة أمام مدرجات فارغة تركها المشجعون لأسباب تنظيمية، وواثق من نفس أن المباراة بمثابة يوم عرسه، وبدت عليه ملامح الارتياح والثقة هو يخضع لعملية التسخين التي تسبق المباراة، لم يشكك الوداديين من مستوى الحارس لكن كان تخوف من جلسة الاحتياط التي تضعف القوي بسبب غياب التنافسية، كل هذه الامور تبقى على الورق لكن حقيقة الأمر تبقى وسط المستطيل الأخضر.

 

شهدت المباراة صراعا كبيرا وخاصة من طرف الخضر، لكن تصديات مطيع ساهمت في بقاء الفريق داخل أجواء المقابلة، انتهت بالتعادل وكان للحارس فضل كبير في ذلك.

 

كان من الرهانات الناذرة حتى أصبح مطلبا جماهيريا بعد تألقه الكبير وخاصة في مباراة إتحاد طنجة التي تمكن من خلالها وضع الوداد في ربع نهائي كأس العرش بتصديه لثلاث ركلات ترجيح، وأمام سيمبا أيضا تصدى لركلتين ترجيحيتين، ليؤكد بذلك أنه ليس البديل المناسب للحارس المصاب، بل مرشح بقوة لنيل الرسمية منه.

 

مطيع “المحارب” هكذا يطلق عليه جماهير الوداد، لشجاعته وقوته داخل المنظومة، يتحول فجأة من اللاعب الخجول، الهادئ إلى وحش متوهج يتصدى لجميع المحاولات، حيث أصبح رهانا رابحا ومكسبا كبيرا بكل المقاييس.

تاريخ الخبر: 2023-05-23 00:19:35
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 70%
الأهمية: 76%

آخر الأخبار حول العالم

سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:49
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 97%

جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:33
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 85%

للمرة الأولى.. بايدن يهدد بإيقاف إمداد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:09:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 76%

محاكمة الرئيس السابق لاتحاد الكرة بإسبانيا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:09:50
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 83%

الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:32
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 89%

زيارة شي إلى باريس يمكن أن تُسرّع حل الصراع في أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:30
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 96%

الزمالك يشد الرحال على متن طائرة خاصة لمواجهة نهضة بركان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:09:44
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 78%

حمام دم في رفح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:31
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 94%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية