أزمة كبيرة بطلها مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، خلال الأيام الماضية، بعدما خرج المايسترو هانى فرحات، مدير الدورة الجديدة المقررة إقامتها خلال أكتوبر المقبل، بتصريحات صادمة للجميع، حول وجود قرار بعدم مشاركة المطربين الذين شاركوا فى آخر دورتين فى الدورة الجديدة، وكذلك نجوم الأوبرا وفرق الموسيقى العربية.

واستبشر نجوم الطرب والموسيقى خيرًا بقرار الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، بإسناد مهمة إدارة الدورة الجديدة من مهرجان الموسيقى العربية، التى تحمل رقم ٣٢، للموسيقار هانى فرحات، وسط ترحيب كبير به على مواقع التواصل الاجتماعى.

واجتمعت وزيرة الثقافة، فى بداية مايو الجارى، مع كل من الدكتور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية والمهرجان، والمايسترو هانى فرحات، للوقوف على أهم ملامح ترتيبات المهرجان والاستعدادات الخاصة به.

وتواصلت هذه الترتيبات دون أى أزمات، وسط انتظار الجميع الدورة الجديدة من المهرجان، الذى يعتبر أحد أهم الأحداث الفنية التى يتردد صداها من المحيط إلى الخليج كل عام، وينتظره السمّيعة وعشاق الموسيقى منذ تأسيسه وإقامة أولى دوراته عام ١٩٩٢، على يد الدكتورة الراحلة رتيبة الحفنى.

لكن «فرحات» خرج بتصريحات صادمة للجميع، وأعلن فى حوار صحفى عن عدم مشاركة المطربين الذين شاركوا فى آخر دورتين فى الدورة الجديدة، وكذلك نجوم الأوبرا وفرق الموسيقى العربية.

وأثار قرار مدير المهرجان حالة ارتباك وغضب وحفيظة مطربى وفرق الأوبرا للموسيقى العربية، وشنوا هجومًا حادًا عليه، تحت هاشتاج حمل عنوان «كل الدعم لمطربى الأوبرا»، منتقدين تهميش دورهم واستبعادهم من الفعاليات بحجة مشاركتهم فى دورات متتالية سابقة.

رئيس الأوبرا: هانى فرحات «خانه التعبير».. ونعِد بـ«حفلات كاملة» لمطربى وفرق الدار

عقد الدكتور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية ومهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، مساء أمس الأول، اجتماعًا مع نخبة من مطربى الأوبرا وفرق الموسيقى العربية، لحل الأزمة.

وكشفت مصادر مطلعة، لـ«الدستور»، عن أن الدكتور خالد داغر نجح فى امتصاص غضب مطربى وفرق الأوبرا، نافيًا جملة وتفصيلًا صحة التصريحات الصادرة عن المايسترو هانى فرحات.

وحسب المصادر، شدد «داغر»، خلال الاجتماع، على أن الموسيقار هانى فرحات مؤمن جدًا بأهمية وجود مطربى الأوبرا وفرق الموسيقى العربية، ولكنه فقط لم يوفق فى طرح أفكاره بأسلوب واضح، ما تسبب فى سوء التفاهم، أو بمعنى آخر «خانه التعبير».

وأضاف: «هو لم يقصد على الإطلاق تهميشهم أو استبعادهم، بينما كان يقصد بعض الفنانين العرب الذين اعتادوا المشاركة فى المهرجان بشكل دورى وسنوى، وهذا الرأى ما زال طور المناقشة».

وقالت المصادر إن «داغر» وعد مطربى الأوبرا بإقامة دورة استثنائية مميزة بكل المقاييس، تعبّر عما تملكه مصر من تاريخ كبير فى مجال الموسيقى العربية، والاهتمام بنجوم الأوبرا بشكل خاص.

ووعد رئيس الأوبرا تحديدًا بإقامة حفلات لمطربى وفرق الموسيقى العربية على جميع المسارح الخاصة بالأوبرا وخارجها، على أن تكون مدتها أطول، بمعنى ألا تقتصر على فاصل مدته ٣٠ دقيقة فقط مثلما يحدث كل عام، بجانب استقطاب نجوم الطرب الأصيل من مصر والوطن العربى، بالإضافة إلى إفساح المجال للمواهب الشابة والمتميزة لترى مواهبهم النور.

وحاولت «الدستور» التواصل مع الموسيقار هانى فرحات، لكنه لم يرد على هاتفه.

إيناس عزالدين: أشارك فيه منذ 14 عامًا.. وأجهز فستانى له «زى لبس العيد»

أعربت المطربة إيناس عزالدين عن سعادتها البالغة برد الفعل والاستجابة السريعة لرئيس دار الأوبرا، خالد داغر، متمنية أن يحقق لهم كل الوعود التى قالها لهم خلال الاجتماع، الذى حرصت على حضوره من خارج مصر عن طريق «زووم»، لأهمية مشاركتهم فى مهرجان الموسيقى العربية. وقالت إيناس عزالدين، لـ«الدستور»: «فى الحقيقة أنا كنت سعيدة جدًا فى البداية بقدوم وتولى المايسترو هانى فرحات إدارة المهرجان هذا العام، وكنت أول من قدم له التهنئة، لأنه فنان وموسيقار كبير لديه خبرة فى عالم الموسيقى تُمكنه من إدارة المهرجان».

وأضافت: «لكن فوجئت وأُصبت بالصدمة فور مشاهدتى مقطع فيديو، خلال إجرائه أحد الحوارات الصحفية، يتحدث فيه عن عدم مشاركة مطربى الأوبرا فى المهرجان هذا العام، بحجة أننا نشارك كل عام، وبالتالى خذل توقعاتنا بتصريحاته هذه، التى كانت غير موفقة بالمرة».

وواصلت: «كنا نأمل أيضًا أن يذكر فرق ونجوم الأوبرا فى البيان التالى الذى أصدره، لكنه همشنا تمامًا، وهو ما أثار استفزازنا وغضبنا بشكل أكبر، فقد كنا نأمل أن يخرج ويتحدث فى هذا الأمر باستفاضة ووضوح، ويشرح وجهة نظره، ويؤكد أن التعبير خانه، كما أكد لنا الدكتور خالد داغر، رئيس الأوبرا والمهرجان، الذى نكن له كل الاحترام والتقدير».

وأكملت: «فى كل عام أنتظر هذا الحدث بفارغ الصبر وكأنه عيد، فقد شاركت فيه على مدار ١٤ عامًا، والحمد لله فى كل مرة يكون الحفل كامل العدد، ويخرج الجمهور فى قمة انبساطه». وتابعت: «نحن كأبناء الأوبرا ننتظر هذا الحدث كى يتم تسليط الضوء علينا بشكل أكبر، وفى العام الماضى بادرت وزارة الثقافة وإدارة الأوبرا والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية برعاية وتغطية المهرجان على أكمل وجه، وكنا فى غاية السعادة لنقل الحفلات مباشرة على شبكة قنوات الحياة».

ياسر سعيد: تلقينا وعودًا بالمشاركة فى الحفلات وليس الفواصل

قال الصوليست ياسر سعيد، إنه انزعج فور قراءة تصريحات المايسترو هانى فرحات، وعلى الفور تواصل مع مجموعة من زملائه فى دار الأوبرا، وقرروا طلب عقد اجتماع مع الدكتور خالد داغر، رئيس الأوبرا والمهرجان، باعتبارهم أبناء هذا الصرح العريق، للوقوف على مدى صحة التصريحات والقرارات الخاصة بالدورة الجديدة للمهرجان. وأضاف أنه سرعان ما استجاب «داغر»، وسعى لحل الأزمة، متابعًا: «جئت على الفور صباح أمس الأول الإثنين، رفقة مجموعة كبيرة من زملائى من فرقة أوبرا الإسكندرية، وقابلنا رئيس الأوبرا، والحمد لله وعدنا بأن يكون لنا جزء أساسى فى فعاليات المهرجان، وإقامة حفلات لنا وليس فواصل موسيقية كما كان يحدث من قبل، وكذلك توسيع هذا النطاق بإقامة حفلات إضافية على مسارح خارج الدار، لإمتاع الجمهور بالغناء الجاد والطرب الأصيل».

وأشار إلى أنه شارك على مدار سنوات طويلة فى فعاليات المهرجان الذى يعتبره بمثابة عرس فنى كبير، وله مذاق خاص بالنسبة للفرق الأوبرالية، والجمهور الذى يأتى له من كل الدول العربية للاستمتاع بالفن الجاد، واستعادة ذكريات أعمال زمن الفن الجميل.

وبيّن أن المهرجان استطاع أن يحقق حضورًا عربيًا قويًا، وتمكن بإمكانات محدودة مقارنة بالمهرجانات الأخرى من أن يتربع على القمة، مردفًا: «مشاركتنا نحن أبناء الأوبرا فخر كبير لنا، فقد حملنا على عاتقنا المحافظة على التراث، ومطربو زمن الفن الجميل علمونا قيمة الموسيقى العربية جيدًا».

وقال: «الأوبرا هى المكان الوحيد الذى يحمل على عاتقه محاربة الفساد والفن الهابط، وكما قلت هى مسئولية حملناها ونتمنى أن ننتصر، وأتمنى أن يسمع كل جمهور الوطن العربى صوتى هذا العام والسنوات المقبلة إذا كتب الله لنا العمر».

غادة آدم: حلمنا ترسيخ تراثنا وهويتنا لدى الأجيال الجديدة

قالت المطربة غادة آدم إن أهم ما كان يميز الدورات السابقة من المهرجان هو اعتماد الأوبرا والمهرجان على أبناء الدار بشكل كبير، بجانب النجوم المصريين الكبار، مثل على الحجار، ومدحت صالح، وهانى شاكر، وعفاف راضى، ونادية مصطفى.

وأضافت: «المهرجان استقطب نجوم الطرب من جميع البلدان العربية، وهذا الشكل هو الذى حرصت عليه الدكتورة رتيبة الحفنى، رحمة الله عليها، منذ انطلاق أولى دورات المهرجان عام ١٩٩٢، وذلك بما يليق باسم وحجم المهرجان وحجم مصر».

وأشارت إلى أن تصريحات المايسترو هانى فرحات نزلت مثل الصاعقة على كل نجوم الأوبرا والصوليست وفرق الموسيقى العربية، خاصة أنهم أبناء الأوبرا الذين يحرصون على المشاركة كل عام.

وأضافت: «تربينا داخل هذا المكان العظيم، ولا بد من المداومة والحفاظ على أساسيات المهرجان، من أجل الحفاظ على الموروث وترسيخ هويتنا لدى الجيل الجديد، عبر عرض أغانى التراث التى تمثل تركيبتنا المصرية».

وتابعت: «الحمد لله دائمًا نغنى، وحفلاتنا قائمة على مدار العام، لكن المهرجان بالنسبة لنا حدث أساسى نوصل من خلاله صوتنا للعالم العربى بأكمله، وكلنا نكمل بعضنا، ونأمل فى استكمال المسيرة فى الدورات المقبلة للمهرجان».

ريم كمال: يجب أن يشارك النجوم الكبار من مصر والدول العربية

شددت المطربة ريم كمال على أهمية مشاركتها وكل أبناء الأوبرا فى المهرجان، قائلة: «المهرجان يمثل لأبناء الأوبرا أهم حدث غنائى وفنى وثقافى، ننتظره كل عام، ونعتبره موسمًا لنا، فهو أهم نافذة نطل من خلالها على جمهور ذواق للفن الحقيقى، ويدرك مدى أهمية الحفاظ على الموروث الغنائى والموسيقى العربية».

وأضافت: «المشاركة والوقوف على مسارح الأوبرا ليس سهلًا على أى فنان، ويحتاج إلى موهبة ودراسة ووعى من أجل النجاح والاستمرارية وإطراب الجمهور، ويجب أن يشارك النجوم الكبار من داخل مصر وجميع البلدان العربية». وتابعت: «لقد تربينا بدار الأوبرا على تقديم الأعمال الهادفة التى من شأنها تقويم المجتمع وخلق جيل جديد واعٍ، والأوبرا والمهرجان هما المتنفس الحقيقى، ومشاركتنا خلال الفعاليات تجعلنا دائمًا فى حالة إشباع فنى، فلا يمكن أن نتنازل عن حقوقنا وعن النهج الذى تعلمناه، لأن الفن والموسيقى باختصار شديد ليس تجارة بل صناعة ورسالة كبيرة، نستطيع من خلالها تغيير المجتمع وتحويله إلى الأفضل».