لا تغيب عن الأذهان الشخصية الشهيرة في الرسوم المتحركة "سالي" حيث أن هذه الفتاة ارتبطت صورتها في الأذهان بالطيبة والدماثة بالرغم من ما تعرضت له من مضايقات.

وكثيرا ما نرى نماذج الفتيات الطيبات في الحياة الواقعية، بيد أن هذه الطيبة أحيانا قد تؤثر سلبا على صاحبتها، فنراها تقدم مصلحة الآخرين على مصلحة نفسها وتفكر في كيفية كسب رضاهم ولو كان في الأمر مشقة عليها.

فماذا لو كان طبع المجاملة المفرطة الذي يميز هؤلاء يصنف كمتلازمة محددة تسمى "متلازمة الفتاة الطيبة".

*ماهي متلازمة الفتاة الطيبة؟

تعدّ متلازمة الفتاة الطيبة أو "عقدة الفتاة الطيبة" نمطاً سلوكياً يتطور في الغالب خلال مرحلة الطفولة لدى الفتيات الصغيرات بسبب سمات الشخصية المنتظرة من الفتيات والنساء.

وتورد الطبيبة النفسية ترايسي ماركس (Tracey Marks في موقعها الإلكتروني: "وفقاً لدراسة أنجزتها جامعة ستانفورد (l'université Stanford)؛ فإن السمات الشخصية المرجوة لدى النساء.

هي الترحاب والوفاء وروح المرح، بينما ينبغي للرجال أن يكونوا صارمين ومستقلين ومهيمنين.

ويعزز العديد من الآباء والأمهات هذه السمات لدى أبنائهم وبناتهم". وتدفع هذه التربية الفتيات إلى بذل كل ما في وسعهنّ من أجل أن يحظين بقبول المجتمع؛ بما فيه نسيان أنفسهن، فينتهي بهن الأمر إلى استبطان الصور النمطية عن النوع.

كما تتسم متلازمة الفتاة الطيبة بالخوف من تخييب ظن الآخرين، والرغبة في الكمال، والطاعة، والتحفّظ من الكلام. كما تتناول المصابات بهذه المتلازمة قراراتهن وسلوكاتهن بناءً على رأي الآخرين بدلاً من أن تكون بناءً على رغباتهن وحاجاتهن الخاصة.

كيفية التعافي من متلازمة الفتاة الطيبة؟

تؤكد الطبيبة النفسية ترايسي ماركس: "إن الفتيات الطيبات اللواتي يؤثرن رغبات الآخرين على رغباتهن الخاصة يشعرن في النهاية بالإحباط والاستياء"، مقترحةً بذل مجهود في التعبير بوضوح عن هذه الرغبات.

كما تنصح ماركس الفتيات قائلة: "لا تخفن من التعبير عن الرفض أو القبول، وتذكّرن أنكن تستطعن إثبات الذات مع التحلي في الوقت نفسه بالطيبة والصبر".

وترشدهن بقولها: راجعن قيمكن ومبادئكن والتزمن باحترام الذات وادفعن الآخرين إلى احترامها. فإن معرفة النفس ووضع الحدود يمثلان الوسيلتين المُثليين للتوقف عن إعطاء الأولوية للآخرين على حساب الذات، ومن الممكن أيضاً الخضوع لمتابعة خبير في الصحة النفسية.