يعد أحد أبرز نجوم منتخب مصر في التاريخ، طاهر أبوزيد الذي تألق في كأس العالم تحت ٢٠ سنة أستراليا 1981 ومن هنا بدأت الحكاية .

طاهر أبوزيد سجل أربعة أهداف لمصر في كأس العالم تحت ٢٠ سنة أستراليا ١٩٨١.

المهاجم الذي لقب بـ”مارادونا النيل” كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ بلاده.

توّج هدافًا لأمم إفريقيا وشارك في كأس العالم إيطاليا ١٩٩٠.

اكتشاف أستراليا:
في العام ١٩٨١، انضم منتخبا مصر وقطر إلى قائمة ممثلي العرب في بطولات كأس العالم تحت ٢٠ سنة بمشاركتهم في النسخة الثالثة من البطولة والتي استضافتها أستراليا.

الفراعنة الصغار وجدوا أنفسهم في مواجهة ثلاثة منتخبات عريقة في المجموعة الثالثة التي ضمت ألمانيا الغربية وإسبانيا والمكسيك، لكن الفريق الشاب بقيادة نجمه طاهر أبوزيد لم يخشَ الأسماء المنافسة، بل كشر عن أنيابه منذ اللحظة الأولى، فافتتح أبوزيد التسجيل لمصر بعد ست دقائق فقط من بداية مواجهتهم الأولى أمام الإسبان، ورغم أن المنافس رد بهدفين إلا أن أبوزيد أصر على إثبات قوة شخصيته وإمكانياته الفنية العالية، فأدرك التعادل لمنتخب مصر بتسديدة على الطائر لم تجدِ معها نفعًا محاولات الحارس الإسباني، لتبدأ مصر رحلتها بنقطة غالية.

التحدي الثاني كان أصعب، في مواجهة أحد أقوى المنتخبات عالميًا منتخب ألمانيا الغربية.

ومرة أخرى كان أبوزيد المنقذ بعد أن انتهى الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل فريق، استقبل المهاجم الذي كان يحمل شارة القيادة كرة عرضية داخل منطقة الجزاء وقبل أن يسددها عرقله المدافع الألماني ليحتسب الحكم ركلة جزاء ترجمها أبوزيد بنفسه بكل ثقة ليحقق الفوز الذي كان كافيًا لتأهل مصر إلى الدور ربع النهائي بعد تعادلها مع المكسيك في المباراة الثالثة من المجموعة.

أحلام المصريين اتسعت مع توجههم إلى سيدني لمواجهة بطل أوروبا المنتخب الإنجليزي وكان أبوزيد في الموعد مرة أخرى مفتتحًا التسجيل لمنتخب بلاده من ركلة جزاء، لكن هدفه الرابع في البطولة لم يكن كافيًا لتجنب الهزيمة بأربعة أهداف لهدفين والخروج من البطولة.

لكن على المستوى الشخصي، أصبح أبوزيد أفضل هداف عربي في تاريخ البطولة وتقاسم لقب الهداف في تلك النسخة مع ثلاثة لاعبين برصيد أربعة أهداف، لتبدأ منها رحلة الرقم١٢ الأسطوري في الكرة المصرية

هداف إفريقيا:
بعد ثلاثة أعوام من تألقه مع منتخب الشباب، ثبت أبوزيد أقدامه كمهاجم أساسي في صفوف الفراعنة، القدم اليسرى الساحرة التي منحته لقب مارادونا النيل كانت سلاح مصر الأول في كأس أمم إفريقيا ساحل العاج ١٩٨٤.

تصدر المصريون مجموعتهم التي ضمت الكاميرون وتوجو وأصحاب الأرض بانتصارين وثلاثة أهداف أحرزها جميعًا أبوزيد، وكان أولها وأجملها الركلة الحرة الصاروخية التي سكنت شباك الحارس الكاميروني الأسطوري جوزيف أنطوان بيل.

في نصف النهائي واجهت مصر منتخب نيجيريا العنيد، وكما فعل في كأس العالم للشباب، وصل أبوزيد إلى هدفه الرابع، هذه المرة بتسديدة من خارج منطقة الجزاء توّجته هدافًا للبطولة رغم خروج مصر بركلات الترجيح بعد تعادلها مع نيجيريا ٢-٢ في تلك المباراة.

هداف إفريقيا الساحر عاد بعد عامين ليكرر سيناريو هدفه في مرمى الكاميرون بنفس الطريقة أمام موزمبيق في البطولة التي احتضنتها مصر قبل أن يثبت أنه يستطيع التسجيل بيمناه كذلك في ذات المباراة.

أهم أهداف مسيرة طاهر أبوزيد جاء على أرض استاد القاهرة الدولي في نصف النهائي، حيث باغت الحارس المغربي الكبير بادو الزاكي بأسلوب مختلف في تنفيذ الركلات الحرة، ليرسلها في الزاوية البعيدة من الشباك ويحجز مقعدًا للفراعنة في النهائي الذي انتصروا فيه بركلات الترجيح لتتوج مصر بثالث ألقابها الإفريقية.

أسطورة أهلاوية:
مسيرة أبوزيد المميزة مع منتخب بلاده لا يضاهيها سوى نجاحه المبهر مع نادي طفولته الأهلي الذى قضى فيه مسيرة استمرت لـ١٢ عام، توّج خلالها بطلاً للدوري سبع مرات وحصد لقب دوري أبطال إفريقيا مرتين بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب متتالية في بطولة أبطال الكؤوس الإفريقية قبل أن يعتزل كرة القدم عام ١٩٩٢.

ظهور مونديالي:
كان لابد أن تتوّج مسيرة أحد أساطير الكرة المصرية بالظهور في البطولة الأكبر، كأس العالم وكان لأبوزيد ذلك الشرف بمشاركته في مواجهة أيرلندا في إيطاليا ١٩٩٠، ليكتب اسمه ضمن نخبة من نجوم الكرة المصرية الذين حققوا ذلك الإنجاز التاريخي لبلادهم، والذي لم يتكرر بعدها سوى في روسيا ٢٠١٨، ليظل اسم أبوزيد خالدًا في تاريخ مصر.